النزاهة تحقق مع اكبر متلبس بالرشوة في العراق!!
الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن آراء الكاتب فقط ولا تمثل بالضرورة آراء موقع SyriacPress Arabic
بقلم الكاتب و الصحفي متي كلو
______________________________________________________________
“تحول الشعب المسكين إلى شعب من اللاجئين … لاجئين في أوطانهم ”
برهان غليون
“أعلنت دائرة التحقيقات في هيئة النزاهة الاتحاديَّة عن ضبط مُتَّهم مُتلبّس بالرشوة، مُبيِّنةً أنه ساوم أحد المُستثمرين مُدَّعياً مقدرته على إصدار إجازاتٍ لإنشاء معامل في محافظة النجف، وتمكَّنت من ضبطه مُتلبِّساً بالجرم المشهود أثناء تسلُّمه مبلغ الرشوة البالغ (3,300) آلاف دولارٍ أمريكي”
خبر نشر على عدد من منصات التواصل الاجتماعي، وفي بعضها بشكل بارز! وخاصة جملة “متلبس بالجريمة” بشكل ملفت للنظر .. وكانه انجاز كبير لهيئة النزاهة لتفتخر به .. هذا الموظف من ضمن 6 ملايين ونصف المليون في العراق، هناك تقرير نشرته عدد من الصحف العراقية في بلد العجائب والغرائب(العراق) كما اذاعته احدى القنوات العراقية جاء فيه بان (60 بالمئة من موظفي العراق يتعاطون الرشوة وان المواطن العراقي يلجأ اليها أربع مرات في السنة!!
في كل القوانين الدولية لاي جريمة هناك مستمسكات وشهود و اهمها المتلبس بالجريمة او اعتراف المتهم باقتراف الجريمة ويطلق عليه بسيد الادلة ووفق الاعتراف، يصدر القاضي قرارا بادانته والحكم عليه ولكن في العراق هناك وعبر محطات التلفزة والاعلام من يعترف بجريمته امام الجميع ويبقى حرا طليقا ولا تستطيع هيئة النزاهة او اي جهة قضائية باستدعائه والمثول امامها ويكلف بمنصب رسمي ارفع من السابق في اروقة الرئاسات الثلاث مثل مشعان الجبوري، عندما قال بأنه تلقى رشوة من أحد المسؤولين وتقدر بملايين الدولارات، وقال: “إي والله، بشرفي أخذت (رشوة)، لقد أعطوني رشوة لكي أغلق ملفا وأخذت الرشوة، وكانت بضعة ملايين من الدولارات” او رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي عندما اعلن بانه يعرف من يفخخ السيارات ومن يفجرها ولكنه يخاف على العملية السياسية وعدم كشفها لكي يستمر بالحكم باي ثمن ومهما اريقت الدماء،وكما صرح كاظم الساعدي عندما قال بان هناك وزراء يعملون على انهاء الصناعة الوطنية مقابل بضائع ايرانية ولديه الاسماء وكم يستفادون هؤلاء ..أي تخريب الاقتصاد الوطني اما حسن الياسري رئيس هيئة النزاهة السابق،عندما اعترف بوجود لجان أقتصاديه للأحزاب في الوزارات وهي تعمل كالأشباح في الوزارات لمصالح احزابها !!اما حنان الفتلاوي صاحبة الاعتراف المشهور بتقاسم الكعكة والاستفادة من العمولات والمناقصات فحدث بلا حرج ، او عندما يقرّ رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق حاكم الزاملي، بأن “ضباطاً وقادة بالأجهزة الأمنية الرسمية باتوا من أثرياء العراق، بسبب انغماسهم في ملفات فساد، منها ما يرتبط بتهريب المخدرات والتكفل بالحصول على درجات وظيفية لعراقيين من خلال رشاوى بالملايين، فضلاً عن إطلاق سراح إرهابيين مقابل أموال، كل هذه التصريحات اليست اعترافات امام الجميع، وعلى مسمع من هيئة النزاهة والقضاء وكما قلنا ان الاعتراف سيد الادلة ! وطبعا كل هؤلاء متهمون باستغلال اموال الشعب والمال العام ولمنافع شخصية وتقدر بملايين الدولارات، ولكن لم يتحرك احد من هيئة النزاهة او القضاء لاستدعاء احد من هؤلاء “المعترفين”والتحقيق معهم ولكن تحققوا مع موظف بسيط استلم رشوة 3300 دولار! نعم ان هذا الموظف مرتشي بحكم القانون، ولكن اين هيئة النزاهة والقضاء العراقي من اعترافات هؤلاء الفاسدين الكبار! الذين سرقوا بالملايين ويقدر خبراء الاقتصاد بان السياسين العراقيين الذين يحكمون العراق منذ 2003 الى الان سرقوا اكثر من 400 مليار دولار “40% من مجموع موازانات العراق” من 2008 الى 2014 فقط وهي من ضمن فترة حكومة نوري المالكي الامين العام لحزب الدعوة الاسلامي”(ترأس الحكومة لدورتين من 2006 إلى 2014) ،تقول بعض المصادر بان هذا المبلغ كان يكفي لبناء 400 ألف مدرسة نموذجية بقيمة مليون دولار للمدرسة الواحدة، أو 20 ألف مستشفى نموذجي قيمة الواحدة 20 مليون دولار.كما يكفي المبلغ أيضا لشراء 28 ألف طائرة “إف-16” سعر الواحدة منها نحو 16 مليون دولار، وكم تكون حصة الفرد العراقي من هذا المبلغ !
من واجبات هيئة النزاهة الزام كافة قادة الكيانات السياسية ومنهم اعضاء مجلس النواب والوزراء الكشف عن حساباتهم المالية والتحقيق بقضايا الفساد ، لكن هيئة النزاهة لم تستطيع ولن تستطيع التحقيق مع هؤلاء ولكن اتجهت الى محاسبة الموظفين الصغار، اكرر صغار الموظفين وليس سوى للاستهلاك الاعلامي فقط، .نقولها لو كان الموظف المرتشي الذي استلم 3300 دولار له حماية من حزب سياسي او ميلشيا مسلحة فهل كان احد ان يستطيع ان يحقق معه ! لان الحماية والحصانة لكبار الفاسدين وحال هذا الموظف مثل ما قاله الفنان السوري دريد لحام في احدى مسرحياته عندما اتهم ببلع ليرة ولكن الذين ابتلعوا الالاف من الليرات لا احد يستطيع محاسبتهم .
هذه اللعبة لن تعد تنطلي على احد من ابناء الشعب العراقي وعلى مصطفى الكاظمي بان يضع ملف مكافحة الفساد من الاوليات الذي يجب تنفيذه والسؤال الذي ما زال يطرح نفسه بقوة، اين هيئة النزاهة من هؤلاء الذين اعترفوا امام الجميع بفسادهم واين مصطفى الكاظمي بمحاربة الفساد، ام يريد التملص من القيام بواجباته كما تملص قبله رؤساء الحكومات السابقين وينظم الى سلتهم… سلة الفساد!
بقلم متي كلو
حفل تخرج طلاب في جامعة أنطاكية السورية الخاصة وفي معهد التثقيف المسيحي ببغداد
أقيم مساء يوم السبت، حفلُ تخرّج الدفعة الثالثة لطلاب جامعة أنطاكية السورية الخاصة، بحضور ق…