15/08/2020

المسيحية بسوريا….. سياسة اضطهاد أم محاولات مبرمجة للقضاء عليها نهائياً الجزء الثامن و الاخير

للإعلامي السرياني ميلاد كوركيس

أمر الخليفة الأموي “الوليد بن عبد الملك” بتحويل الكنيسة إلى جامع سنة 86ه / 705 م وقام ببناء ثلاث مآذن له ومزيلًا معظم الآثار المسيحية منه ولكن مع ذلك بقي مجموعة من الآثار التي تدل على مسيحية كنيسة القديس يوحنا المعمدان
إن وزارة الأوقاف السورية، إذ تقوم اليوم بعمليات إصلاح وتجديد وترميم كبيرة على المسجد الأموي، بالإضافة إلى ضريح القديس يوحنا الذي لا زال قائمًا داخل المسجد والذي ليس هناك ما يدعو إلى القلق على مصيره لاعتقاد المسلمين بكرامة يوحنا المعمدان والذي يدعونه يحيى، هناك أيضًا داخل المسجد في الجهة الشمالية الشرقية، جرن رخامي عظيم القدم تظهر على جوانبه آثار المستحاثات وكان يستعمله المسيحيون لعماد أطفالهم.
أما ما يُخشى عليه فهو الكتابة الموجودة على البوابة الجنوبية والمنقوشة بالأحرف اليونانية
هنالك أيضًا صورة لوجه السيد المسيح وعلى رأسه إكليل شوك، ظهرت مؤخرًا على يسار البوابة الجنوبية الأخرى المواجهة لسوق الصاغة وقيل أنه قد سبق وأن حاول البعض إزالة هذه الكتابات والصور ولكن تدخل هيئة الآثار الدولية وتقديم تبرعات مادية قد حال دون ذلك.
أما في باحة الجامع، فهناك بقعة من الأرض تحت فناءٍ مسقوف، إذا ما وقف الزائر في منتصفها وضرب عليها بقدمه، فإنه يسمع صدىً عميقًا لهذه الضربات. ومردّ ذلك هو أن هذه البقعة، حسب خبراء الآثار، كانت مدخلًا أو مخرجًا لنفق طويل يربط كنيسة القديس يوحنا (الجامع الأموي) بكنيسة حنانيا، وهي كنيسة صغيرة تبعد عن المكان بما يقل عن الميل، وتقع إلى الجهة الشمالية من الباب الشرقي لدمشق في نهاية طريق صغير يحمل اسم الكنيسة نفسها. ولدخول هذه الكنيسة، ينبغي للزائر أن ينزل عدة درجات تحت الأرض وهناك يجد نهاية النفق في أسفل منتصف الحائط الغربي، وقد سدّ ببعض الأحجار خوفًا من دخول أحد إليه. وقيل أن المسيحيين كانوا يستعملون هذا النفق للانتقال بين الكنيستين أو كمعبر هروب خوفًا من الاضطهاد. وفي الستينات، خلال عمليات الترميم والحفر التي كانت تجري لتوسيع وترميم كنيسة الروم الأرثوذكس المعروفة بالمريمية الشهير في دمشق القديمة، والواقعة بين كنيسة يوحنا وحنانيا، ظهرت أجزاء من النفق وقيل أن جماجم وهياكل بشرية عثر عليها في داخلها تعود لعصور تاريخية قديمة.
التاريخ المسيحي بسوريا طويل و طويل جدآ، يمتد تاريخيا لعدة حقبات تاريخية ،تحتاج جميعها لأكثر من دراسة أو مقال لنتمكن من تسليط كامل الضوء عليها، كونها تاريخية و تحوي تفاصيل مهمة رسخت بالتاريخ السوري و أصبحت جزءا أساسيا بهذه الفسيفساء السورية.
النهاية….

بقلم الإعلامي السرياني
ميلاد كوركيس

‫شاهد أيضًا‬

حفل تخرج طلاب في جامعة أنطاكية السورية الخاصة وفي معهد التثقيف المسيحي ببغداد

أقيم مساء يوم السبت، حفلُ تخرّج الدفعة الثالثة لطلاب جامعة أنطاكية السورية الخاصة، بحضور ق…