ذكريات السيفو باقيةٌ في أذهانِ الأحفاد
بمقابلةٍ حصريةٍ لفضائيةِ “سورويو”، مع العم “شمعون”، الذي يبلغُ من العمرِ خمسةً وتسعين عاماً، من أهالي قريةِ “روتان”، التابعةِ لناحيةِ “قبري حيوري”، حدثنا فيها عن الروايات، التي كانت تروى على لسانِ أجدادِهم وأهاليهِم، والتي كانوا شاهدين عليها.
حيث سرد لنا الأحداثَ المؤلمة، والحزنُ بادٍ عليه بصوتِه ودمعتِه التي كانت تنزلُ بينَ الحينِ والآخر، وعلى الرغم من عمره، إلا أنّ ذاكرتَه الجيدة، لن تنسى تلك الأحداثِ والمجازر، التي اقترفها السفاحون العثمانيون بقتل شعبنا البريءِ قائلاً: “إنّ قسماً من أبناءِ شعبنا، كان يُقتل في القرى القريبةِ منهم، مثلَ قريةِ “نصران”، التي تبعدُ مسافةَ كيلومترين جنوبَ القرى السريانية، مثل “روتان” و”محركان” و”كرشامو” و”خويتلة”.
أكملنا حديثنا مع العم شمعون، مرافقينَهُ إلى موقعِ الحدث، والغصةُ تملئُ قلبَه وقال: “في قرية “نصران” التي تقعُ على مفرقِ قريةِ “دوكر” و”سَرنا”، وعلى ضفافِ هذا النهر الذي يمر بالقرى السريانية، ومنها “روتان”، كان السفاحون يذبحون أهالينا، ويرمونَهم بالبحرةِ القريبة، والتي تدعى “ديرة قيرا”، والتي تقعُ غربَ نصران”
أكملنا الطريق مع العم، متوجهين إلى قريةِ “حلوة”، حيث أكد لنا أهالي القرية، أنّه كان يوجدُ عشرين منزلاً سرياني، وأنّ القرى حول “نصران”، هي قرى سريانية، لكن العثمانيين قتلوا وذبحوا الرجال والنساء والأطفالَ الأبرياء، بدونِ رحمة.
وأكمل العمُ “شمعون” بقوله: “إنّ اهالينا كانوا يروون لنا، أنّ سكانَ “نصران” مسيحيونَ سريان، والدولةُ العثمانيةُ قتلت من قتلت، وسَبَتِ النساء، واغتصبت منهنَّ في الأراضي الزراعية، والبعضُ قد اختبأَ من البطشِ العثماني، بإخفاءِ نفسه بين “الزل”، أي النباتُ المزروعُ على ضفاف النهر”
وختمَ العمُ “شمعون” مقابلتَه بالقول: “الآن، نريدُ أن نصلي على أرواحِ شهداءِنا الأبرياء، الذين قضوا في المجازر، لقد عُذّب أجدادُنا المسيحيون الأبرياء العزل، ليمنحهم الله ملكوتَ السموات”
المجلس المسيحي العالمي للسلام يحذر من اختفاء الوجود المسيحي في سوريا
في ظل هجرة المسيحيين من سوريا، عقب اندلاع الحرب هناك عام ألفين وأحد عشر، حذر المجلس المسيح…