دمٌ صار ماءً
بقلم الشاعر علي جمعة الكعــود
تنكّــــرَني وجــــــهي وغابــــــتْ ملامــحي
وصار دمــــي ماءً بشـــــــــرْع المــــذابحِ
أنا الوطــــن المذبـــوحُ عن بكْـرة الــردى
تقاســــمَ لحمــــي أوليــــاءُ المصــــــالحِ
تكـــالــــبَ أبنائــــي وزادَ عــقوقهـــــــمْ
وأنكرَ أصــــــحابي ربـــــاطَ التمــــــالحِ
أطالــــــعُ في المرآةِ وجهـــاً مغايـــــراً
لوجهي كأنّـــــي ما عــرفتُ ملامـــحيْ
وفتّشتُ في القاموس عن وصفِ ما جرى
فتاهَ عن القامــــــوسِ معنى التسامحِ
دمي صــارَ ماءً بعد ذبـْحي على يــديْ
فرغـْـمَ قناع الموت أعـــرفُ ذابــــــحيْ
سكاكينُ أغـــــــرابٍ وأهلٍ تكالبـــــتْ
على جمَـــــــــلٍ بين المصائبِ طائــحِ
فقدتُ زمامَ العيــشِ من دون رغبــةٍ
فحلّ جماحُ المـــوتِ من دون كابــــــحِ
وشاركــتِ الأيامُ في هتـْـــكِ فرحــــتيْ
وقصقصـــــــتِ الآلامُ كلّ جوانـــــحيْ
أنا الوطنُ المفــجوعُ أطْلقُ صرخــــتيْ
وقدْ قتلوا روحي وشــلّوا جوارحــــيْ
تنكّرَني وجْـهي وضــــــاعتْ هويّتــي
وصرتُ غريباً في عروض المســــــارحِ
فكمْ ضاق صـْدري من قريبٍ مزاودٍ
وكمْ زاد همـّـي من قتيْـلٍ ونـــازحِ
تنكّرتِ الأســـــماءُ حتى عروبتـــيْ
وصرتُ ذميـــــماً بعد زيف المدائحِ
لقدْ غضبَ التاريخُ من مـــرّ واقعي
ولــــوّنَ آثـــــــاري دمٌ ولوائــحيْ
دمي صـارَ ماءً وانطوتْ كلُّ سيرتيْ
وحَدّتْ مسافاتُ الجـــراح مطامـحيْ
وصــبّ عليّ الــدهرُ وابلَ كيْـــدهِ
ووزِّعَ ســـرّيْ بين عـــاوٍ ونابــــــحِ
وما عادَ بــــي للياسمينِ مكانـــــةٌ
ورائحةُ الموتى أســــاسُ الروائــــحِ
أراجـــــعُ يوماً بعد يومٍ مصــيبتيْ
وما أشبهَ اليــــوم الحزين ببــــارحِ
تناسلتِ الأوجــــاعُ من رحْمِ قصّتيْ
وعُلِّقَ نعيـــي في جــــدار النوائـحِ
دمي ودموعي عانقا وحشـة الثرى
وصارَ نعيباً شــــدوُ كلّ الصــوادحِ
تمرّغتِ الآمالُ في عفْر حــــاضريْ
وودّعَ بأسي عصرَ كلّ الفواتــــــحِ
أطلَّ عليّ الصــــــبحُ فوق شفاههِ
كلامٌ دفيــنٌ في طلول القرائــــــحِ
يتيمٌ أنا بل أرمــــلٌ بعد كبــوتيْ
حُشرتُ بكيلٍ من أسى الأرضِ طافحِ0
——————————————-
حفل تخرج طلاب في جامعة أنطاكية السورية الخاصة وفي معهد التثقيف المسيحي ببغداد
أقيم مساء يوم السبت، حفلُ تخرّج الدفعة الثالثة لطلاب جامعة أنطاكية السورية الخاصة، بحضور ق…