من أديرة الموصل: دير مار ميخائيل رفيق الملائكة
بقلم الكاتب أ. د. زهير ابراهيم رحيمو
يقع دير مار ميخائيل بالقرب من نهر دجلة شمال غربي الموصل مسافة 6 كيلومترات من مركز مدينة الموصل في نهاية حي 14 تموز الحالي في منطقة عرفت لدى الموصليين بحاوي الكنيسة على رابية تطل على نهر دجلة في منطقة جميلة حيث تكثر البساتين والمزروعات والخضرة خاصة في فصل الربيع . يحمل الدير اسم دير مار ميخائيل رفيق الملائكة نظرا لما اتصف به من سمو فضيلة وعلو اخلاق.
قام الاب المرحوم يوحنا جولاغ بوضع هذا الهيكل العظمي لمار ميخائيل في صندوق من الالمنيوم – ودفن تحت التراب بعد عرضه للزائرين فترة من الزمن وقد احتفظ بجزء من تراب قبره للتبرك ووعدني بجزء منه ولم استلم شيئا مع الاسف، ولاأدري ما مصير هذا التراب بعد وفاته ؟
لقد تمت اعمال التجديد والصيانة للدير على الاقل ثلاث مرات رئيسية مع الاحتفاظ بطرازها القديم وظهرت ارضية الكنيسة مكسوة بالقار والجص ثم بالتراب والجص واخيرا بالمرمر والجص. ويعتقد ان تجديدا اخر حدث مع حملة من التجديدات في النصف الاول من القرن الثاث عشر، وما يويد ذلك حجران متلاصقان عليهما نقوش أتابيكة تمثل الحيوان الاسطوري (ألنيص-وهو قنفذ ضخم ) وهو على ظهر سنور(قط وحشي كبير) ذي راس مربع الشكل يعبث بلحمه ويمتص دمه والسنور عاجز عن القيام باي حركة، وقرب فم السنور زهرة البيون الموصلية الشهيرة.
ثمة تجديد اخر موثق في لوحة رخامية في كتابة كرشونية تقع على الطرف الايمن من الهيكل الكبير تمت في سنة 1867 والتي جاء في ترجمة عربيتها الركيكة (المجد الله الاكبر.الشكر للثالوث الاقدس.ولعلة الحيوة الابدية قد سعو بعمارة هذا الدير الشريف مار ميخائيل رجال مومنون. أهالي طائفة الكلدان القس رومانوس الالقوشي، والخواجات جرجس ويوسف أولاد المرحوم الشماس حنا ويوسف أبن المرحوم ججو نعامة، الموصليين في سنة 1867 مسيحية في رئاسة البطريك يوسف أودو). ان القس رومانوس الالقوشي خدم كنيسة مار اشعيا 1849-1870 ودفن فيها وقبره لازال قائما.هذا يدل على ان الدير كان من أوقاف كنيسة مار اشعيا من زمان بعيد.
بعد فترة خمود نهض المرحوم القس (الخوري )افرام رسام باعادة الحياة الى الدير فنصب مضخة على البئر وبنى حوض ماء وزرع الاشجار خاصة الزيتون ورقم الغرف وجدد الدير بهمة البنائين والعمال من اهالي محلة مار اشعيا سنة 1956 .
*غلق ابواب قبو الرهبان الذي يحوي على عشر غرف خمسةعلى كل جهة التي الى الجهة اليسرى لتصبح مطلة على الفناء الداخلي للدير وفتح باب لاحداها ليودي الى الكنيسة
*احاطة ابواب وشبابيك الفناء الداخلي بالمرمر الموصلي
*احيط الفناء الخارجي بسياج الذي شيد من مادة الحجر الموشل غير المنتضم ومونة السمنت تخلل السياج اعمدة كونكريتية كل 3 امتار مستقرة عى جسر كونكريتي رابط مسلح تستقر الاخير على اعمدة كونكريتية مسلحة بالحديد. كان الجدار بطول 42 مترا وارتفاع و3 م.
*داخل الكنيسة قلعت الارضيات وطبقت بالمرمر الموصلي بعد تثبيتها على صبة كونكريتية
*قشط البياض القديم للجدران والسقوف والقباب بعد لبخها بالسمنت وبعض المرات تسليحها
*تغليف جدران الكنيسة من الداخل بالمرمر المحلي
*في قبو الرهبان تم قلع الارضيات القديمة وفرشها بالمرمر المحلي وكذلك قشط الجدران الداخلية لغرف القبو ومعالجة المتاكل منها .
*انشاء دعامات ساندة من الحجر والسمنت عمودية على الجدار الشرقي تقابل الجدران القديمة المتعامدة عليه و كان عددها ستة دعامات بارتفاع سبعة امتار هذا وغلفت الدعامات بحجر الحلان المنظوم في حين غلف الجدار بكامله بالحجر الموشل غير المنتضم كما احيطت الشبابيك من الخارج باطارات من حجر الحلان المنظوم .




مما لاشك فيه ان للدير مكتبة كانت عامرة عندما كانت الرهبانية منتعشة اذ بلغ عدد الرهبان المئات ولكن بعد تدهور احوال الدير لعدة مرات تبعثرت هذه الكتب ولم يبقى منها الا النزر القليل فقد ذكر البحاثة شابو ان في خزانة باريس الوطنية نسخة ارامية من الانجيل كتبها على الرق القس يوحنا من دير مار ميخائيل على ضفة دجلة سنة 1214 . كما ذكر ابن النديم ترجمة موجزة لاحد رهبان الدير هو اسطيفان الراهب الذي يذكر انه عمل بالكيمياء ووضع عدة كتب منها كتاب الادعية والقرابين التي تستعمل قبل صناعة الكيمياء. كما اعتقد الباحثين من مصادر موثوقة ان كتب دير مار ميخائيل مع غيرها من كتب الدير الاعلى (الطهرة حاليا) والتي حفظت في كنيسة مار اشعيا بعد تدهور أحوال الديرين، وفي ليلة ليلاء القيت في نهر دجلة كونها تحوي الافكار النسطورية من قبل كاهن الكنيسة المتكثلك أنذك.
تغنى شعراء كثيرين بالدير وبيئته الجغرافية الجميلة وبساتينه وخموره ومنهم ابو بكر محمد بن هاشم الخالدي المتوفي سنة 990 م واخيه ابي عثمان سعيد بن هاشم الخالدي المتوفي سنة 999 م و الموفق الدين ابن ابي حديد المداني وابو حفص بن الشحنة الموصلي النحوي .
كان من المومل ان يحدث تكميل لتجديد 1987 بحيث يكون هناك موقع مناسب ولائق لرئيس الدير وربما كان هناك امل أكثر في نقل مقر المطرانية اليه بعد توسيعه ولكن دخول البلد في مشاكل اقليمية طارئة حالت دون ذلك .علما بانه حسب التقويم الكلداني اليحتفل بعيده في الاسبوع السادس من الصوم حيث يقام قداس صباحا يتراسه الاسقف او الكاهن المخول وتكون زيارته طوال النهار الى ان قدمت الضروف الحالية حيث توقف كل شئ. اني احد مناسبات في الثمانينات زاره السفير البابوي برفقه المثلث الرحمات المطران كوركيس كرمو.




حبي، يوسف. 1991. دير مار ميخائيل . مطبعة الاديب. بغداد.
جولاغ، يوحنان (1983). تاريخ يوسف بوسنايا.مطبعة اوفيست الشرق.بغداد
رحو، فرج.1971.يشوعياب برقوسري وكنائسه.مطبعة الاتحاد الجديدة- الموصل.
رسام، أفرام .1961. تاريخ دير مار ميخائيلظ المطبعة الشرقية الحديثة – الموصل









يوهانس حنا يتوج بطلاً للعالم في الكيك بوكسينغ
استكمالاً لسلسلة انتصاراتِه وإنجازاتِه وبطولاته في رياضة “الكيك بوكسينغ”، وبعد…