المسيحية في سوريا …..سياسة اضطهاد أم محاولاتٌ مبرمجة للقضاء عليها نهائياً.. الجزء الثاني
بقلم الإعلامي السرياني ميلاد كوركيس
كذلك هناك العديد من المقدسات المسيحية المهمة مثل صيدنايا ومعلولا وصدد ودير سمعان وسرجيلا وعشرات القرى التاريخية المسيحية التي كانت مراكز القديسين في عصر المسيحية الأولى.
كان سكان سوريا من أوائل الشعوب التي اعتنقت الديانة المسيحية.
حيث اعتنق السريان (السوريون القدماء) الديانة المسيحية حيث كانت الآرامية لغة السيد المسيح كما اعتنقت بعض القبائل التي استوطنت سوريا الديانة المسيحية مثل الغساسنة في حوران وجنوب سوريا وبني تغلب الذين قطنوا منطقة حلب ومنطقة الجزيرة منذ عصر ما قبل الإسلام لكن بني تغلب تحول معظمهم إلى الإسلام في القرن العاشر والثاني عشر ميلادي في حين بقي بعض الغساسنة على الدين المسيحي حتى يومنا هذا وكانت عدد من المدن السورية التاريخية في العصور المسيحية الأولى موطن للكنائس ومقار ومراكز مقدسة للحج.
تطورت اللغة السريانية بشقيها الشرقي اللهجة الآشورية و الغربي اللهجة الارامية و باتت لغة سوريا اليومية ، وبزغت العلوم والآداب متمثلة بالمدراس والجامعات وأبرزها في الرها ونصيبين وحران وغيرهم ، وتعد سوريا منطلق لعدد من الطوائف المسيحية والكنائس الشرقية وموطن للكثير من رجال الدين والرسل والقديسين والرهبان ويوجد على امتداد الأرض السورية في المدن والبلدات وفي اعالي الجبال العشرات من الاديرة والمئات من الكنائس والمقدسات الهامة في التاريخ المسيحي والحضارة الإنسانية.
أيضًا فإن الهجرة المسيحية من سوريا نحو العالم الجديد لاسيما نحو الولايات المتحدة والبرازيل قد بدأ في أعقاب النصف الثاني من القرن التاسع عشر؛ فُتحت باب الهجرة مع الامتيازات القنصلية للمسيحيين وهي في تلك المرحلة كانت هجرة بمعدلات طبيعية، لكنها تعمقت وتسارعت وتيرتها في أعقاب منتصف القرن التاسع عشر في بلاد الشام، تحديدًا في أعقاب مجازر 1860.
ونشطت الهجرة في أوساط الريف والمدينة على حد سواء، وكان جور الإقطاع المحلي والضرائب الباهظة والتجنيد الإجباري وسياسة التتريك التي انتهجتها جمعية الاتحاد والترقي فضلًا عن الامتيازات الأوروبية على رأس عوامل الهجرة، التي تحولت إلى ما يشبه الظاهرة، ونشأت جمعيات أدبية واجتماعية في المهجر تنادي بحقوق المغتربين،كما ارتبطت بالذاكرة الشعبيّة عن طريق مجموعة من الأغاني والزجليات.
وفقًا للمؤرخ فيليب حتي، وصل حوالي 900,000 شخص من سوريا الواقعة تحت السلطة العثمانية إلى الولايات المتحدة بين عام 1899 وعام 1919، وبحسب المؤرخ حتي كان أكثر 90% من المهاجرين من المسيحيين.
وأصبحت المجتمعات المسيحية مشرقية بارزة ومندمجة بشكل جيد في أمريكا الجنوبية، وبرزوا في مجال الأعمال التجاريَّة، والتجارة، والخدمات المصرفيَّة، والصناعة، والسياسة.
كان مسيحيو سوريا يشكلون نحو 30% من السكان مطلع القرن العشرين، وترتفع نسبتهم في دمشق وحمص واللاذقية والجزيرة الفراتية لتتجاوز ثلث السكان، في حين انتشروا بمقدار أقل في حلب وحماة وإدلب. أراد الجنرال غورو ايجاد تفاهمات مع السوريين بسبب تصديهم للقوات الفرنسية في معركة ميسلون فأصدر ما بين عام 1920 وعام 1921 عدة مراسيم هدفها تقسيم سورية على أساس طائفي وقد أفضت المراسيم عن إنشاء ستة دويلات مستقلة؛ وهي دولة دمشق والتي شكل المسيحيين فيها حوالي 11.3% من السكان، ودولة حلب وهي موطن لإحدى أغنى المجتمعات المسيحية الشرقية وأكثرها تنوعًا في الشرق والذين شكلوا حوالي 8.6% من السكان، ودولة جبل العلويين والتي شكل فيها المسيحيين حوالي 11.7% من السكان، ودولة جبل الدروز والتي شكلّ فيها المسيحيين حوالي 13.8% من السكان، ومقاطعة الجزيرة التي شكل فيها المسيحيين حوالي 29.1% من السكان، ولواء إسكندرون التي شكل المسيحيين فيها حوالي 19% من السكان.
لعب كثيرون من مسيحيي البلاد دورًا ثقافيًا وفكريًا هامًا ونشطوا في العمل السياسي والنضال خلال مرحلة الانتداب الفرنسي على سوريا. لعلّ المفكرين السوريين الثلاثة الذين سطعوا خلال تلك المرحلة عاكسين التنوّع السياسي لدى المسيحيين هم ميشيل عفلق وإلياس مرقص المنادين بالاشتراكية والقومية العربية وأنطون سعادة المنادي بالقومية السوريّة وفارس الخوري الذي مثل الرأسمالية السورية المعتدلة من ناحية والموازنة بين الرابط القومي والرابط الوطني واستطاع تشكيل الحكومة مرات عديدة خلال رئاستي هاشم الأتاسي وشكري القوتلي.
يُتبع………
مصر تؤكد لليونان عدم المساس بدير سانت كاترين
مصر- على خلفية لقائهما في العاصمة المصرية القاهرة، أكد وزير الخارجية المصري “بدر عبد…