20/07/2020

دعوة البطريرك لويس ساكو: هل من جديد أم مخاض جبل دون وليد؟

يبدو في أكبر الظن أن بعض رؤساء مؤسساتنا الدينية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني ومثقفي (شعبنا) لم يقفوا حتى الآن على حجمنا الحقيقي ومَن نكون وما نحن عليه من تشتت وضياع لهويتنا وتاريخنا وتراثنا وثقافتنا وكرامتنا كبشر بل حتى وجودنا في وطن نحن الأصلاء فيه، فيطلقون حين تضيق بنا الحيل صرخات ودعوات إلى اجتماعات ولقاءات من اجل ايجاد مخرج، كمن يدعو من لا حيلة له ولا قوة للوقوف بوجه أسود .
نعم، حسنا فعل أبونا البطريرك ساكو بإطلاق هكذا دعوة، وليس القصد من هذا المقال تحميله لوحده مسؤولية ما جرى ويجري لنا، فنحن جميعا أفرادا ومثقفين وجماعات ومنظمات ومؤسسات دينية وسياسية شركاء في في ذلك ونتقاسم المسؤولية تناسبيا وفق موقع كل واحد منا، لكن ترى لماذ الآن؟ وهل تساءل غبطته لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه ؟ لماذا لم يحرك ساكنا في ما مضى من الوقت ونحن ربما في حال أفضل؟ وكيف يمكن لنا أن نفعل شيئا ونحن على هذه الحال متفرقين شذر مذر ولا نجتمع إلاّ لنفترق.. فهذا جُلّ ما نحسن القيام به؛ لأن ما يفرقنا أكبر من ان يجمعنا سوية لنتدارك امرنا. بل استطعنا أن نحقق إنجازا منقطع النظير في نقل خلافاتنا إلى المهجر ، وعلى أشدّ ما يكون ، بدلا من مؤازرة الشتات لنا في محنتنا عبر ممارسة الضغط على حكوماتهم وبرلماناتهم ! ونحمد الله أن هذه الخلافات تجري في دول يسودها القانون وإلا لأطاحت سيوف (شعبنا) في المهجر برؤوس بعضهم بعضا يمينا وشمالا. فأنظروا إلى أين وصلنا؟
لقد تربينا ، سيداتي وسادتي، ولمئات السنين لأن نكون كالغزلان والأرانب لا نحسن إلاّ الهرب وكالنعاج تُسمّن كل موسم لتقدم ذبائحا. وما أكثرها من مذابح بدء بمذبحة سيفو (1915) وسميل (1933) وصوريا (1969) والنزوح الجماعي لأبناء شعبنا أثناء أحداث شمال العراق في الستينات من القرن الماضي والإنفال (1988) التي دمرت خلالها اكثر من 400 قرية ، ومجزرة داعش 2014) ومن ثم القصف التركي المستمر والمنتظم لأكثر من ست سنوات لقرى (شعبنا) في إقليم كودستان آخرها القصف الأخير الذي طال اكثر من 27 قرية ؛ وكأن المسيحية ديانة موت وليس حياة تذكرنا بالقرابين التي كانت تقدم للالهة في حضارة مايا والأزتيك في امريكا الجنوبية. نُذبح ونُهان وتُنتهك كرامتُنا كبشر، كرامة نستمدها من الله ، كرامة تستحق إذ ذاك أن ندافع عنها كما تفعل ذلك حتى البهائم ، لكن هيهات لنا ؛ فالتعليم التقليدي للكنيسة في ديارنا، دون غيرها من الديارالمسيحية ، وعلى مر العصور، لم يدعونا إلى حفظ وصيانة كرامتنا كبشر والدفاع عنها في الأقل ، فبتنا لا خيار لنا سوى الهرب أو الإنتظام في طوابير الموت نحو جلاّدينا كما فعل الكثيرون إبأن الإضطهاد الأربعيني في زمن الملك الفارسي شابور 339_ 379 . نحن مهزومون في روحنا ودواخلنا فلا يخشانا أجبن وأضعف خلق الله على وجه الآرض. يقتنصوننا قنص الطير والأنعام لأنهم على يقين من أنه لا يمكن أن تصدر منا مقاومة . فصارت اعراضنا متعة لمن يشتهيها كما حدث في مذابح سيفو وأموالنا سندا جاهزا لمن ينهبها وبيوتنا ملاذا مريحا لمن يحلو له الإستيلاء عليها حلالا زلالا. وحين نشكو أمرنا لا نلقى إلاّ احد أمرين: عجز الساسة المغلوبين على أمرهم عن دعمنا ومناصرتنا ودعوة من زعمائنا الدينيين:” صلوا إلى العذراء واصبروا صبرا جميلا!”؟ وقد يرى البعض في هذا دعوة إلى حمل السلاح، لكن زمن حمل السلاح، يا أخواتي وإخوتي، قد ولّى ليحل محله زمن الكلمة والرأي والإتحاد والتكامل والوحدة والنظال السياسي المشترك للمطالبة بحقوقنا القومية.
وها نحن نبكي اليوم واقعنا حين لا ينفع بكاء، واقعا صنعناه بأيدينا في التاريخ القريب حين إنقسمنا على انفسنا كنيسة وشعبا إنقساما كان سببا رئيسيا في ضياع وخسارة مشروع الحكم الذاتي الذي كان يقوده “سنحاريب القرن العشرين” ، الجنرال آغا بطرس بعد الحرب العالمية الأولى، حين كان السلاح أداة رئيسة في النضال ونيل الحقوق لكننا لم نحسن إستعماله، بعكس ما فعلته شعوب اوربا الشرقية والشعب الأرمني ، المسيحية مثلنا ، في نضالها ضد طغيان الإمبراطورية العثمانية. وها هي تلك الشعوب تنعم اليوم بدول مستقلة ذات سيادة بينما لا زلنا متخلفين عن الإجماع على مطلب سياسي موحّد يضمن لنا العيش الكريم في قرانا وقصباتنا ومدننا واراضينا ومناطقنا في عراق فدرالي ديمقراطي تعددي ووفق بنود الدستور العراقي النافذ ودستور اقليم كوردستان .
فهناك اليوم ،على صعيد المؤسسات الكنسية، إنقسامات باتت تسير لآكثر من قرنين ونصف في خطوط متوازية لا تلتقي ابدا لتنخر في جسدنا كنيسة و (شعبنا) ليزداد انقساما على نفسه بحيث لا نكاد نجد إبن هذه الطائفة يرتضي لنفسه المشاركة في سر الأفخارستيا في كنيسة غير طائفته ، ففي ذلك كفر ما بعده كفر، إنقسامات ما تزال تدفن المسيح وتقيمه مرات ومرات و(شعبنا) يتفرج دون حراك مفتخرا بما تدعو إليه طائفته ناسيا أو متناسيا السخرية من هذا الأمر التي نلقاها من القاصي والداني.
ثم هناك هذا العدد الغريب من الأحزاب السياسية العاملة في العراق الفدرالي وفي اقليم كوردستان ومثلها أو اكثر من منظمات المجتمع المدني لـ (شعب) قد لا يتجاوز عديده ألـ 400 الف نسمة في الوطن ؟! وهناك المزيد والمزيد منها ، يا أخواتي وإخوتي ! فالخير قادم إنشاء الله! كيف لا وأمتنا ولاّدة للأحزاب؛ إذ نُبَشّر كل يوم بولادة حزب جديد لأن ما هو موجود من هذه الأحزاب لا يكفي لتحمّل أعباء هذه الأمة العظيمة. ولا بد من التذكير بأن من بين تلك الإحزاب من لا يمكن التشكيك في إيمانهم بقضية (شعبنا) ومستقبله ، وقد قدمت عبر تاريخها القصير نسبيا ما لم يقدمه غيرها دون أن تلقى أي دعم من قريب أو بعيد.
لقد افلحت القوى السياسية المتنفذة التي لا تريد لنا الخير في تحقيق اهدافها من تشتيتنا. فها نحن (شعب) قد أُفرغ من كل المعاني الحقيقية لأي شعب على وجه هذه البسيطة ؛ فرغم الدين واللغة التاريخ والعادات والمصير المشترك التي تجمعنا وتؤهلنا لأن نكون شعبا بكل معنى الكلمة، نجد اليوم على ارض الواقع عدة قوميات مستقلة في قومية واحدة ؟؟!! ولما لا؟! فإن كانت أمتنا ولاّدة للأحزاب فلما لا تكون ولاّدة للقوميات؟! وما يدعو إلى الفخر والإعتزار بهذه الأمة أنها تمكنت حتى الآن من إنجاب ثلاث قوميات في وقت قياسي ! فانظروا يا أخواتي وإخوتي أيّ خِصب هذا! أجل، فها هي أمتنا حبلى بتوأم أو توأمين فمن يعلم ما في الأرحام… ؟ فهذا خير من رب العالمين، خير يثلج صدور من خطط للوصول بنا إلى ما وصلنا اليه. أليس هذا امر فريد بين أُمم الآرض؟! اعطوني مثلا على أمة أنجبت هذا القدر من القوميات!. أفلا تستحق، بربكم، هكذا أمة أن تنحني لها امم الأرض اجلالا وإكبارا؟ أفلا يستحق الحياة (شعب) من هذا الطراز؟ بلى والله!
وقد ترك هذا الوضع المأساوي فراغا سياسيا كان لا بد للمؤسسات الكنسية على اختلاف اشكالها وألولانها من أن تملأه كما باتت تفعل ذلك لمئات السنين. وقد أدى تدخل قادة الكنائس في السياسية والدولة إلى إلغاء ومحو دور المفكرين والقادة السياسيين إرضاء لساسة العرب والكرد على حد سواء الذين وجدوا في ذلك ضالتهم المنشودة وخير سبيل لتهميش السياسيين الكلدان السريان الآشوريين وإلهائهم عن القيام بأي دور من شأنه أن يجمع شملهم ويوحد أمرهم. وإذا ما كانت المؤسسات الكنسية قد حققت أي شيىء ، لا سيما في زمن الأزمات التي تعصف بنا بين حين وآخر، فإن ذلك لم يتجاوزمستوى المساعدات الإنسانية والدعم الروحي، لا ينفع اكثر من مجرد إدامة شعبنا وعبوره هذا الموسم من المذابح حتى مجىء مواسم قادمة قد تأتي على آخرنا، وبعضها ، ولا نقول جميعها، لم تخل من نهب للأموال وتمييز بين ابناء (شعبنا). أ لَم يرفضوا مجتمعين ، مشروع المنطقة الآمنة جملة وتفصيلا في إجتماع دير مار كوركيس بالموصل في أيلول 2005 وهم على علم اليوم بأن المطالبة بمنطقة آمنة للشعب الكردي كانت نواة لوجود إقليم كردستان اليوم؟! أليس في قرار كهذا قصر نضر وبصيرة ؟ ثم أ لم يرفضوا مشروع الحكم الذاتي لرابي سركيس آغاجان رغم تأييدهم له في الظاهر رفضا ينطوي على خيانة ما بعدها خيانة بعد كل الدعم المنقطع النظير الذي قدمه لمن طلبه لئلا يمدّوا يدهم للغير. إن التاريخ والواقع الحالي يعلّماننا أن لا خير في أمة تقودها مؤسسات دينية.
واليوم تعلو الدعوات والصرخات والإستغاثات هناك وهناك لإيجاد مخرج لمعضلتنا ومن بين تلك الدعوات صرخة أبينا البطريرك لويس ساكو : ” هل سيهبّ المسيحيون العراقيون لإجتماع يناقش اوضاعهم؟”. إنها لصرخة ألم ولكن بعد بعد فوات الأوان. وكما يقول المثل العربي ” الصيف ضيعت اللبن”؛ فقد ضاعت منا الفرصة حين وقّع من نصبوا انفسهم ممثلين لنا ، بمباركة من زعمائنا الدينيين، على دستوري العراق وإقليم كوردستان ُبعَيد مؤتمر لندن للمعارضة العراقية في 2002 عن جهل أو طمع او غباء أو قصر نظر وهم على علم ويقين من أن الدستورين ينتهكان حقوقنا القومية والدينية والثقافية بل ويهددان وجودنا على ارض آبائنا.
معضلتنا، ايها الإخوة، أكبر من أن تحل بمجرد هكذا دعوة متأخرة وغامضة في ظل دولة مُحتلة لا سيادة لها، وهي دعوة مناقضة لمواقف سابقة. فبدلا من الإنشغال بالدعوة إلى إصلاح ذات البين بين الساسة الفاسدين عوضا عن دعم ومباركة جهود مفكري وساسة ( شعبنا) في ايجاد مخرج لنا ، وبدلا من الدعوة إلى الحوار الديني – حوار بين حملان وذئاب لا يلقى أذنا صاغية بل اشبه بمن يعزف الناي لثور – أما كان الأجدر بالأب لويس ساكو أيام المرحوم البطريرك عمانوئيل دلي – أن يبارك مشروع الحكم الذاتي الذي طرحه رابي سركيس آغاجان كان من الممكن له أن يكون نواة نبني عليها مستقبلنا، كما فعل االكرد ، نواة تحقق الحد الأدنى من حقوق شعبنا في المركز والإقليم. ألم يكن الأب لويس ساكو في مقدمة الذين وصفوا ذلك المشروع بـ ” كيتو للمسيحيين ” ghetto)) كان سيستهدفه الإرهابيون، كما استهدفوه فعلا دون حكم ذاتي في 2014، بينما راح آخرون ينعتونه بكونه مشروعا كرديا ..الخ ؟ وكأن ما هو مطروح حاليا، إن وُجد اصلا ، ليس كرديا أو عربيا أو سنيا أو شيعيا؟؟! ألم يكن ذلك بإفضل من االلاشيىء الموجود حاليا ؟ وهل جاء المعارضون لمشروع الحكم الذاتي بما هو افضل؟ ثم ألم تقاطع الكنيسة الكلدانية وعلى رأسها أبونا البطريرك ساكو وبعض الأحزاب مؤتمر بروكسل في حزيران 2017 الذي جاء مكمّلا وعلى نحو اقوى لمشروع آغاجان والذي اتفقت عليه ثمانية احزاب إلى جانب بطاركة آخرين ومجالس أعيان ومنظمات مجتمع مدني ومثقفين وشخصيات بهدف مناقشة وضع المسيحيين في العراق ورسم مستقبل سياسي لهم ضمن اطار الدستور العراقي ودستور إقليم كوردستان وبمشاركة من الحكومة العراقية والإتحاد الإوربي والمفوضية الأوربية والكونغرس الإمريكي؟؟!! فمن من هؤلاء المعارضين استطاع أن يأتي بما هو احسن من ذلك أو حتى أن يفكر في هكذا مشاريع قومية ناضجة وعملية وعلى مستوى دولي للعمل من أجل ضمان مستقبل آمن وكريم لنا في وطننا؟ أم لعلهم كانوا يعملون بفلسفة دونكيشوت” الكل أو لا شيء” !.وقد تتفق معي أيها القارىء الكريم من أن ” اللاشيىء ” الأخير من هذه الفلسفة هو الذي قد تحقق.
فإذا كنا قد اضعنا كل هذه الفرص ونحن في وضع افضل نسبيا مما نحن عليه الآن، ترى ما الذي يمكن لنا أن نحققه من دعوة أبينا البطريك هذه المرة ونحن على هذه الحال؟ ألم يكن الأجدر به أن يعلن موافقته على مخرجات مؤتمر بروكسل ويقوّي نواة الوحدة هذه ويباركها؟ أ فلا نعتبر قليلا ونستخلص الدروس من ماضينا وحاضرنا من أنه لن تقوم لنا قائمة ما لم نوحد صفوفنا ونرتب بيتنا الداخلي ونُسمع صوتنا الموحد ، كنيسة وشعبا، إلى العالم من حولنا عبر مشروع سياسي كالذي طُرح في مؤتمر بروكسل يضمن لنا العيش الكريم على أرض آبائنا كما فعلت وتفعل كل الشعوب المقهورة في العالم؟ وما تزال الفرصة ، سيداتي وسادتي ، سانحة في دعم وتقوية مؤتمر بروكسل دائم الإنعقاد والنتائج التي خرج بها لنصنع منه قوة لنا في الداخل والخارج بدعم وإسناد ومباركة الجميع. ترى هل سنستثمر هذه الفرصة؟
فإن كانت صرخة غبطة البطريرك صرخة ألم وناقوس الخطر فهل من مغيث ؟ وإن وجد فمن هو وأين؟ ألذي نعرفه جميعا هو أننا لم نسمع صوت ذلك المغيث من الداخل منذ تغيير النظام السابق حتى يومنا هذا عدا التصريحات الإعلامية جُلّ ما تهدف إليه هو تجميل صور أصحابها لدى المجتمع الدولي والرأي العام العالمي وأمريكا واوربا حتى تستمر في تقديم الدعم لهم. كما لم نسمع ذلك الصوت من الخارج لأننا حتى اليوم ( شعب) لا قضية ولا أسمَ ولا مطلب له في المحافل الدولية. فهل رأى أحدكم أو سمع عن مشتك يرفع مَظلمته إلى محكمة دون أن يكون له إسم أو مَظلمة؟ وقد يقول قائل “أليس لنا أسم آشور؟” ، بينما يقول آخر” وما الضرر في كلدان؟” ثم آخر ” لما لا يكون سريان؟ …الخ . وأقول لهؤلاء أن ابقوا على هذه الحال من الشقاق والإختلاف والإقتتال حتى نختفي نهائيا من خارطة بث نهرين! أفلا يمكن لنا أن نبحث عن اسم يخاطبنا به العالم من حولنا؟ ولنا بعد ذلك أن نتقاتل في بيتنا ما شئنا من القتال؟
كفى ، يا سيداتي وسادتي! فلنستفق ونرعوي جميعا ونتعلم ابسط مَثَل في هذه الحياة ( الإتحاد قوة) الذي تعلمته وعملت به كل شعوب الأرض لنيل حقوقها. نعم، لنصلي إلى أمنا العذراء باكين كما بتنا نبكي في طقسنا الكنسي المشرقي لمئات السنين ونحن نرفع آلامنا البشرية ونمزجها بآلام المسيح مرتلين في مقامات فيها شجن وحزن ورجاء وفرح ليأتي أبونا البطريرك ساكو ويسكتها وربما إلى الأبد! أليست هذه ضربة موجعة لتراثنا وثقافتنا وطريقتنا في الصلاة والتعبير عن إيماننا كما يرقص المسيحيون الأفارقة في كنائسهم؟ نعم ، لنكن أيضا كلدانا وسريانا وآشوريين وملكيين وآراميين وما شئت من التسميات التي انجبتها أمتنا على مر العصور، ثم لنكن كاثوليكا وارثوذكسأ وبروتستانت، وليكن لنا هذا العدد الهائل من الأحزاب ؛ فذلك كله اشبه بجنينة تحوي من الورود والإزهار ما ترتاح إليه النفس فهذا التنوع والإختلاف في الألوان ثراء ما بعده ثراء ، بل هو قوة عظمية وخلاقة يمكن لها أن تأتي بما لا يمكن لنا الإتيان به فُرادا. تعالوا نبين للعالم من حولنا وجهنا الواحد حتى نكبر في أعين بعضنا بعضا وفي أعين العالم من حولنا بدلا من أن يستصغرنا القاصي والداني فلا تقوم لنا قائمة.
أخيرا، أتمنى للدعاة إلى هذا الإجتماع والملبّين له كل خير وتوفيق. ومن يدري، فلعلنا نملك عصا سحرية هذه المرة .. ويا لها من بشرى! وإلاّ فأنظروني حتى أبشّركم بولادة طفل مشوّه آخر تنجبه أمتنا لتبتلى به كما ابتلت بإخوته من قبله!

‫شاهد أيضًا‬

اتحاد نساء بيث نهرين ينظم مخيماً تنظيمياً في سويسراً

يُعتَبَرُ الجانبُ التعليميُّ والتثقيفي، أحدَ أهم ركائز اتحادِ نساءِ “بيث نهرين”…