ميشيل عبس” يدعو الكنائسَ لتطويرِ مفهومِ مناهضةِ الحروب

توضيحاً لأهميةِ دورِ الكنائسِ ورجالِ الدين، في تقليصِ وخفضِ الحروبِ والنزاعاتِ في العالم، نشرَ الدكتور “ميشيل عبس” الأمينُ العامُ لمجلسِ كنائسِ الشرقِ الأوسط، مقالاً تحدث فيه عن الحروبِ منذُ فجرِ البشريةِ وأنماطِها وتأثيراتِها، حيث قالَ أنّ التاريخَ البشريَ يزخرُ بالحروب والنزاعات، التي سُميت بمختلفِ أنواعِ الأسماء، وذلك لجعلِها بشريةً وإنسانيةً أكثر.
وأضافَ “عبس” بالقول: “عندما نتعمقُ بالتاريخ، نجدُ معلوماتٍ وتفاصيلَ مذهلةً عن أنواعِ الحروبِ وتأثيراتِها، ويتشكلُ لدينا انطباعٌ بأنّ الجنسَ البشريَ ينشئُ الحضاراتِ بغيةَ تدميرِها عن طريقِ الحروب”
وتابعَ “عبس” أنّ الحروب لها أنواعٌ عدة، كالغزو والاحتلالِ الواسعِ النطاق والحروبِ الأهليةِ الصغيرة، أما تأثيراتُها، فالحروب تُخلفُ دماراً وضحايا ومضطربين عقلياً ومعاقينَ جسدياً، وتؤدي لاختفاءِ أشخاصٍ أو حتى فقدانِ حياتِهم.
والحربُ ليست إلا صورةً مروعةً للطبيعةِ البشريةِ وفشلِ الحضارات، وهي أكثرُ الأفعالِ اللامنطقيةِ واللاإنسانيةِ التي يمكنُ للبشرِ ارتكابُها.
وفي الحرب، يصبحُ كلُ شيءٍ عديمَ القيمة، وخاصةً أرواحُ الناس، والآثارُ والمعالمُ والمشاريعُ الاقتصاديةُ التي جاءت نتيجةً لعقودٍ من التضحيات، يمكن أن تختفي بلحظةٍ خلالَ الحرب، التي تمثلُ الجنونَ البشري.
وأردفَ “عبس” بالقول: “إن تعبيرَ “مجرمي الحرب” يبدو سخيفاً، لأنّ ذلك يعني وجودَ “ملائكةِ حرب”، وذلك غيرُ منطقي، والمشكلةُ أنّ المجتمعَ الصناعيَ الحديث، لا يمكنهُ البقاءُ والصمودُ بدونِ حروب، كما أنّ صناعةَ الأسلحةِ والذخائرِ باتت من أكثرِ الأعمالِ ازدهاراً على الإطلاق، ولهذا، تعمدُ الحكوماتُ الإجراميةُ المستبدة إلى تغذيةِ الحروبِ وخاصةً حروبَ الوكالة، في سبيلِ إنقاذِ اقتصادِها.
وعن دورِ الكنائسِ في تقليصِ الحروبِ والحفاظِ على الحضاراتِ والجنسِ البشري، قال “عبس” إن الكنائسَ مدعوةٌ لتطويرِ ثقافةِ مناهضةِ الحرب، وذلك عن طريقِ التعليمِ وتقديمِ النصائحِ للشعوب، فالسلامُ يساهمُ بترسيخِ أسسِ التقدمِ والازدهارِ وتطورِ المجتمع والثقافات، وتعزيزُ السلامِ عمليةٌ صعبة، تتطلبُ حشدَ كلِ الناسِ المحبينَ للسلام.
واختتم “عبس” مقالَه بالقول: “حتى اللحظة، رعاةُ الحروبِ يمتلكون قوةً أكبرَ من رعاةِ السلام، لكن الكفاحَ مستمر”