الإعتراف الضمني للنظام السوري بمجازر السيفو وتجاهل متعمد للسريان الآشوريين
لاشك أن قضية الإعتراف بمجازر السيفو بحق الأرمن والسريان الأشوريين واليونان البنطيين على حدٍ سواء كان يجب أن تتم منذ فترة طويلة بالنسبة للدولة السورية التي أحتضنت أكبر نسبة فاريين ممن نجوا من إبادة السيفو إلى الشمال السوري و أصقاع المعمورة
حيث أعتُبرت تلك المجازر التي أرتكبها العثمانيين أكبر إبادة جماعية بشرية بلغت أكثر من مليونين ونصف ضحية لقوا حتفهم ، وكانت الأهداف العثمانية واضحة من قتل أكبر عدد من المسيحيين وتهجير وتشريد البقية من أرضهم إلى بقاع العالم.
إلا إن ما حدث هو قيام مجلس الشعب السوري بالإعتراف بمجازر الأرمن فقط، تجاهل بذلك و بشكل متعمد مجازر السريان الاشوريين! مثلما إعترف بمجازر الأرمن معبراً عن ذلك بجملة ( و نتعاطف مع الأرمن و السريان بما حدث لهم )، التعاطف لا يكفي البتّة، إما الإعتراف الصريح بشكل كامل أو التوقف عن هذه الترهات و اللف والدوران.
كأن ما يسعى إليه النظام هو الإبقاء على السريان الآشوريين تحت مظلته، وذلك بإعطائهم بين الحين و الآخر جزء صغير من حقوقهم الدستورية، بالإضافة إلى استغلال هذه الحقوق داخلياً وعالمياً، لأجل مصلحة يعتبرها النظام السوري ذاته أعلى قيمة من الإعتراف بالشعوب الموجودة ضمن حدود دولته و الإعتراف بحقوقهم دستورياً.
مازال الشعب السرياني الآشوري يناضل في سبيل الاعتراف بحقوقه المشروعة دولياً، من أجل اعتبار المجازر مثل مجازر السيفو وسيميل و غيرها من المجازر التي حدثت بحق الشعب السرياني الآشوري، اعتبارها كإبادة جماعية ، لفتح المجال لتحصيل حقوقه المشروعة واسترجاع ما سُلب منه، بسبب تجاهل العالم له بشكل استمراري، رغم وجود تحركاتٍ بهذا المنعطف، و رغم إعتراف دول كثيرة بمجازر السريان الآشوريين كإبادة جماعية ،إلا إن التجاهل المتعدد مازال مستمراً و إن الطريق مازالت طويلة للإعتراف العالمي.
و من هنا نطالب الحكومة السورية و مجلس الشعب السوري على حدٍ سواء، بالاعتراف بشكل رسمي بمجازر السيفو بحق الشعب السرياني الآشوري ، كإبادة جماعية بحق شعبٍ أصيل و لتقوم بعملها وفق ما يحفظه الدستور من حقوق لكامل القوميات على حد سواء، لا إعطاء أولية لمكون دون الآخر.
على الحكومة السورية و مجلس الشعب السوري الإعتراف بأسرع وقتٍ و عدم إستخدام ذلك كورقة ضغط على الحكومة التركية و من ثم تجاهلها، فمن يحترم حقوق شعبه لا يستغلها و يعتبرها أوراق ضغطٍ على الآخر.
مع العلم أن الشعب السرياني الآشوري أيضاً ، تعرض لضغطٍ كبير سياسياً و اجتماعياً بسبب قيامه بعدة نشاطات لإستذكار مجازر السيفو و ما كان من النظام إلا كبح اغلب هذه النشاطات الإستذكارية و الضغط على الشعب السرياني الآشوري لتجاهل الموضوع و عدم القيام بمثل هذه النشاطات، التي كانت المنظمة الآثورية و من بعدها حزب الإتحاد السرياني السباقين لإستمرارية القيام بنشاطات الإستذكار سواءً بالقيام بمراسيم رسمية ضمن حفل رسمي أو عن طريق إشعال الشموع على مدار الطريق بالمدن و أخص هنا مناطق من الشمال الشرقي لسوريا ، الأمر الذي ساهم أيضاً بعدم معرفة كافة الشعب بحقيقة هذه المجازر ، التي كانت الحكومة السورية أيضاً، هي الأخرى تعمل لتجاهل حدوثها ، كأنهم يدافعون عن العثمانيين أو رغبةً منهم بإغلاق الماضي خدمةً لمشروعهم.
اليوم الحكومة السورية و معها مجلس الشعب السوري مطلوبٌ منهم القيام بواجبهم الوطني و الكف عن التماطل و التغافل عن مثل هذه الأمور التي تُعتبر أساسية و مهمة لدى الشعوب و التي يعتبرها النظام السوري للأسف بمنزلة (( المكرمة)) ولا يعطيها بسهولة….
بقلم: الإعلامي السرياني
ميلاد كوركيس
ميقاتي يلتقي الشرع في دمشق ويتفقان على التعاون لضبط الحدود
في أول لقاء بين مسؤولين من البلدين منذ الإطاحة بالنظام السوري السابق في الثامن من كانون ال…