بوادر رغبة لحل الأزمة السورية سريعاً أم محاولات للقيام بشيء مغاير
منذ بداية الوضع السوري للتأزم و تداخل قوى ، تسعى لفرق نفوذها بالمنطقة و محاولات عدة لفرض أمر واقع على الشعب الذي أصبح بدوامة لا متناهية ، أصبح الوضع السوري أكثر تعقيدا مع مرور الوقت ، حيث أصبحت سوريا عبارة عن ملعب لتطبيق الإتفاقيات الدولية و ساحة لعرض العضلات ، إضافة لغياب قدرة الشعب على إختيار مستقبله السياسي ، بسبب التعنت الدولي و الرغبة بإطالة أمد الوضع السوري المتأزم.
بداية ذلك مع الموقف الروسي الثابت بدعم النظام السوري ، لفرض السيطرة الروسية على كامل الأراضي و الثروات السورية ، حيث تجلى ذلك من المحاولات المستميتة الروسية، لإنهاء الوضع السوري بأسرع وقت و الحصول على السيطرة الكاملة على كافة الثروات السورية و ذلك ظاهر من خلال تمركزها بمناطق النظام و عدم سماحها بإقتراب أي قوة غريبة ، ما لم يكن بينهما اتفاقيات متبادلة و حصولها على بدائل ، تعطيها مجال تقبل قوى أخرى ، إلا إن ما ظهر و حدث خلال السنوات الماضية ، أظهر الرغبة الروسية بعدم قبول أي قوى غريبة و تقاسم أو محاصصة ما لديها مع الآخرين.
من الجانب الآخر قامت الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها ، بفرض هيمنتها بعد استنزاف محاولات ، لحل الوضع السوري سياسيا ، حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بدعم القوات المحلية بشمال شرق سوريا سياسيا و عسكريا و ذلك بغرض فرض هيمنتها و سيطرتها على الواقع و الوضع السوري ، على الرغم من التغييرات التي ظهرت بالفترة الماضية على القرار الأمريكي ، مما ساهم بتغيير الواقع و إنقلاب السيناريو بالوضع السوري و فتح مجال للجانب التركي للدخول بالوضع السوري و ذلك بفرض سيطرة القوات التركية و مرتزقتها على معظم المساحات من شمال و شرقي سوريا ، لتصبح هي الأخرى شريكة بالكعكة السورية وفق مبدأ متعامل به لدى الأطراف.
من جهتها ، لم تضيع تركيا أبدا فرض نفوذها و سيطرتها بالوضع السوري و بقوة ، حيث قامت هي الأخرى بإستقدام المرتزقة السوريين على أراضيها و بدعم من قواتها العسكرية بدعم المرتزقة و القيام بإحتلال مساحات لا بأس بها بل شاسعة بالشمال السوري وصولا إلى إدلب ، التي تعتبر هي الأخرى مركزا المواجهة العسكرية ، حيث يتم هناك كل فترة بمحاولات إظهار العضلات من ناحية إستخدام الأسلحة الثقيلة و يكون الضحية دوما الشعب الذي أصبح هو الآخر عبارة أداة و حجة بيد الدول المؤثرة بالوضع السوري.
حيث تمت خلال الفترة الماضية عدة تغييرات سياسية و إستراتيجية بالوضع السوري و ذلك تحديدا ، بمواقف الدول المؤثرة بالوضع السوري و تحول الوضع من طريقة صراع قطبي العالم عسكريا ، كل من الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا إلى طريقة إستخدام الأدواة، حيث بدا و ظهر ذلك ، بداية بقيام روسيا و ذلك بتطميع تركيا بمكاسب بسوريا ، لتقوم تركيا هي الأخرى على العمل لإستمرارية مبدائها القائم على ضرب المناطق و تسليمها للنظام السوري و بشكل صحيح للجانب الروسي ، الذي يعتبر هو الآخر المسؤول العام عن الوضع السوري بعد قلة تركيز و إهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بالوضع السوري لإنشغالها بالأمور الداخلية.
بينما قامت الولايات المتحدة الأمريكية ، هي الأخرى بمحاولات دعم القوى السياسية و العسكرية بشمال و شرق سوريا المتمثلة بمجلس سوريا الديمقراطي مسد و قوات سوريا الديمقراطية قسد ، لفرض مشاركتها هي الأخرى بالوضع السوري و عدم خسارتها بعد فشل كافة المشاريع بدعم المعارضة الخارجية التي اثبتت دعمها و وقوفها مع خراب سوريا و دليل ذلك إستمرارية تعاملها مع تركيا و بقاء الائتلاف السوري أداة بيد تركيا ، ليقوم دوما عندما تسمح له الفرصة بالتهجم على القوى السورية سياسيا و عسكريا بعد تحول الائتلاف السوري إلى أداة تركية و ذلك بعد سيطرة الإخوان المسلمين على الائتلاف كقيادة.
الجانب الذي يظهر الرغبة العالمية بإنهاء الوضع السوري بأسرع وقت ممكن و بأقل الخسائر و بأكبر المكتسبات و ذلك يظهر من الجانب الروسي ، حيث يقوم الجانب الروسي ، بمحاولة إعادة التوازن للنظام السوري و ذلك بالقيام بحملات إقالة و تغييرات تساهم بتغيير وجه و شكل النظام دوليا ليصبح متقبلا عالميا و أمكانية مشاركته بأي مخططات أو مؤتمرات قادمة لسوريا ، مما يحدث يظهر جدية الجانب الروسي و ذلك بالتغيير الشامل بالجيش السوري و المؤسسات التابعة للنظام السوري.
بينما قامت الولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى ، بتوجيه مكونات شمال و شرق سوريا من اشوكلدوسرياني ، كورد ، عرب إلى ضرورة تحقيق الوحدة بين كل منهم قوميا ، ليصبحوا قادرين مستقبلا على أن يكونوا جزءا من أي تغيير حاصل بسوريا و ان يكونوا ذات كلمة ، حيث ظهر هذا من الإصرار الأمريكي على تحقيق الوحدة الكردية و إستمرارية التفاهم السرياني الكلداني الاشوري حول موضوع إستمرارية النضال القومي لنيل الحقوق بسوريا و مطالبات للمكون العربي بإعادة تنظيم المكون سياسيا ، ليتمكنوا من المشاركة بمستقبل سوريا و أي مخطط قادم.
بينما قامت تركيا ، بإستغلال الوضع و التدخل عسكريا أكثر بسوريا و فرض هيمنتها بسوريا ، لتسهيل تحقيق مطالبها و فرض رؤيتها للحلول بالوضع السوري و خصوصاً مع التعنت التركي عن السماح بسير الأمور للحل و ذلك من خلال قيامها مؤخرا بإحتلال معظم المساحات الممتدة بشمال شرق سوريا و لتصبح كالشوكة بخاصرة الإدارة الذاتية الديمقراطية ، التي أصبحت هي الأخرى مطالبة بتكثيف العمل الدبلوماسي بغية أن يصبحوا ذات قدرة على التأثير بالوضع السوري.
من هنا يظهر التشابك السوري السوري سياسيا و عسكريا ، مع إستحالة تحقيق أي تقارب سوري سوري حاليا و مستقبلا ، ما لم تقم الأطراف المؤثرة ذاتها بتحقيق ذلك و إلا ، فإن الوضع السوري يتجه نحو الأسوأ و خصوصاً مع دخول قانون سيزر المعروف بقيصر حيز التنفيذ و ظهور نتائجه السلبية على الشعب، الذي بدأ يفقد أو فقد الأمل نهائيا، بأي حلول مستقبلية للوضع السوري.
بقلم الإعلامي السرياني
ميلاد كوركيس
الاتحاد النسائي السرياني يهنئ بمناسبتي نوروز وعيد الأم
شمال وشرق سوريا – بمناسبة عيد “نوروز”، والذي يصادف أيضاً عيد الأم في سور…