12/04/2020

الكورونا… حصارٌ يبعد البهجة عن إحتفالات و قداديس القيامة

يُعتبر شهر نيسان من الشهور ذات الأهمية القومية و الدينية لدى الشعب المسيحي بشكلٍ عام، إذ ببداية نيسان يتم الإحتفال بالأكيتو رأس السنة البابلية الأكادية التي تعني أيضا بداية الربيع و خلال هذا الشهر أيضاً هناك أيامٌ ذات أهمية دينية و مكنونية لدى الشعب المسيحي بشكل عام، منها أحد الشعانين، خميس الفصح، جمعة الآلام، سبت النور و أحد القيامة

قيامة السيد المسيح خلاص العالم
بمثل هذه الأيام، تبدأ الإستعدادات لدى الشعب المسيحي ، لإستقبال أحد الشعانين و الذي يُعتبر إحتفالاً بدخول السيد المسيح إلى اورشليم ، حيث تم استقباله من قبل الجموع بأهازبج الفرح هوشعنا للرب هوشعنا للآتي و رفع أغصان الزيتون ووضعها أمامه، ليسير عليها و هو راكب على جحش إبن أتان كما تنبأت النبوءات حوله، ليتم كل ما قيل.
بعده يأتي خميس الفصح ويُعرف أيضاً بالخميس المقدس أو خميس الأسرار وهو عيد مسيحي و يوم مقدس يسبق عيد الفصح؛ وهو ذكرى العشاء الأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه (وفقًا للإنجيل الكنسي). وهو اليوم الذي غسل فيه يسوع أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته. ويقوم الكاهن في كثير من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية بغسل أرجل المصليين ورشمهم بالزيت في هذا اليوم، حيث تم القبض على يسوع ليلاً بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ومحاكمته بتهمة التجديف وفقاً للرواية المسيحية. خميس العهد هو اليوم الخامس من أسبوع الآلام يسبقه أربعاء البصخة ويليه الجمعة العظيمة. ويقع تاريخ هذا اليوم دائماً بين 19 مارس و 22 أبريل.
يليه الجمعة العظيمة أو جمعة الآلام و في هذا اليوم نال السيد المسيح العذابات العديدة لذلك يُعتبر هذا اليوم ذو أهمية لدى الشعب المسيحي لإستذكار عذابات و آلام المسيح وتعرف بعدة أسماء أخرى منها جمعة الآلام أو جُمُعَةُ الصَّلَبُوتِ وهو يوم احتفال ديني بارز في المسيحية وعطلة رسمية في معظم دول العالم، يتم من خلاله استذكار صلب يسوع وموته في الجلجثة ودفنه، وتُعتبر جمعة الآلام جزءاً من الاحتفالات بعيد القيامة وتكون في يوم الجمعة السابقة له، وتتزامن في التوقيت الغربي مع الاحتفال بعيد الفصح اليهودي.
ثم يأتي سبت النور أو السبت المقدس ويُعرف أيضاً بسبت الفرح وأحياناً بالسبت الأسود وهو اليوم الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة وقبل أحد القيامة أو عيد الفصح، حيث في مدينة أورشليم تزدحم كنيسة القيامة بعدد كبير من الزوار من كافة الجنسيات (اليونانية، الروسية، الرومانية، الأقباط، السريان)، بالإضافة إلى المسيحيين القاطنين في الأراضي المقدسة بإنتظار انبثاق النور المقدس و هو يوم تاريخي و مهم جداً للكنيسة المسيحية.
ليأتي أحد القيامة و يتم فيه قيام القداديس و ترتيل التراتيل و الترانيم احتفالاً بهذا اليوم المبارك و الذي يُعتبر ذات أهمية لدى المسيحيين كونه يعني أنه بقيامة المسيح من بين الأموات وانتصاره على الموت، وهب الخلاص للبشرية و طريق للنور الأبدي وهو أعظم الأعياد المسيحية وأكبرها، يُستذكر فيه قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وموته كما هو مسطور في العهد الجديد، وفيه ينتهي الصوم الكبير الذي يستمر عادة أربعين يوماً؛ كما ينتهي أسبوع الآلام، ويبدأ زمن القيامة المستمر في السنة الطقسية أربعين يوماً حتى عيد العنصرة.
لكن للأسف هذه السنة و بهذا الوقت بالذات الأوضاع مختلفة جداً و الظروف لم تسمح للشعب بأن يكونوا داخل الكنائس يصلون و يرفعون القداديس لهذه الأيام، بسبب ما يعانيه العالم أجمع من وباء فيروس كوفيد 19 المعروف بكورونا و الذي فرض على العالم حجراً إجبارياً مما تسبب بمنع ذهاب الشعب إلى الكنائس و الأديرة.
والإكتفاء برفع القداديس و الصلوات عبر شاشات التلفاز أو عبر شبكات التواصل الإجتماعي، حرصاً عليهم من هذا الوباء القاتل، لكن رغم ذلك لم يثني من عزيمة المؤمنين و لازالوا متشبثين بصومهم ، صلاتهم و تضرعهم إلى الله، لأنه الخلاص الوحيد مما يحدث و هو النور الحقيقي للحياة. على أمل أن يكون العام القادم أفضل و أحسن حالاً و نكون انتهينا من هذا الوباء و من كل ما يكون سبباً بقتل الأرواح، لتعود نواقيس الكنائس تدق مرة أخرى و لتُرفع القداديس، الصلوات التراتيل و الترانيم مرةً أخرى و تصدح بالكنيسة فرحاً و إبتهاجاً بالخلاص و النور.
أمنيتي لكم جميعاً كل السلام و الأمان و أن تدوم المحبة و تكون سماء نحتمي بها لتحمينا من هذه الأيام العصيبة و كل ذلك بالحماية الإلهية التي لا تفارق كل من يؤمن برسالة المحبة و السلام رسالة السيد المسيح المخلص.

بقلم الإعلامي السرياني
ميلاد كوركيس

‫شاهد أيضًا‬

مصر تؤكد لليونان عدم المساس بدير سانت كاترين

مصر- على خلفية لقائهما في العاصمة المصرية القاهرة، أكد وزير الخارجية المصري “بدر عبد…