من أقدم كنائس الموصل : كنيسة مار أشعيا
ألاستاذ الدكتور زهير ابراهيم رحيمو
يذكر إنّ الموصل قد اهتدت إلى الديانة المسيحية منذ عهد الرسل، وقد زارها ما . لايقل عن ثلاثة من الرسل الإثني عشر وهم بطرس وتوما وبرتلماوس يصحبهم اربعة من التلامذة السبعين وهم أدي وماري وبنيامين وسمعان .
إن الموصل ذكرت في التأريخ لأول مرة عام 570، ففي هذا التأريخ شيد الراهب النسطوري إيشوعياب برقوسي في “حصن عبرايا” هيكلاً كبيرًا وديرًا وأصبح دير إيشوعياب اليوم “كنيسة مار إشعيا”.
أضيفت إلى هذه الكنيسة بالسنين اللآحقة ثلاث كنائس أخرى: كنيسة مار قرياقوس، كنيسة مار كوركيس، وكنيسة مار يوحنان ولايعرف تأريخ بناء هذه الكنائس، وأقدم تأريخ تزودنا به البناية ذاتها هو تجديد سنة 1694 على “حنية” كانت في هيكل مار كوركيس، ثم نقلت سنة 1964 إلى الغرفة المجاورة، مما يدل على أنّ الكنائس كانت موجودة قبل هذا التأريخ وتم تجديدها.
يرقى دير مار إشعيا إلى الربع الثالث من القرن الميلادي السادس. ويعد نواة مدينة الموصل من حيث الموقع. وهو أثر فني ومزار مقدّس حوى الكثير من الكتابات الكلدانية والكرشونية والعربيه.
هيكل مار ايشوعياب
لقد تجدد هيكل مار اشوعياب مرات عديدة عبر التاريخ فلم يبقى من الكنيسه الاولى اي اثر ويقال ان انقاضها لاتزال مطموره تحت الكنيسه الحاليه كما يعتقد المستشرق الاب حنا فيي. كان الهيكل قبل 1946 يشمل ثلاثة أجنحة: جناحين ضيقين على جانبي الجناح الاوسط الكبير وفي سنة 1946 وُسعَ الجناح الايسر كما يوكد ذلك التاريخ المحفور على بيت الناقوس الموجود على سطح الجانب الايسر بينما بقيٌ الايمن على حالته حتى سنة 1964 حيث وُسعَ الاخر عندما ضُم اليه هيكل مار كوركيس
. ان عقادة الكنيسه هي بيضويه(مهد بلغة الموصل) مرتكزه على اقواسٍ واطئه ذات أعمدة ضخمه مربعة الشكل خاليه من النقوش وقد تم تغليفها بالمرمرْ الموصلي في ثمانينات القرن الماضي وكان هناك شبابيك في مذبح الوسط فتحت موخرا في الاربعينات.
اما ايشوعياب برقوسي فاصله من نينوى عاش على عهد كسرى الاول انوشروان(531-578) وفي عهد البطريرك حزقيال (570-581)، وبعد حياة رهبانيه في عدة مناطق اتى الى الحصن العبوري الذي هو الموصل اذ لم تكن مدينه مبنيه بعد بل كانت قلعه صغيره على ضفةِ دجله اليمنى مقابلْ نينوى القديمه.ومن أشهر عجائبه: أن مار اشوعياب رسمَ صليباً على الماءِ ووضع ثيابه فعبرَ هو والذين معه على الماءِ وعبروا كانهم على الارضِ.ثم بنى بالقرب من المدينة هيكلاً عظيماً وصار اليه راهبان فاضلان اقاما معه .وقضى ايشوعياب بقية حياته في ديره يعمل ويعلم ممارسا الصلاة والصوم ويعطي نصائحه لرهبانه وتلاميذه واخيرا رحل الى ربنا يوم الاحد ألفاتح لصوم الرسل (بعد ان شاخ ودفن في ديره ويسمى دير ربن قوسرا) هذا وان ذخائر القديس محفوظه في الجهة الاماميه من البيم عن يسار الداخل الى المذبح، هذا ونقب الاب يوحنا جولاغ( خدم الكنيسه 1974 -2006) في الموقع في ثمانينات القرن الماضي فوجد تراباً كانه تراب عظام وزكشه معدنيه ربما كانت بدلة القداس التي دفنت معه كما ذكر لي شخصيا.
تقاطر اهالي نينوى الى هذا الديرِ وتعمرت المنطقه المحيطه بالدير وبعد قدوم العرب سنة 637 فزاد البناء اكثر. والحصن العبوري كان يخضع ادارياً لاسقفيه نينوى العائده لمطرانيه حدياب(أربيل) وكان الاسقف يسكن في دير مار يونان(النبي يونس حاليا) وبعد ازدياد اهمية الموصل فانتقل اسقف نينوى الى الموصل نحو سنة 650.وكان دير مار ايشوعياب مركزا للاداره الاسقفيه وبعد وفاة مار ايشوعياب اصبح الدير كنيسة لاسقفيه الموصل.واستمر الدير مركزا لاسقف الموصل اولا ثم لمطرانها فاصبحت ابرشيه عوضا عن اربيل يراسها مطرابوليط حوالي سنة 823-828.واصبح الدير كاتدرائيه الموصل ومركزاً لرئيس اساقفه الموصل .
ومن نوادر النحت الموجوده في هيكل مار اشعياب وأجملها لوحة من المرمر الرمادي مطعمه بالمرمر الابيض تمثل رسوما هندسيه وزخارف جميله مثبة في الجدار المجاور لذخائر مار ايشوعياب برقوسي داخل هيكله. وفي تجديد سنة 1964 وجدت لوحه احرى ايضا من المرمر المطعم مكتوبه باللغه العربيه نصها(أعطاك ربك فوق ما أملت) ربما كانت شاهدا لاحدى القبور وقد وضعت في جدار هيكل مار اشوعياب في الجهه الداخليه لهيكل مار كوركيس مقابل اللوحه الاخرى وبالقرب من مكان ذخائر القديسين.وكلاهما يعودان الى العصر الاتابكي. هذا وحديثا تجدد الهيكل سنة 2011-2012 عندا تسنم المطران اميل نونا ابرشية الموصل وقد اضيف الكثير من المرمر الموصلي على اللاعمده الضخمه التي تحمل سقف الكنيسه وكذلك ترميم الجدران وصبغها
.وعند تحرير الموصل بعد غزو داعش شوهد الدمار في هيكل مار اشيوعياب بعد ان سقط سقف المذبح وخرجت الانقاض من المذبح الى الهيكل.والجناح الايسر ايضا سقط جزء كبير من سقفه خلال غزو داعش وسقطت الجرسيه واختفى الناقوس) ربما صهر وبيع او بيع في مناطق اخرى)وحتى شواهد القبور الملتصقه في جداره من الخارج تكسرت وتناثر اجزاء كبيره منها كما ثبت في زيارتي للكنيسه في 13 حزيران 2018 .
هيكل مار كوركيس
إن تجديد سنة 1964 بهمة المرحوم الخوري افرام رسام الذي خدم الكنيسة(1951-1965)أذ أدخل جزء من الحوش الداخلي(يقصد به الفناء بين كنيستة مار أيشوعياب وهيكل مار يوحنان)، ليتوسع المذبح الأيمن بعد هدم هيكل مار كوركيس الذي كان هيكل رفيع مقارنة مع هيكل مار اشعيا العريض وموازي له وكان يحتوي على جانبه الايمن تمثال السيده العذراء مزينه بزينه من عمل الشماس المرحوم يعقوب السماك وكذلك في وسطه اضيف لاحقا في بداية الستينات تمثال مار يوسف البتول حاملا الطفل يسوع وبعد التجديد نقل تمثال العذراء الى الفناء الامامي وتمثال مار يوسف في شباك الجانب الايسر.اما مذبح مار كوركيس كان يحوي حنيتين جميلتين احداها نقلت الى الغرفه المجاوره والتي كانت توثق تجديد 1694 التي حوت كتابه كلدانيه تعريبها(تجددت الكناءس الاربع: مار كوركيس ومار يوحنان ومار اشعيا ومار قرياقوس سنة 2005 يونانيه(1694) ،وكتابه أخرى (هنا توجد ذخائر القديس كوركيس الشهيد صلاته تكون معنا).اما الحنيه الثانيه المزخرفه في اعلاها فقد تبعثرت مع الاسفْ خلال تجديد 1964 وبقي منها بعض القطع.يذكر انه خلال تجديد 1964 وخلال هدم الهيكل عثروا عل سته صناديق مرمريه تحوي ذخائر قديسين فوضعت في الجهة الاماميه من البيم عن يمين الداخل الى المذبح بازاء ذخائر مار ايشوعياب برقوسي.يذكر ان مار كوركيس هو ليس كوركيس الرماني الذي قتل التنين بل كانَ مجوسيا من أهل كشكر واصبحَ راهبا و استشهد لاعتناقه المسيحيه سنة 615 فصلب ورمي بالسهام الى ان مات وذلك حسب راي الاب حنا فيي والاب المرحوم يوسف حبي. في نهاية الستينات وبعد وفاة المثلث الرحمات مار قرياقوس موسيس وهو من أبناء الخورنه وضع شاهد قبره في منطقة قبيل الصعود الى المذبح الجديد وقد شاهدنا الدمار الذي حل به بعد غزو داعش.
هيكل مار يوحنان
كنيسة مار يوحنان صغيره باجنحتها الثلاثه واقواسها القديمه قد تعود الى العصر الاتابكي حسب راي المطران سليمان الصائغ ولكن الاب حنا فيي يقول ان (النقوش الباديه على باب الرجال وما حواليه وعلى باب الهيكل تبدو وكانها تقليد متاخر لفن العصر الذهبي وان باب بيت الشهداء يبدو اقدم عهدا وقد يكون من العصر الاتابكي )ٍ.واجهة المذبح مزركشه بنقوش فنيه بديعه وبابه غير مقوس من قطع المرمر المتماسكه وفيه تقرنص وتسنن فهو تحفه في الفن وكذلك باب الرجال والشباك المجاورله وباب بيت الشهداء. ان الهيكل لم يلحقه ترميم او تجديد جذري فهو متداعي ومتهدم كما كنا نراه ونحن تلاميذ في المدرسه المنذريه وفي سنة 1970 سقط سقف المذبح سقطت السقوف الاخرى خاصة بعد الخراب الذي تركه داعش كما يبدو من الصور الملحقه . مار يوحنان هو مار يوحنا المعمذان المعروفه سيرته في الاناجيل المقدسه الذي هياَ الطريق لعمل الرب يسوع وهو الذي عمذَ يسوع في نهر الاردن وخلال العماذ سمع صوت من السماء يقول(هذا هو أبني الوحيد الذي به سررت) وقتل مار يوحنا بعدَ ان أمرَ هيرودس بقطع راس يوحنا بسبب عدم موافقته على زواج الملكْ من امراة اخيه. الكوه الاماميه في هيكله والتي وجد كتابه كلدانيه تعريبها(هنا تستقر ذخيره القديس الموضوعه في اناء فاخر من المرمر النقي وقد توفقنا ان نراها في تجديد الهيكل المخصص لمار يوحنا معمذ ربه في قدس الاقداس في ايام البابا بيوس التاسع وعبد المجيد امجد السلاطين سنة 1855 في ايام مار يوسف الجالس على كرسي بابل) مار يوسف اودو تولى البطريركيه البابليه ثلاثين سنه ونيف من 1878-1947).هذا وفترة انهاية التسعينات قام المرحوم الاب حنا جولاغ الذي خدم الكنيسه(1972- 2006) بنقل باب بيت الشهداء من هيكل مار يوحنان المتهدم الى باب الهيكل الايسر خوفا من ضياع قطعه المرمريه المزخرفه الجميله.
. كما كان دومًا ينقب في هيكل مار يوحنان فوجد عدة قطع أثرية منها كاس مرمري جميل، ربما كان حاوية للماء المقدس في وقت ما، وقطع مرمرية أخرى عبارة عن بقايا نقوشات مزخرفة ربما زينت الكنيسة قبل تجديداتها المتعاقبة، وقد عرضها في وسط وفي نهاية الهيكل الأيمن لمشاهدة المؤمنين، ولا أدري هل صوّرها أو وثّقها؟.
رأي في توسيع هيكل مار كوركيس: سمعت شخصيا من الاب المرحوم يوسف حبي وهو خبير في الاثار الكنسيه بقوله(ان الاب أفرام رسام هدم حائط وبنى حائط)يعني لم يصلح شيئ لانه في تجديد 1964 فقد هيكل مار كوركيس الكثير من معالمه الاثريه واليوم يمكنني القول هذا الكلام صحيح جدا فلو كان الترميم حدث في هيكل مار يوحنان كان الافضل كثيرا لاحتواء الاخير على معالم أثريه نفيسه في حنياته وباب المذبح وباب بيت الشهداء والشباك المجاور وغيرها من المعالم المهمه حتى بعد سقوط سقوفه، أذ أتذكر زيارتي الى مدينة كوفانتري (أنكلترا) 1980 حيث شاهدنا الكنيسة القديمه بدون سقوف وعلى حالها بمعالمها القديمه وبجانبها بنيت كاتدرائيه كبرى جميله ورائعه.
هيكل مار قرياقوس وامه يوليطي
هيكل مار قرياقوس اشبه بقاعه فهو مستطيل الشكل وقد تجدد عدة مرات اخرها سنة 1946 وهو ايضا تاريخ تشييد الجرسيه التي كانت موجوة فوق سطح الكنيسة حتى قبيل غزو داعش.ولكثرة التجديدات لم يترك اثرا قديما سوى الحنيتين على جهتي المذبح من الخارج.والمعروف ان مار قرياقوس استشهد في ايام الامبراطور مكسيميانوس وهو بعمر اربع سنوات مع امه في 15 تموز سنة 304م.
في هيكل مار قرياقوس هناك حنيتين على جهتي المذبح من الخارج مكتوبتين باللغه الكلدانيه ترجمتها : من الجهه اليسرى (ها هنا موضوعه ذخائر القديسين الاطهار مار قرياقوس الصبي الصغير ومار كبرييل) مؤسس الدير الأعلى. اما على يمين المذبخ مكتوب (يارب بصلوات قديسيك،احفظ جماعتنا هذه وجميع المستغيثين بهم من كل الاوقات). ومن الجدير ذكره عند زيارة الفنان الراحل فرج عبو للموصل في ستينيات القرن الماضي سمعت الأب (المطران الشهيد) فرج رحو يطلب من الفنان ليقوم برسم لوحة لمار قرياقوس ليضعها في هيكله ولا يبدو أن الرسم أنجز. وثمة روايه يتنلقلها اهالي الموصل انه عند تجديد هيكل مار قرياقوس سنة 1908 ظهر طفل غير معروف بعمر 8-10 سنوات ساعد في عملية البناء ثم غاب نازلا في البئر الذي كان في فناء الهيكل في تلك الايام. كما ان هذا الهيكل كان يستعمل كقاعة امتحانية في الامتحانات النهائيه للمدرسه المنذريه التي استغرقت(1958-1991) بعد عزل المذبح بقاطع خشبي.يحتفل بعيد مار قرياقوس كل عام في 15 تموز وهو ذكرى استشهاده هو وامه يوليطي حيث تجتمع عوائل الموصل وبعد انتهاء القداس، وغالبا يقام في هيكل مار يشوعياب لعدم تزود هيكل مار قرياقوس بوسائل التبريد، ثم يزار هيكل مار قرياقوس ولكون شهر تموز يكون حار جدا في بيئة الموصل فتقضي العوائل سويعات في فناء القبور وقد تقلصت العاده في السنين الاخيره لبعد مساكن المومنين ولانشغالهم بامور الحياة الكثيره.
ومن الجدير ذكره عند تبليط هيكل مار إيشوعياب وجد الأب المرحوم قبرًا في وسط الكنيسة يحوي على هيكلين عظميين في رواق المذبح الأيسر بدون أي تأريخ، وأعتقد أنّه قبرًا لإحدى العوائل، كان في حوش الكنيسة، عندما ضمّت تلك البقعة إلى الهيكل الكبير عند توسيع الكنيسة في فترة قديمة، إذ كان الإعتقاد السائد أنّ الكنيسة كانت صغيرة ووسعت وخاصة من جانب الهيكل الأيسر الذي يعلوه الناقوس والمكتوب على قطعته جرسيته المرمرية المواجه لفناء الكنيسة سنة 1946.
تمتلك الكنيسة كتابًا قيّمًا وتأريخًا عريقًا هو الحوذرا، وهو عبارة عن مخطوطة تحوي الصلوات الفرضية على مدار السنة، حيث لا توجد أقدم منها، ويعتقد انها تعود إلى القرن العاشر، كما قدرها البروفيسور مكومبير Fr. Mckomber)(كما فحصها أحد أساتذة المجمع الشرقي في روما، وهي من المخطوطات القديمة في العالم المسطرة على ورق تحوي علاوة على الصلوات الفرضية على طقس القداس الكلداني المعروف بنص مار ادي وماري. لقد أصابها بعض التلف من الرطوبة والتراب، وقد قال لي المرحوم الأب يوحنا جولاغ: إنّ هذه الحوذرا نظرًا لأهميتها وقدميتها كانت تحفظ في نقرة وتغطى بالتراب خوفًا عليها من أيادي العابثين خاصة في أوقات الإضطهادات، وقد أجرى عليها بعض التصليحات مثل تعميق تحبير الأسطر الخافتة نتيجة الرطوبة
ولا ندري ما حل بها بعد غزو داعش .
كما تحتفظ الكنيسة بايقونة بيزنطية يعود تأريخها إلى القرن الثامن عشر، وهي تشير إلى عدة مشاهد وذكريات من حياة المسيح والقديسين، وقد وصف “رحو” عام (1971) الرسومات التي تحويها بإسهاب. في فترة كانت معروضة عند أول دنكة ــ عمود ــ تقابلك وأنت داخل إلى الكنيسة. ويعتقد أنّ أحد أبناء الخورنة قام بزيارة القدس ولدى عودته أهدى هذه الصورة إلى كنيسته. إنّ لهذه اللوحة أهمية خاصة، إذ ألهمت الفنانين الناشئين من تقليد طريقتها الرسمية كما في لوحة مار كوركيس، التي يحتفظ بها دير مار كوركيس. أمّا رسم مار إشعيا فقد رسمه الفنان فرج عبو ـــ وهو من جيران الكنيسة يومئذ ـــ عندما كان طالبًا في معهد الفنون الجميلة سنة 1937يظهر فيها مار إشعيا بثوب رهباني أصولي ويده اليمنى ممتدة لإحياء ميت، بينما لا يظهر الميت في الرسم. وثمّة رسم ثانٍ لا ثالث لهما للمرحوم ماهر حربي في السبعينيات يظهر فيه مار إيشوعياب شيخًا وبدون القبعة الرهبانية والهرار الرهباني المعروف، وبيده اليمنى عصا بسيطة في أعاليها فروع أغصان على شكل صليب عرضت على دنكة اليمين في المذبح الوسطي.
كانت كنيسة مار إشعيا تحوي مكتبة عامرة. ويقول التقليد الموروث: إنّ كتب دير مار ميخائيل والدير الأعلى (مار كبرييل )بعد خرابهما حفظت في مكتبة كنيسة مار إيشوعياب، وقد القيت في نهر دجلة في ليلة ليلاء خوفًا من رائحة الأفكار النسطورية التي كانت تحويها، بعد انتشار الكثلكة بين مؤمنيها ومن البقايا الباقية:
حوذرا مكتوبة سنة 1672 م.. حوذرا مكتوبة 1714 م.
كزا كتبت سنة 1800م.
كشكول مسطر كتب سنة 1681م.
كتاب صلوات لدفن الكهنة والشمامسة، كتب سنة 1744م.
كتاب طقس دفنة الرجال والأطفال كتب سنة 1879.
كتاب يشمل ميامر الباعوثة.
طقس بركة الإكليل 1886.
كتاب مواعظ القديس أثناسيوس، كتب سنة 1681م.
كتاب القراءات (القريانات) المفصل للسنة الطقسية، كتب سنة 1819م.
كتاب المداريش التي تقال في جِنازات الموتى، كتب سنة 1868م.
كتاب الروض الرباني والروحاني ألّفه البادري مكسيمانوس من الكبوجيون، كتب سنة 1757م.
مخطوط في المتحف البريطاني (جدول روزن-فورشال 1838 عدد 32) وهو كتاب الأناجيل المفصلة، كتب سنة 1683.ويشار ان معظم هذه المخطوطات لم تكن في حوزة الكنيسه في السبعينات كما كتب الاب (المطران) رحو(1971).وكذلك ما نعرف اين هذه المخطوطات النفيسه اين صارت وهل نقلت الى اربيل عند ترك المسيحين للموصل وانزوح الى أربيل.
أمّا الكهنة الذين خدموا هذه الكنيسة، فهم 26 المذكورين في كتاب رحو (إيشوعياب برقوسري وكنائسه 1971) مع اضافة الجدد فهم:
2- القس زكريا بن شماس عبد السيد حوالي 1795
1-القس خدر بن الشماس الياس حوالي 1795
4-القس اسطيفو زكور 1844 3-القس فرنسيس بن الشماس جرجس 1812
6-القس اسطيفان 1844 5-القس بطرس الراهب 1844
8-القس بطرس برتتر 1850 7-القس رومانوس ميخائيل الالقوشي 1849-1870
10-القس دميانوس كونديرا الالقوشي 1857 9-القس روكس 1853
12-القس(الخوري)عبد الكريم نعامه 1865-1914 11-القس جرجس بن القس فرنسيس 1858
14-القس بطرس بحو(نجار)1877 13-القس يوسف بن القس فرنسيس 1869
16-القس سليمان موسى الصباغ 1892
15-القس بهنام اسطيفو(اليابس) 1877
18-القس ماري كانون 1907 17-القس توما نكارا 1906
20-القس (الخوري) يعقوب أسطيفو 1918-1957 19-القس(الخوري)روفائيل حبابه 1914
22- الخوري منصور كجهجي 1926-1955 21-القس يوسف نيسان 1922
24-القس (الخوري) جبرائيل باكوس 1950 23-القس (المطران) قرياقوس موسيس 1943
26-القس (المطران) فرج رحو 1965-1974 25-القس(الخوري) افرام رسام 1952-1965
27-القس يوحنان جولاغ 1974-2006
.من الجدير ذكره ان فناء الكنيسه يحوي فقط شاهد قبر القس رومانوس الالقوشي(1849-1870) من بين جميع الكهنه اللذين خدموا هذه الكنيسه و الذي يقع امام باب الرجال.
خدم الكنيسة الأب (الخوري) أفرام رسام الذي كان يعلم التعليـم المسيحي والألحان الطقسية، سيما أناشيـد السعــانين لأبنــاء مدرسـة المنذريـة، وهـو الذي أشــرف على تجديد سنة 1964، وبعد نقله إلى بغداد كنيسة الوردية المقدسة، استلمها منه الأب (المطران) فرج رحو لحين إيفاده إلى روما للدراسة. وقد اهتم بحفلات اليوبيل القرني لبيعة مار إشعيا 1971 وأصدر كتابًا تأريخيًا بالمناسبة، وهو الكتاب الأول والأخير لخدمته. فسلّمت الكنيسة بعدئذ للأب يوحنا جولاغ سنة 1974 المنقول من بلدة ألقوش، والذي خدمها لحين وفاته سنة 2006، والذي دفن في بلدة ألقوش مسقط رأسه حسب وصيته (في كنيسة مار ميخا). وبعدها كان يقام فيها قداس مرة في الأسبوع من قبل المرحوم الأب حنا ججيكا؛ نظرًا لقلة أبناء الرعية وتركهم الموصل لتدهور الأحوال الأمنية في الموصل قيبل داعش.
يذكر أنّ على يمين الجناح الأيمن المجدد سنة 1964 شاهد لقبر المطران قرياقوس موسيس راعي أبرشية العمادية وشمكان، الذي خدم كنيسة مار إشعيا سنة 1943، ثم كنيسة أم الأحزان في بغداد، ثم أنتخب أسقفًا في 17 تشرين الثاني 1967 وسيم في 3 نيسان في كاتدرائية أم الأحزان التي خدمها خلال كهنوتيته في بغداد، وهو من أبناء رعية مار إشعيا. وعندما كان كاهن كنيسة أم الأحزان في بغداد (عرف بالقس عنتر لشجاعته). وقد توفي في 16 نيسان 1973 وعرض جثمانه في هيكل مار قرياقوس للتبرك ثم وري الثرا وشاهد قبره وضع في بداية الهيكل الايمن المشيد 1964 ولا تزال اثاره وموجوده حتى بعد غزو داعش.
مدرسة المنذريه للبنين
في خمسينيات القرن الماضي 1953-1954 تشكّلت مدرسة في فناء الكنيسة بعد ضم بيت مجاور اشترته الكنيسة وذلك نقلاً من مدرسة مار يوسف في محلة الميدان، وبعدها أطلق عليها مدرسة المنذرية والمتكوّنة من بناء Lعلى شكل (صورةملحقة)بصفوف متراصة، وكذلك الطابق الثاني. وقد خدمها بجدارة المرحوم الأستاذ سفر داود المختار (15 سنة على فترتين) وهو من أبناء الخورنة والأستاذ بهنام سليم حبابة (سنتين) أطال الله عمره وعطاءه، ثم الأستاذ سليم بنيامين القس، وثم الأستاذ فيصل فتح الله منصور حوالي عشر سنوات إلى أن أقفلت أبوابها سنة 1991 لقلة أبناء الرعية الذين هجروا المنطقة إلى أحياء الموصل الحديثة. وكان معلمها الروحي المرحوم القس (الخوري) أفرام رسام الذي امتاز بصوته الرخيم واهتمامه بحديقة المدرسة والأعمال العمرانية في كنيسة مار إشعيا ودير مار ميخائيل. وقد قضى صاحب الكتاب في هذه المدرسة ست سنوات وكانت المدرسه لها جرس يقرع لتنضيم دخول وخروج التلاميذ الى الصفوف معلق في الزاويه الجنوبيه من هيكل مار قرياقوس وربما كان ناقوس الكنيسه قبل تجديد 1946 وكان يقرع باليد وقد اختفى في نهايه التسعينات الى مصدر مجهول. وكان من معلميها الأكفاء الأستاذ بهنام سليم حبابة، والذي لا زال عائشًا في عنكاوا في مدينة أربيل، والذي كتب عنها في الموقع الألكتروني مقالاً نشر سنة 2015 على موقع تللسقف بعنوان (المدرسة المنذرية… شاهد على دور المسيحيين التربوي والثقافي) معطيًا أسماء الكوادر الكفوءة التي خرّجتهم ومنهم مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل على الكلدان (الكاردينال) وأطباء منهم د.مازن المختار ود.سامي حبيب وأ.د. زهير ابراهيم رحيمو كاتب المقال ود. عامر أيوب ود. رياض البرهاوي ود.رياض سليم حبابه ود.قيس فاضل النعيمي ود.عامر وديع ألجي ود.ليون يوسف برخو ود.عزيز عمانويل الزيباري و د.عماد أيوب و السيد ود. نبيل سفر المختار ود.حسام يعقوب الدكتور خليل رحيمو ود.ضياء سعيد بطرس والسيد صلاح لطيف النقار والطيار ناظم عبدلله رحيمو والسيد نزار جميل رفو ومهندسين منهم السيد المرحوم جنان نعمان و عصام حبيب عازر والسيد نائل فرج عبوش والسيد غالب وديع نعومي وموضفين وغيرهم. وحديثًا جدًا نشر الأستاذ بهنام حبابة مقالاً عن كنيسة مار إشعيا بعنوان: (مار إشعيا أقدم كنيسة في الموصل) 2016 وقد ركّز على الكهنة الذين خدموا الكنيسة وأسماء العوائل التي عرفت في هذه الخورنة. ومن الجدير ذكره أنّه أثار موضوعًا متواترًا عن ثمّة مدفن قريب يدعى عيسى ددا، وهو مقبرة للمسلمين حاليًا، ويعتقد أنّها كانت مقبرة لكنيسة قبل تسيجها باسم إيشوعداد عندما كانت كنيسة الدير واسعة قبل انتشار العمران في المنطقه.
بعد تسلم المطران مار أميل نونا كرسي الموصل(2010) بدا اهتمامه ترميم الكناءس ومنها كنيسة مار اشعيا حيث اخرجت كراسي الجلوس وصبغت جدران الكنيسه من الداخل بعد ترميمها وتصليح ما تشقق منها وكذك تم تجديد باب الرجال واخراجه بحله جديده كما تم ترميم صفوف مدرسة المنذريه واعاده صبغها. زرت فناء الكنيسه من باب المدرسه (شباط 2013) .ولم يسمح لي بالدخول الا بموافه المطران ولم يكن لي وقتا لاستئذانه.
في اتصال هاتفي مع الاب ثابت حبيب راعي كنيسة مارادي في كرمليس يوم الاربعاء الموافق 25/11/2020 قال ان منظمه دوليه(لم يذك اسمها) صورت الخراب الذي حدث في الكنيسه جراء غزو داعش املين ان تقوم برفع الالغام اأولا لتي ربما زرعها داعش بين الانقاض في الكناءس الثلاثه والمدرسه المجاوره. ندعو للمشرفين على كنيستنا هذه ان تنزع ألغامها ان وجدت وترفع الانقاض وترمم بقدر الامكان لتبقى شاهدا على تاريخ المسيحيه العريق في الموصل والعراق.
الجمعية الثقافية السريانية ومنظمة بيث نهرين للمرأة ينظمان احتفاليات بمناسبة أعياد الميلاد
بمناسبة عيد رأس السنة الميلادية، نظمت الجمعيةُ الثقافيةُ السريانية في سوريا، احتفاليةً في …