ماهو عيد الأكيتو؟

عيد رأس السنة البابلية الأكيتو:
يعتبر عيد رأس السنة البابلية الأكيتو من أهم الأعياد في بيث نهرين ويبدأ وبحسب التقويم القديم في الأول من نيسان حيث يتم الاحتفال في اليوم الذي يتساوى فيه الليل مع النهار أي 21 من شهر آذار وتستمر احتفالات رأس السنة إثني عشر يوماً ويرمز هذا العيد إلى تجديد الملك تبعيته للإله مردوخ وإلى قوة الحياة القادمة مع الربيع.
تمضي الأيام الأربعة من العيد عموماً في العبادة، ففي اليوم الأول يقوم كبير رهبان معبد مردوخ (الإيزاجيلا) في الليل ويبدأ العبادة. أثناء التعبد يقرأ أسطورة الخلق ويتحدث عن بطولة مردوخ في هذه الأثناء كانت تقدم دميتان على شكل أفعى وعقرب ذات ألبسة حمراء ترمزان إلى الأرواح الشريرة.
وتستمر الأعياد في اليوم الخامس بالاحتفالات والدعاء وتقديم القرابين ويجري احتفال لتقديس المعبد بالمياه المقدسة والزيت، ويتم ذبح خروف حيث يتم فصل رأسه عن جسده وتدهن جدران المعبد بدمائه وكانوا يعتقدون أنهم بذلك يطهرونه من كل الأوساخ، وبعد ذلك يتم يتم إخراج هذا القربان على اعتباره خروف الخطيئة ويتم رميه في النهر، وبعد ذلك يتم بناء عرش سماوي من الذهب من أجل مجيء نابو ابن مردوخ من بورسيبا.
وبعد ذلك ينظم احتفال عبور مهيب حيث يتقدم مردوخ فوق عربة مزينة بأشياء فاخرة ووراءه يتقدم الملك ووراءه يخرج الآلهة الأخرى من الإيزاجيلا، ويتقدمون في شارع الاحتفال المزين ثم يعبرون من بوابة عشتار، ويتجهون إلى بيت أكيتو … السنة الجديدة.
وفي النهاية يعودون إلى معبد إيزاجيلا وينتهي العيد الآلهة الكل إلى مدينته. في اليوم السادس من العيد كان يتم قتل الدمى التي ترمز للأرواح الشريرة، ويستمر الاحتفال في اليوم السابع مع إحضار تماثيل الآلهة الموجودة في المدن البابلية الأخرى إلى مدينة بابل. حيث يتم إحضار آلهة كافة المدن إلى مردوخ لكي يهنئوه بالعيد.
في اليوم الثامن يمسك الملك بيد مردوخ ويعرفه على الآلهة الأخرى وبعد أن يجتمع الآلهة ويعقدون اجتماعهم، يقيم الرهبان الموجودين في المعبد احتفالاً يعلنون فيه مردوخ زعيماً للآلهة.
استذكار الشعب السرياني الآشوري لرأس السنة الأكيتو :
في كل عام ومنذ بداية التاريخ البابلي الآشوري يحتفل شعبنا برأس السنة الأكيتو التي تعتبر من الأعياد المقدسة لدى الشعب البيث نهريني حيث يتم إقامة الحفلات الجماعية وتبدأ الفرق الفلكلورية والفرق المسرحية بالتمرس على أداء لوحات جميلة تحاكي تاريخ أجدادنا العريق الذي يمتد لـ 6769 عام وحتى يمنا الحالي، لذلك إن هذه الأيام المباركة تعد من أجمل أيام السنة لدى شعبنا السرياني الآشوري، لأنه في هذا الوقت تمتزج الأفراح وتقام عروض الفلكلور المتزامن مع الأكيتو القادم من الطبيعة.
الأكيتو تاريخياً وميثولوجياً :
تعد هذه المناسبة من أهم المناسبات التاريخية لشعبنا السرياني الآشوري الكلداني، لما تحمله من دلالات ورموز حضارية وتراثية تؤكد على أصالة شعبنا في أرجاء المعمورة كما كان يحتفل يحتفل أجدادنا القامى في بابل وآشور على مدى إثنى عشر يوماً ضمن طقوس ومراسيم مهيبة احتفاء بتجدد الطبيعة وبدأ حياة جديدة وعام جديد.
عيد الأكيتو يعد من أقدم الأعياد القومية والوطنية في بيث نهرين (بلاد النهرين)، في الأكيتو يجتمع أفراد البيت النهريني على مائدة تاريخ وحضارة الرافدين العريقة التي بناها أجدادنا بعد الطوفان الذي غمر الخليقة وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، تدق أجراس الاحتفال وتضيء شموع الفرح وتنثر الزهور في كل مكان وتنشد الأغاني والأهازيج ويكتسي شعبنا بالملابس الفلكلورية القديمة بإحياء الأكيتو، وللتواصل بين الماضي والحاضر فأكيتو هو الشريان الحيوي الذي يربطنا بجذورنا الأولى في بلاد الرافدين.
أما حول ميثالوجيا شعبنا السرياني الآشوري الكلداني في قصة أعياد أكيتو المتوارثة يأتي منبعها من حين فطن شعبنا الآشوري على علم الفلك والتنجيم الذي ورثوه من أجدادنا البابليين حيث استطاعوا مراقبة النجوم والكواكب والأجرام السماوية ومن هنا اتخذ شعبنا بداية شهر نيسان كأول يوم من أيام السنة رأس السنة السريانية الآشورية الجديدة وكبداية للخليقة.
حيث أنه كل الدلائل والإثباتات موجودة اليوم في المكتبة القديمة التي عثر على بقاياها المعلقة في موقع أثري ف (كيونجيك) نينوى القديمة وعاصمة الشعب السرياني الآشوري التي بنيت عليها مدينة نينوى الحالية، وتعود هذه المكتبة للملك الآشوري العظيم آشور بانيبال حيث سميت هذه المكتبة ب ” مكتبة الملك العظيم آشور بانيبال ” ملك الآشوريين.
قصة التقويم في التاريخ :
أما التقويم فقد دون في بداية السلالة الآكادية 2340ق م. تقريباً وقدرت فترة حكم الملوك الثمانية وحتى بداية السلالة الآكدية /2410/ عام لأن وثيقة إثبات الملوك تقدر فترة الحكم /241000/ عام بالإضافة إلى 2020 ميلادية فيكون المجموع 6770 عام وهو التقويم البابلي الآشوري الذي يبدأ في الأول من نيسان من كل عام وبذلك يكون أول ملك حكم في بلاد الرافدين كان قبل /6770/ عام أي عندما سلمت الآلهة الحكم حسب وثيقة إثبات الملوك ومن هنا نرى الأصالة التاريخية التي بنت حضارة الرافدين ويعود لها ذكرى أكيتو كل عام .

كل عيد أكيتو وأنتم بألف خير