المرأة السورية و الإصرار على إثبات الذات للتحرر من قيود الزمان و المجتمع
أعزائي القرّاء نعرض لكم مقالةً بعنوان (المرأة السورية و الإصرار على إثبات الذات للتحرر من قيود الزمان و المجتمع) كتبها الإعلامي السرياني ميلاد كوركيس
بالحديث عن التاريخ السوري القديم و المعاصر وصولاً إلى يومنا هذا، نلاحظ أن المرأة السورية مرت بعدد هائل من الظروف و الأحداث التي فتحت المجال لها ، لتقدم نفسها كشريك أساسي مع الرجل في قيادة المجتمع و عنصر أساسي بالحياة إلى جانبه و تصبغ الأحداث بصبغتها.
لا فقط مثلما سعى البعض أن يصورها عبارة عن ربة منزل، زوجة، أم ، ولا عمل لديها سوى عائلتها و منزلها الموضوع الذي حاول مراراً و تكراراً حرف التاريخ السوري عن مساره الحقيقي و محاولة إلغاء وجودية و أحقية المرأة مثل الرجل في الحياة، والمجتمع و كافة المجالات ، التي أصبحت لوقت طويل حكراً للرجل في محاولة لقضم حق المرأة في ذلك.
لاشك منه ، أنه وبالرغم من كل ما سبق ، إلا إنه كان للمرأة كلامٌ آخر ، حيث إنها صممت على إثبات نفسها و أن يكون لها و لكلمتها وجود ضمن هذا المجتمع الذكوري ، الذي حاول بالسابق كثيراً التضييق على حريات المرأة و ذلك بمحاولة اللعب و فتح المجال لها قليلاً لكي تشعر بالحرية و المسؤولية ضمن المجتمع.
التي لم تكن كافية البتة ، فكان لابد هنا للمرأة من الإستمرار بالتعليم و المعرفة لإثبات نفسها بقوة ضمن المجتمع و ليكن العلم و المعرفة سلاحها ، لتقوم بثورة علمية لإثبات نفسها و تحصل حقوقها، لمواجهة تحديات العصر و التاريخ الطويل الذي مرت به و هكذا بدأت حكاية تحرر المرأة من قيود المجتمع و إثبات نفسها ضمن المجتمع الذي تعيش فيه.
مثال على ذلك، أردت تقديم شخصية امرأة سورية ، نالت إعجابي على مثابرتها للوصول إلى ما تطمح إليه ، ضمن المجتمع الذي تعيش فيه و إصرارها على الإستمرار و الدافع لها ، كان محبة الناس من حولها لها و صدقها بعملها و إيمانها ، بإنها قادرة على فعل شيء ، لأجل المجتمع الذي هي فيه و للناس من حولها، حتى أنها أصبحت لهم مثالاً بالعمل و الإصرار على المثابرة.
إنها السيدة إبتسام عبد الله الحواط
(( المرأة السورية )) الثابتة و المفعمة بالإصرار على تحقيق ذاتها، إينما حلت..
هنا أقدم لكم، لمحة قصيرة و مختصرة عن السيدة حواط، لتكون مثالاً يحتذى به ، لغيرها من النساء اللواتي ، مازلن يعتبرن أنفسهن غير قادرات على تجاوز ، ما وضعه لهن الرجل من حواجز.
السيّدة ابتسام عبدالله الحواط من مواليد دير الزور_سوريا، بتاريخ السادس عشر من حزيران عام 1967 و هي إبنة للدكتور الراحل عبدالله الحواط و السيّدة نجاح بيطار.
أتمت دراستها حتى الصف الثالث الثانوي بمدرسة علي يوسف بصافيتا.
إلتحقت حواط بتدريبٍ في فندق الشام بالعاصمة السورية دمشق و من ثم بدأت عملها في فندق صافيتا الشام بمدينة صافيتا عام 1988م .
عملت بجهدٍ كبير بفندق صافيتا بالشام ثم تمت ترقيتها لتصبح مديرة للمحاسبة المالية بهذا الفندق.
السيدة حواط متزوجة من السيّد سامر هزيم ولديهما ثلاثة اولاد :
رندة خريجة معهد تجارة
ماريان خريجة معهد سياحة
و الياس معهد تجارة
نُقِلت الى فندق الشاطئ الأزرق في محافظة اللاذقية عام 2013 بسبب الظروف التي تعاكست ضدها
فكانت معاملتها في فندق الشاطئ الازرق في اللاذقية من قبل الكادر و المدير العام لهذه المنشآة السياحية بكل إحترام و تقدير و ذلك لخبرتها في فندق صافيتا الشام.
و بعد مرور سنة على عملها بفندق الشاطئ الازرق تقاعدت من عملها و ذلك لإتمامها السن التقاعدي المعمول به لنظام الفنادق.
تمت إعادة السيّدة حواط إلى فندق صافيتا الشام من قبل إدارة شركة الشام للفنادق.
و بعد مرور فترة من الوقت تم تعيينها مديرة لفندق صافيتا الشام من قبل السيّد أيمن ملندي.
وهي الآن أتمت الأربع سنوات كونها مديرةً لهذا الفندق
إن السيّدة حواط الآن هي ليست مديرةً فقط و إنما هي أُخت ، صديقة و أمٍّ لكل موظف بهذه المنشآة .
تقدم المجتمع مرهون بأن يعلم كل شخص رجل كان أم امرأة ، بدوره ضمن هذا المجتمع و الكف عن وضع حواجز ما بين الأشخاص و المراكز ذات المسؤولية و فتح المجال أمام العقول و أصحاب الخبرات. وأن يكون لهم وجود و دافع رئيسي للمجتمع و الحياة نحو الأفضل ، لأن تطور المجتمع و تقدمه مرتبط بشكل رئيسي، بنوعية الأفراد و قدراتهم المختلفة على تقديم ما يستطيعون تقديمه لأجل تقدم مجتمعهم.
أخص هنا بكلامي المرأة السورية و ضرورة الإنفتاح أكثر على متطلباتها و فتح مجال الدعم لها ، لتقوم هي بدورها في المجتمع كفرد رئيسي و عنصر و شريك أساسي مع الرجل و يد بيد معه بكافة المجالات ، التي تكون قادرة على إثبات نفسها فيها.
لابد لنا من وضع يدنا بأيدي الآخرين لنحقق ما نرجوه لأجلنا و لأجل الآخرين ضمن المجتمع، الذي نعيش فيه مع ضرورة الإنفتاح أكثر على دور المرأة و جعلها قدوة لغيرها من النساء اللواتي مازلن ينتظرن الفرصة أن تأتي.
مفهوم إحترام الآخر يبدأ ، بإحترام كل الأشخاص و ما يقدمونه و محاولة استثمار ذلك إيجابياً لصالح المجتمع و عدم الحكم المسبق على الأشخاص و إعطاء كل شخص حقه و حريته الكاملة و دعم كافة خطواته لتقدم المجتمع و الحياة.
(( حرية المرأة و تحررها من قيود الزمان و المجتمع أمر مهم و ضروري لتقدم أي مجتمع أو دولة ))
بقلم الإعلامي السرياني
ميلاد كوركيس
فضائية سورويو تقيم احتفالية بذكرى تأسيسها التاسعة عشرة
بدأت احتفاليةُ فضائيةِ “سورويو” في تمامِ الساعةِ الثامنةِ والنصفِ بتوقيت أوروب…