ترامب يواجه خطرَ المساءلةِ أمام مجلسِ الشيوخِ الأمريكي

عقبَ اجتماعٍ دام لساعات، نجحت رئيسةُ مجلسِ النوابِ الأمريكي “نانسي بيلوسي” يومَ الأربعاء، في مسعاها لنيلِ أصواتِ غالبيةِ أعضاءِ المجلسِ على تشريعٍ ينصُ على مساءلةِ الرئيسِ الأمريكي المنتهيةُ ولايتُه “دونالد ترامب”، بتهمةِ التحريضِ على التمردِ في أحداثِ الكونغرس، ودحضِ نتائجِ الانتخاباتِ الرئاسية، والتي تُعتبرُ انقلاباً على الدستورِ الأمريكي.
هذا وصوت مئتانِ واثنان وثلاثون مشرعاً في المجلسِ لصالحِ التشريع، من بينِهم عشرةُ نوابٍ جمهوريين، مقابلَ مئةٍ وسبعةٍ وتسعينَ أعلنوا رفضه.
وأصبح “ترامب” بالتالي، أولَ رئيسٍ في تاريخِ الولاياتِ المتحدةِ يواجه المساءلةَ مرتين، وذلك بعدَ محاولةٍ فاشلةٍ من قبلِ الديمقراطيينَ في مجلسِ النوابِ عامَ ألفينِ وتسعةَ عشر، بينما كان كلٌ من “أندرو جونسون” و”ريتشارد نيكسون” و”بيل كلينتون”، قد تعرضوا للمساءلةِ أمامَ الكونغرس مرةً واحدة خلالَ حكمِهم، بتهمٍ وجرائمَ مختلفة.
وبعد المصادقةِ على مشروعِ القانونِ حولَ مساءلةِ “ترامب”، سيتم إرسالُ الوثيقةِ إلى مجلسِ الشيوخِ الذي يهيمن فيه الجمهوريون، إلا أنّ البدءَ بمحاكمةِ “ترامب” في مجلسِ الشيوخ وبشكلٍ عاجل، يحتاجُ لموافقةِ كلٍ من رئيسِ الأغلبيةِ الجمهورية “ميتش مكونيل”، وزعيمِ الديمقراطيين بمجلسِ الشيوخ “تشاك تشومر” بأقربِ وقت، وإلّا فستُعقدُ جلسةُ المحاكمةِ بعدَ تنصيبِ “بايدن” في العشرينَ من الشهرِ الجاري.
ومع انشغالِ الكونغرس بقضيةِ محاكمةِ “ترامب”، دعا الرئيسُ الأمريكيُ المنتخب “جو بايدن” مجلسَ الشيوخ، للمصادقةِ على التعيينات التي أجراها، والقرارات التي يعتزمُ اتخاذَها، بالتوازي مع إجراءاتِ محاكمةِ “ترامب”
وقال “بايدن” في بيانٍ يومَ الأربعاء، إن أمريكا ترزحُ تحت وطأةِ جائحةِ كورونا وتداعياتِها الاقتصاديةِ الخانقة، وتحتاج لأن يقرَ مجلسُ الشيوخِ التعييناتِ في الإدارةِ الجديدةِ وبشكلٍ عاجل، حتى تتمكن من التصدي لهذه التحديات.
ومن جانبِه، وفي محاولةٍ يائسةٍ لتبرئةِ نفسِه، قال “ترامب” في كلمةٍ مصورةٍ نُشرت على حسابِ البيتِ الأبيض في “تويتر” يوم الأربعاء، أنّه أصيبَ بصدمةٍ وحزنٍ من اقتحامِ الكونغرس، متعهدا بأن تتمَ محاسبةُ كل المشاركين فيه.