اليوم العالمي للغة الأم…….. و إعادة إحياء اللغة السريانية ……. أم اللغات السامية
مع بزوغ فجر العلم و المعرفة، كانت اللغة هي الطريق الأهم للوصول للعلم و المعرفة ، اللتان كانتا بالسابق الأساس و هوية أي شعب متحضر و متقدم علميا بكافة المجالات و من هنا تكمن أهمية اللغة السريانية ، بشقيها الشرقي و الغربي ، اللغة السريانية المشرقية ( الآشورية) و اللغة السريانية الغربية ( الآرامية).
لابد هنا من العودة بعقارب الزمان، سنواته و عقوده إلى آلاف السنين ، لنكون على معرفة مفصلية، لأهمية اللغة السريانية بحد ذاتها و أهمية كونها اللغة الأم ، لمعظم اللغات و منهم اللغة العربية، التي تعتبر إشتقاقاً شبه كامل من اللغة السريانية، كون اللغة العربية تُعتبر مشتقة من اللغة السريانية و ممتزجة بكلمات من لغاتٍ أخرى، لكن إن نظرنا للموضوع بشكل أوضح، نرى أن اللغة السريانية، لها تأثير ظاهر على اللغات و لها فضل بالعلوم و المعرفة.
إذ تُعتبر اللغة السريانية، أنها كانت اللغة الرسمية لحضارات السابق و كانت من أهم اللغات بالتواصل فيما بين الملوك و الإمبراطوريات، إضافة لكونها اللغة المتبعة، ضمن الدراسات العلمية، الجغرافية، التاريخية و الرياضيات، للعديد من العلماء، الذين عاصروا هذه اللغة و كانت، الأساس، ضمن مؤلفاتهم ، كتاباتهم و كل إنجاز علمي قاموا به، من هؤلاء العلماء.
ابن التلميذ ، بختيشوع ، يوحنا بن مسويه و غيرهم من العلماء الذين ذاع سيطهم إنذاك بزمانهم و كانوا و غيرهم عنوانا للمعرفة و العلم و كل ذلك إضافة للشيء الأساسي، كونهم كانوا ملمين باللغة السريانية و اللغات الأخرى ، التي اتفق كثيرون على أنها مرتبطة ببعضها البعض، كون الحضارات المتتابعة ، بهذا الشرق قد عاصرت بعضها، مما ساهم ، بإمتزاج اللغات و ظهور ملامح اللغة السريانية، بطريقة كتابة و لفظ اللغات الأخرى.
بالحديث عن اللغة السريانية حضارياً، لابد هنا من الحديث عن حضارة بيث نهرين باللغة السريانية ܒܝܬ ܢܗܪ̈ܝܢ و تعني باللغة العربية بلاد ما بين النهرين ، هنا كانت اللغة السريانية و بشقيها الشرقي و الغربي ، اللغة الأساسية ، إضافة للغات المتبعة إنذاك و منها اللغة السومرية و اللغة الأكادية.. فإضافة لهاتين اللغتين كانت اللغة السريانية ، لغة التخاطب ضمن حدود حضارة بيث نهرين ، بلاد ما بين النهرين و كونها لغة كنيسة ، كانت وسيلة رجال الدين لترجمة كتاباتهم إلى لغتهم الأم، ليتمكن شعبهم من البقاء على لغته و ليتمكن من الحفاظ عليها و كان ذلك ظاهرا من خلال آلاف المؤلفات الشعرية و الدينية و التي بدورها مازال البعض الكثير منها موجودا حتى اليوم.
إذاً فاللغة السريانية ليست لغة كباقي اللغات، إنما هي من أهم اللغات و كان من الواجب على بلدان و دول اليوم بالشرق الأوسط على وجه الخصوص، توجيه و إعطاء أهمية للحفاظ عليها من الإندثار و العمل على دعم إستمرارية هذه اللغة ، بفتح مدارس مختصة بتدريس اللغة السريانية بشقيها الشرقي و الغربي و فتح المجال أمام المراكز الثقافية لتحيي يوم عالمي لهذه اللغة، كونها كانت و مازالت مؤثرة إلى حد بعيد باللغة العربية، المحكى فيها بهذا الوقت و إكتشاف العديد من الآثار على رقعة شاسعة من الشرق الأوسط على وجه الخصوص و الشرق على وجه العموم تثبت، الانتشار الواسع للحضارة السريانية الآشورية مما أدى لوصول لغتها إلى أبعد الحدود.
إنما ما نلاحظه و نراه اليوم، هو عدم الاهتمام الكافي باللغة السريانية ولا المتحدثين بها و ذلك يعود إلى إهمال مقصود، بحق اللغات السامية ، التي تعتبر هوية الشرق ، تاريخه و حضارته ، لكن بدلا من أن تقوم دويلات اليوم من إعادة إحياء اللغات السامية و منها اللغة السريانية ، تقوم بإهمالها بشكل مقصود ، مما يساهم سلبا على عدد المتحدثين فيها، هذا الشيء ظهر بسوريا حصرا، موطن السريان، حيث لم يعد عدد المتحدثين باللغة يتجاوز النسبة المعقولة، للمكان الذي، تجذر فيه الشعب السرياني الآشوري و ذلك يعود لإهمال مقصود على مر تاريخ و تضييق متعمد على تعليمها و لعل يوم اللغة العالمي جاء ليحيي اللغات، لكن ذلك لا يكفي، بدون خطوات أكيدة تظهر التأكيد على محاولة الحفاظ عليها من الإندثار.
بوسط هذه المعمعة، ظهرت حركات و مؤسسات ذات هدف لإحياء اللغة السريانية و إعادة تعليمها للأجيال اللاحقة من أجل الحفاظ عليها، منها من ظهر ببلاد الرافدين و منها من ظهر بسوريا، لبنان إضافة لإيران و كل إهتمامها الحفاظ على اللغة الأم و حمايتها من الإندثار،. إضافة لوجود إهتمام حالي يعود للعديد من المهتمين بتعلم اللغة السريانية، ليس فقط من السريان أنفسهم، إنما أيضا من اشخاص يعودون لقوميات أخرى، لكنهم علموا التاريخ الصحيح و أرادوا تعلمه بشكل صحيح، لذلك اهتموا كثيرا بتعلم هذه اللغة.
هنا لابد من التذكير بأهمية اللغة السريانية ، لأنها هوية شعب ، تاريخ شعبٍ و حضارةُ شعبٍ سكن و تجذر ضمن بيث نهرين الممتدة على امتداد واسع بالشرق الأوسط….
بقلم الإعلامي السرياني
ميلاد كوركيس
يوهانس حنا يتوج بطلاً للعالم في الكيك بوكسينغ
استكمالاً لسلسلة انتصاراتِه وإنجازاتِه وبطولاته في رياضة “الكيك بوكسينغ”، وبعد…