الذكرى الخامسة لاجتياح الخابور الآشوري ،،،، أم ذكرى عودة مجازر الإبادة بحق الشعب السرياني الآشوري
لا سبيل إلا بالعودة بالزمن للوراء لأكثر من مئة عام كاملة، لنتمكن من معرفة الأحداث التي كانت السبب الرئيسي بوصول حال الشعب السرياني الآشوري إلى ما هي عليه و مستقبله المجهول بالمنطقة، خلال ما حدث و يحدث من تغييرات جذرية، سواء بسبب إتفاقيات دولية أو نشوب حروب مقصودة ، أصبحت هي الأخرى تغطي بظلها على الأحداث و الوقائع الجديدة بالمنطقة.
فلابد هنا بالطبع من العودة بالزمن، إبان حدوث مجازر إبادة السيفو 1914 1915 التي حدثت بحق الشعوب السرياني الآشوري ،الأرمني و اليونان البنطيين و ساهمت بدورها بتغيير ديموغرافي ، حضاري و تاريخي بالمنطقة بسبب ما تسببت به هذه المجازر من قتل،. خطف، سبي، ا
إغتصاب و تهجير و التي أعتبرت بدورها إبادة جماعية بحق الشعوب و نالت إعتراف دولي من معظم دول العالم، مما يشكل ضغط على الدولة التركية وليدة السلطنة العثمانية المسؤولة عن هذه المجازر، للإعتراف بها و إعادة حقوق الشعوب المنهوبة ، لكن هذا الشيء بعيد المنال بعض الشيء، كون الدولة التركية اليوم تشكل، أساسا لارتباط مصالح دول العالم الشرق و الغرب مع بعضها و من الصعب الضغط عليها، خلال التغييرات المتتالية الحدوث.
هنا نستذكر إبادة جديدة حصلت هي الأخرى بعد مئة عام كاملة، لكنها حدثت هذه المرة ضمن مناطق الخابور بشمال شرق سوريا و قراه، التي تعرضت بتاريخ 23 شباط 2015 والتي لحقت بأبناء الشعب السرياني الاشوري عندما قام تنظيم داعش في ذلك اليوم بمهاجمة قرى الخابور والتي تسببت بتهجير كامل لشعبنا من 33 قرية في الخابور ومن دير الزور والرقة بالإضافة الى جرائم القتل والخطف للمدنيين من نساء ورجال وأطفال والتي رافقت هذا الهجوم البربري الوحشي، وبذلك تضاف مأساة وإبادة أخرى للكثير من الحالات المشابهة والتي تعرض لها شعبنا عبر تاريخه الطويل والتي ساهمت كلها في تهجيره وتحجيم دوره وصولا الى حالة التهديد لبقاء واستمرار وجوده على ارضه التاريخية.
من هنا يعتبر إجتياح الخابور سببا رئيسيا بسياسة تغيير ديمغرافي ، حضاري و تاريخي جديد، تمت هذه المرة على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو كما كان يعرف بداعش، اجتياح، مجازر ، خطف، نهب، قتل ، تشريد و آخرها السبي ودفع الفدية و كل ذلك هدفه شيء واحد الضغط على شعب المنطقة السرياني الآشوري ، لتهجيره مرة أخرى من أرضه التاريخية و تسهيل القيام بالتغيير الديموغرافي لتسهيل احتلال الأرض بعد إضعاف الشعب من قبل ممن، ينتظرون بلهفة ما يحصل لنا من مجازر، ليكونوا الأوائل بإستغلال ذلك، أي إنهم أيضا شركاء فيما يحصل لشعبنا من مجازر، و يكونون هم أول من يصمت عنها بالمقاومة و يستغلها إستراتيجيا .
رغم كل هذا ، مازالت الحياة تتدفق مثل سيل من الماء الجارف، بسبب عزيمة الحياة و الإستمرارية بنفوس من تبقى من أهل الخابور، الذين يحملون غيرة قومية، وطنية، شعبية و إستعداد كامل، لبذل النفس و تقديمها قربان فداء للشعب و الأرض، إنني أتحدث هنا عن مقاومة مسيحية (سريانية آشورية) مسلحة تشكلت بالمنطقة و أصبحت تقاوم الغزاة و تحمي الشعب و الأرض من كل دخيل يسعى جاهدا، لإعادة التاريخ الأليم بحق شعب المنطقة المسالم.
من جانب آخر ، من أهم نتائج أو ما نتج عن اجتياح الخابور، معرفة الشعب إنه هو نفسه الحامي لمناطقه و المسؤول الأول عن ذلك ، لأنه بوسط ما حدث خلال السنوات الماضية، تبين إنه للأسف لا أحد يملك الغيرة على الأرض مثلما يملكها أهلها و شعبها و من هنا أستطيع القول انني متفائل بمستقبل الشعب السرياني الآشوري، إن أستمر على هذه الروح القومية و الغيرة التاريخية بأرضه و وجوده ، لأن الشعب أحس حقيقة، إنه لاشيء بدون أرضه و أرضه لا تكتمل، إلا بوجوده عليها،. فمن هنا نستطيع القول إن عودة المجازر بحق الشعب السرياني الآشوري ، لا تعني فقط عودة الخطر ، لكن أيضا أصبح الشعب يعي الخطر المحدق به مستقبلا إن استسلم و ترك كل شيء وراءه.
بالختام استطيع الإشارة ، إنه من مجازر إبادة السيفو 1914 1915 حتى مجازر الخابور الآشوري هناك مئة عام كاملة ، مع ذلك مازال العقل الرجعي و المتخلف لغزاة الأرض على ما هو و لطالما هم هكذا، فالخطر سوف يستمر بالوجود، حتى يتغير الواقع و ينتهي أصحاب هذا التفكير التكفيري و التخلفي، أو اما استمرارية المجازر التي تحمل حقدا تاريخيا ، لا ينتهي البتة.
من السيفو إلى الخابور ، مجازر إبادة متشابهة، لكن مقاومة أصبحت حقيقة لا استسلام و كلمة الفصل، هذه المرة يقولها المقاومين من الشعب السرياني الآشوري بجبهات القتال ( المجلس العسكري السرياني) و ( مجلس حرس الخابور الآشوري)
عن واقع أحاول بقدر ما أستطيع تصويره و أحاول كل مرة بأن أستمر بترجمة هذا الواقع إلى صورة كاملة يتمكن القارئ أينما كان من قرائتها، ليعلم القارئ إن هذه الفترة هي فترة مفصلية و تاريخية بحياة و وجود شعبنا السرياني الآشوري و الشعوب الأخرى بالمنطقة
المقاومة السياسية و المسلحة خيارنا
من السيفو إلى الخابور و تستمر المقاومة
اسهدي ليغ مايثي اسهدي حاين كوبن
الشهداء لا يموتون الشهداء أحياء فينا
بقلم الإعلامي السرياني
ميلاد كوركيس
اكتشاف مقابر أثرية بنقوش سريانية في تركيا يزيد عمرها عن ألفي عام
في أعقاب الحفريات والأعمال التي جرت في منطقةِ “كيزيلكويون” في “أورفاR…