23/07/2020

إستمرار تركيا بمحاربة السياسيين الذين يطالبون بحقوق شعوبهم المضطهدة.

بالحديث عن مستوى الحريات بتركيا و خصوصاً الحريات السياسية ، نجد إنه هناك تضييق متعمد و إضطهاد، لكل شخص يطالب سواء بالحق العام أو بحقوق شعبه المضطهد ، ضمن الحدود التركية المصطنعة اليوم ، لتضم أراضي احتلتها سابقاً و قامت بإضطهاد شعوبها و إستمرت على هذا المنوال، حتى يومنا هذا ولا يزال الوضع على ما هو دون تغيير للأفضل ، إنما دوما إلى الأسوء ، لتصبح الحريات بتركيا و السياسية بشكل خاص دون الحد المطلوب و يصبح السياسيين المطالبين بحقوق شعبهم أكثر تعرض للإضطهاد و الإهانةوالخطر .
بالحديث عن إستمرارية تركيا بمحاربة السياسيين المطالبين بحقوق شعوبهم المضطهدة ، نجد إنه القائمة المحددة بهذا الخصوص تطول و تطول مع مرور الوقت و رغبة النظام التركي بمحاربتهم تزداد اليوم أكثر من أي يوم أخر ، عبر إسكات الأصوات المطالبة بالحقوق، ومنتقدي الدولة ونظامها الاستبدادي، الذي لا يقبل الرأي الآخر ، إنما يسعى دوما لمحاربتهم ، بكافة الوسائل المتاحة و منها السجن بالمرتبة الأولى، الإبتزاز و الإهانة او اتباع حرب خاصة .
كثرة الأسماء و الأصوات التي نالت ، بسبب مواقفها الداعمة لشعوبها بظل دولة دكتاتورية استبدادية، ظلم ، إهانة و عقوبات بالسجن تصل إلى المؤبد و لابد هنا من تسليط الضوء على ما تعرض له النائب السرياني عن حزب الشعوب الديمقراطية( HDP ) بالبرلمان التركي النائب توما جيليك ، الذي وضع نصب عينيه و منذ تمكنه من التواجد ضمن البرلمان ، بالعمل و النضال لأجل قضية شعبه السرياني الكلداني الاشوري وباقي ابناء ماردين بشكل عام ، بإحياء كافة القضايا المرتبط بالشعب السرياني الكلداني الاشوري ، لإيجاد الحلول المناسبة و إعادة الحقوق لأصحابها.
ساهم جيليك بإحياء عدد من القضايا الهامة للشعب السرياني الكلداني الاشوري ضمن البرلمان التركي و من هذه القضايا ، قضية مجازر إبادة السيفو 1914 1915 ، التي راح ضحيتها ملايين الأرمن ، السريان الاشوريين و اليونان البنطيين و دافع و طالب بإعتراف البرلمان التركي بقضية مجازر إبادة السيفو و إعتبارها إبادة شعب و المطالبة بتعويض أسر الضحايا و إعادة الحقوق و جملة من المطالب الهامة، حيث ساهم هذا بتوجيه إنذارات الخطر إليه ، إنذار تلوا إنذار بغية إجباره على التراجع عن مطالبه و مبادئه واخراجه من البرلمان ، التي وضع نصب عينيه قبل و بعد الجلوس تحت قبة البرلمان التركي.
لكن هذا لم يضعف من عزيمته ، بل زاده إصرار على المثابرة و متابعة طريقه النضالي ضمن البرلمان بصحبة رفاقه من حزب الشعوب الديمقراطية ، الذين كانوا جميعاً يد واحدة ، مطالبين بحقوق شعوبهم و مستعدين لتحمل التكاليف ، لأنهم كانوا يعلمون ماذا ينتظرهم ، بظل دولة ذات نظام ديكتاتوري.
إستمر جيليك بعمله و قام أيضا بجولات متعددة ، بهدف اللقاء بالشعب السرياني الكلداني الاشوري ببلاد الإغتراب ، بغية وضعهم ضمن سياق الأحداث و أهم النتائج الحاصلة ، من بعد انتخابه نائبا برلمانيا و اهتم أيضا بمتابعة و الإستماع مطالبهم و شكواهم ، ليعبر عنها و لتكون موضوع لبرنامج عمله ، الذي كان و مازال هدفه الأول و الأخير هو تأمين حقوق شعبه.
بالعودة إلى ما تعرض له من إهانة ، فقد تعرض النائب السرياني توما جيليك ، لأكثر من محاولة ضرب و تعرض من قبل نواب عن الحزب الحاكم و خصوصاً ضمن البرلمان ، مع تجاهل تام من قبل الإعلام التركي الداخلي و تركيز من قبل الإعلام الخارجي الذي اهتم للموضوع ، إلا أن ما كان يجري ضمن البرلمان كان مدروسا و محاك ، ضد النواب الذين كانوا يطالبون بحقوق شعوبهم المضطهدة.
نظرا للصلابة التي أظهرها جيليك و عدم رضوخه ، رغم كل ما يحدث ، فقد إستمر بنضاله تحت قبة البرلمان و امتد نضاله خارج البرلمان ، ليكون ليست فقط صوت الشعب بالبرلمان التركي ، إنما جزءا لا يتجزء من الشعب ، فقد شارك كغيره من نواب حزب الشعوب الديمقراطية (HDP) بعدة حملات و مظاهرات منددة بسياسة الحزب الحاكم بتركيا (AKP) ، متحدين بذلك ديكتاتورية و ظلم النظام الحاكم بتركيا ، الذي لم يكن منه إلا القيام بإعتقال أعداد منهم و ترهيب أعداد أخرى.
للأسف لإنه بعد استنفاذ المحاولات المستمرة بترهيب و إيقاف النائب جيليك ، فقد لجأ ضعاف النفوس و الخائفين من صوت الحق لطرق ترهيبية عدة وحرب من نوع خاص الإبتزاز الأخلاقي ، حيث قاموا و بمساعدة من ضعاف النفوس بتلفيق تهم أخلاقية له ، بغية تشويه سمعته و سمعة الحزب الذي يناضل عبره و على الرغم من كل المحاولات، إلا إنه أصر على المتابعة و محاسبة ، الذين لفقوا له التهم ، إلا أن أيدي الفاسدين كانت أطول ، حيث اختفى كل من وضع كشاهد بحملات تشويه السمعة و لم يعد يوجد أحد منه ، فزاد الوضع عليه سوء ، فما كان منه و إحتراما لتاريخه النضالي و تاريخ حزب الشعوب الديمقراطية ، إلا و قدم استقالته من الحزب ، لكي لا يصبح منفذا للتعرض و الإساءة للحزب و نضاله.
النائب السرياني توما جيليك ليس الوحيد ، إلا إنه من النوادر ، الذين تحدوا الظلم و الطغيان و وضعوا أنفسهم ، لأجل قضية شعبهم و النضال لأجلها بجميع الساحات ، المطلوب منهم التواجد فيها..
مهما فعل العثمانيين يبقى لنا ألف جولة و جولة معهم ، فالطريق طويلة و نحن لها أصحاب حق.
بقلم الإعلامي السرياني
ميلاد كوركيس

‫شاهد أيضًا‬

هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية تطمئن طلبة الشهادتين الثانوية والأساسية

لإقليم شمال وشرق – عقب سقوط النظام السوري في الثامن من كانون الأول الماضي، زاد القلق…