27/11/2020

الوجود المسيحي على المحك بسبب سياسة التشييع في سهل نينوى

لا يزال الخوف مسيطراً على أبناء شعبنا الراغبين بالعودة إلى مناطقِهم في سهل نينوى، شماليَّ العراق، على الرغم من مرور ما يقارب الأربعَ سنواتٍ على تحرير مناطقهم من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي. ويُرجع أبناءُ شعبِنا المهجرون ذلك إلى عوامل عدة، منها غيابُ الثقة بالدولة لناحية الأمن والاقتصاد والقانون والتعاملِ بعدالة ومساواة مع جميع المكونات في نينوى، وسيطرةُ المليشيات المسلحة وبالأخص الحشد الشبكي على مناطقهم والاستيلاء على أراضيهم وأملاكهم لثنيهم عن التفكير في العودة إلى مناطقهم مطلقاً.
مراقبون ونشطاء وسياسيون من أعراق ودياناتٍ متعددة من سهل نينوى، يشيرون إلى أن مناطق المسيحيين تتعرض إلى التشييع وبشكل منظم وممنهج من قبل الحشد الشبكي.
رئيسُ حزبِ إتحاد بيث نهرين الوطني، يوسف يعقوب متي، يقول لـ (باسنيوز)، إن “مشكلةَ المسيحيين في سهل نينوى عنصريةٌ ودينيةٌ ومذهبية مضافٌ إليها أجندة سياسية غايتها السيطرة على سهل نينوى من قبل المكون الشيعي، إذ أنه لا أحدَ غيرهم يتوسع هناك، وبطرق كثيرة”.
ويضيف متي، أن “سياسة التشييع تتضمن جمعَ أكبرِ عددٍ من العائلات الشيعية في سهل نينوى من قضاء تلعفر ومناطقَ أخرى من داخل مدينة الموصل، وهذا ما يجري حالياً ومنذ العام 2005″، مشيراً إلى أن أغلبَ الإنتهاكات وقعت في سهل نينوى حين أقدم الشيعةُ الشبك على نقل آلاف العائلات إلى برطلة وبعشيقة وتمليكِهم عماراتٍ تجاريةً ومجمعاتٍ سكنية، من خلال التجاوز على أراضي البلدية وأيضاً على الأراضي الزراعية وتغييرِ صنفها عمداً في نواحي قضاء بغديدا. وأكد متي على أن جميعَ هذه الممارسات تصب في خانة التغيير الديمغرافي وتهجير المسيحيين.
إلى ذلك، أشار المحلّل والباحث من نينوى، مؤيد الجُّحَيشي، إلى أنّ المسيحيين جزءٌ أصيل من مجتمع نينوى، ولا يمكن لأي جهة أو فصيل مسلّح أن يمارس التغيير الديمغرافي فيه، لأنّ ذلك ينافي كل القيم والقوانين العراقية والدولية، متهماً الحشدَ الشعبي التابع للمكون الشبكي، وهم أقلية شيعية في نينوى، بالإستحواذ على المناصب والمكاسب والأراضي والمال والسلاح بدعمٍ إيراني. وأكّد الجحيشي، لـ (باسنيوز)، أنّ خطاب الكراهية الذي تنشره الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، يؤثر بعناصر المليشيات الذين يتعكَّزون على خُطبٍ وفتاوى من خارج العراق تبيح لهم ترهيبَ الأهالي والاستيلاء على أملاكهم في سهل نينوى.

‫شاهد أيضًا‬

افتتاح معرض فني للغة السريانية في مدينة ألقوش الكلدانية السريانية الآشورية

ألقوش – سهل نينوى – لأنَّ اللغة هي أساس الوجود، والحفاظُ عليها لزامٌ على أبنائ…