العلاقاتُ الأمريكيةُ الإيرانية…تصعيدٌ وتهديداتٌ متبادلة

شهدت العلاقاتُ الأمريكيةُ الإيرانيةُ مؤخراً، توتراً كبيراً وتصعيداً من كلا الجانبين، فمعَ اقترابِ الذكرى الأولى لمقتلِ قائدِ “فيلقِ القدس” الإيراني “قاسم سليماني”، على يدِ القواتِ الأمريكيةِ في العراق، أعلن قائدُ القواتِ الأمريكيةِ في الشرقِ الأوسط “كينيث ماكينزي” منذُ أيام، أنّ القواتِ الأمريكيةَ جاهزةٌ للردِ في حالِ قررت إيرانُ الانتقامَ لمقتلِ “سليماني”، وفي خطوةٍ أمريكيةٍ جديدة، أعلنَ “البنتاغون” يومَ الاثنين، عن عبورِ غواصةِ “يو إس إس جورجيا USS Georgia” النوويةَ مضيقَ “هرمز” لأولِ مرة، ترافقها سفنٌ حربيةٌ أخرى.
وقال مسؤولٌ في “البنتاغون” أنّ مرورَ الغواصةِ يُعتبرُ رسالةً إلى “طهران”، والتزاماً من “واشنطن” بحمايةِ حلفائِها، مشيراً إلى أنَ الغواصةَ مزودةٌ بأكثرَ من مئةٍ وخمسينَ صاروخاً من طرازِ “توماهوك”
وما زادَ من حدةِ التوترِ هو خروجُ الولاياتِ المتحدةِ من الاتفاقِ النووي مع إيران، وهو ما رأت فيه روسيا تهديداً لأمنِ واستقرارِ المنطقة، حيث شددت وزارةُ الخارجيةِ الروسيةِ في بيانٍ لها، على ضرورةِ عودةِ الولايات المتحدةِ غيرِ المشروطةِ للاتفاق.
كما أعربت عن استعدادِ روسيا للعملِ مع شركائِها لمساعدةِ الأمريكيين في العودةِ إلى طريقِ الصواب، بما يخدمُ المصالحَ المشتركة.
وذكر البيانُ أنّ وزيرَ الخارجيةِ “سيرغي لافروف”، أعرب عن ترحيبِ “موسكو” بتصريحات إيران حولَ استعدادِها للعودةِ إلى التزامِها الكاملِ بالاتفاق النووي، فورَ عودةِ الولاياتِ المتحدةِ إليه.
وأعربت الخارجيةُ عن أملِ “موسكو” في أن تسمعَ “واشنطن” هذه الرسالةَ الإيرانية، مؤكدةً أنّ التقيدَ الدقيقَ ببنودِ القرارِ ألفينِ ومئتينِ وواحدٍ وثلاثين لمجلسِ الأمنِ الدولي من قبل الجانبِ الأمريكي ليس اختيارياً، وإنما إلزاميٌ على كل دولة.
ومن الجانبِ الإيراني، قال “علي أكبر صالحي” رئيسُ هيئةِ الطاقةِ الذريةِ الإيرانية، أنّ انهيارَ الاتفاقِ النووي، وجرِ ملفِ “طهران” إلى مجلسِ الأمن، سيكونُ كارثةً بالنسبةِ لإيران، كما سيضع الأخيرةَ أمام إجماعٍ دوليٍ ضدها.
كما أشار إلى أنّ انهيارَ الاتفاقِ النووي، سيُفقِدُ أوروبا أهم عناصرِها في ضمانِ الأمن، لافتاً إلى أنّه يرفضُ اتهامَ مفتشي الوكالةِ الدوليةِ بالتجسس، واعتبرَ إخراجَهم من إيران مضرّاً بمصالحِ البلاد.