(( نطورا دآحوُا حـــارس حـــباب ))
إنها الروح المتوثبة لدى حارس حباب ، والوفاء الصادق لقريته العزيزة قبل أن يتوارى تحت الثرى .
إنها الصرخة الوطنية التي جاشت في صدره والحب الغامر لقريته ، وشـجرها وحجـرهــا .
إنها المشاعر الجميلة ، والأحاسيس الجياشة التي تكونت في وجدان كرنوس الخوري تجاه قريته المهددة آنذاك .
كما كانت معظم القرى السريانية في طورعبدين مهددة ، في ظل غياب الدولة و ما تعنيه من حماية لأرواح المواطنين ، وأعراضهم و أرزاقهم .
إنها قدر أمته في مواجهة مع المجهول غير المقروء والمدروس في ظل تداعي الدولة العثمانية وما تركته من تخلف على كافة المستويات وعلى مساحة الوطن.
فإما أن يغادرها ويتركها عرضة للغزاة وقطاع الطرق وسبق له مواقف أكثر التزاماً وأخلاقاً للدفاع عنها وحمايتها من اللصوص وقليلي الوجدان. حــــباب قلــــــــب طـــــور عبديـــن . هكذا سمعت من يطلق عليها ويتحدث التاريخ عنها بامتداد يزيد عن ثلاثة ألاف عام ،
و تعرضت عبر تاريخها إلى العديد من الغزاة وأهلها صمدوا بإمكانياتهم المحدودة بمواجهة هؤلاء الغزاة وممارساتهم من قتل وقهر وتشريد واجتثاث للجذور لأهلنا في أرض الوطن وكانت تداعيات أحداث الحرب العالمية الأولى وتقاطع المصالح الدولية في أرض الوطن أكبر من قدرة أهلنا في المواجهة فدفعوا الثمن غالياً من دماء أبنائهم و تشردوا في كل أصقاع الدنيا .
بحثاً عن مكان أكثر أماناً و لكنه كان أكثر قهــراً في أن يعيش الإنسان بعيداً عن أرضه ووطنه بعيداً عن أحبائه وحـارس حباب ببساطته وبهواجسه المقروءة في عقله أدرك مدى أهمية الالتصاق بالأرض والتراب والحفاظ على الوطن ، و ما يحمله من معنى إنساني ووجودي إنه الوطن الذي يوفر في معناه الكرامة و الحرية والأمان
فكم من الأمم والشعوب دفعت خيرة أبنائها قرابين للحفاظ على أوطانها لأنها أدركت أن فقدان الوطن هو فقدان الكرامة الإنسانية فقدان الوطن يعني الذل والمهانة والغربة والعبودية وبالتالي فقدان الحرية وهي الهدف الأسمى في تاريخ الشعوب كل الشعوب وثمنها غالٍ جداً.
حارس حـباب أبى أن يغادر أرضه أرض آبائه وأجداده وهو تحت الثرى ولا أجمل ما قاله المطران جورج صليبا في مقابلة حول طوائف لبنان تضمنت الوطن والأرض قائلاً : / حرام أن نغادر هذه الأرض أن البعض يجد فيها خلاص من مـوت جسدي لكنني أقــول بأنها مــوت روحــي /.
إنها معادله أكثر خطورة ومقارنة لا تجد سبيلاً للالتقاء بين التصاق كرنوس الخـــوري بالأرض و التراب هو حي وهو تحت الثرى وبين الثقافة السائدة هذه الأيام بين أبناء قومه في البحث عن الموت الروحي كما وصفه المطران جورج صليبا ، لكن نبقى ونعمل والأمل سبيل جهود الخيرين من أبناء الأمة الآشورية الكلدانية السريانية لدفع الآخرين بالاقتداء بثقافة حارس حــباب وحبه للأرض لأنه أدرك ببساطته معنى الوطن و الكرامة فمن لا كرامة له لا وطن له.
الكاتب أبو تغلات
إيزيديو شمال شرق سوريا يحيون عيد رأس السنة الإيزيدية
احتفل المجتمع الإيزيدي يوم الأربعاء، بعيد رأس السنة الإيزيدية المعروف بـ “الأربعاء ا…