العلاقات الروسية الأمريكية.. تباينٌ في العلاقاتِ مع تغيرِ الإداراتِ والحكومات
مع تولي الرئيسِ الأمريكي الأسبق “باراك أوباما” مقاليدَ الحكم، وبالتحديدِ مع بدايةِ الحربِ السوريةِ عامَ ألفينِ وأحدَ عشر، كانت القواتُ الروسيةُ والأمريكيةُ الفاعلةُ على الأرضِ السورية، تتبادلُ المعلوماتِ وتنسقُ تحركاتِها وتجري توافقاتٍ وتفاهماتٍ فيما يخصُ مناطقَ السيطرةِ والنفوذ، كما توصلت كلٌ من “واشنطن” و”موسكو” لاتفاقاتٍ بشأنِ الملفِ الكيميائي السوري، عقبَ هجماتِ النظامِ السوري الكيميائيةِ على الغوطةِ عامَ ألفينِ وثلاثةَ عشر، وتطورَ ذلكَ التنسيقُ حتى وصلَ لأوجِه مع تسلمِ “دونالد ترامب” رئاسةَ الولاياتِ المتحدة، حيث كانَ كلُ طرفٍ يُعلِمُ الطرفَ المقابلَ عن خططِه وهجماتِه، قبلَ ساعاتٍ من تنفيذِ الهجوم، وخيرُ مثالٍ على ذلك، هو الهجومُ الأمريكيُ الذي أسفرَ عن مقتلِ “أبو بكر البغدادي”، والذي تم بالتنسيقِ مع القواتِ الروسية، كما ألغى “ترامب” مهماتِ أجزتِه الاستخباراتيةِ في سوريا، ما أعطى الضوءَ الأخضرَ لروسيا لتسلمِ زمامِ الأمورِ في البلاد، وخصوصاً في شمالِ وشمالِ شرقِ سوريا.
لكن الوضعَ انقلبَ تماماً مع وصولِ “جو بايدن” للحكم، حيث أعلنَ مرحلةً جديدةً في العلاقات بين “موسكو” و”اشنطن”، وذلكَ في خطابه الافتتاحي الذي قالَ فيه: “إنّ أميركا يجب أن تكون موجودةً في مواجهةِ تقدمِ الاستبداد، خصوصاً رغبةَ روسيا في إضعافِ ديمقراطيتنا”، وأضافَ بأنّه أبلغَ الرئيسَ الروسي “فلاديمير بوتين”، أنّ الزمنَ الذي كانت تخضع فيه الولاياتُ المتحدةُ لأفعالِ روسيا العدوانيةِ قد ولّى.
وما زادَ من حدةِ العداءِ الأمريكي تجاهَ روسيا، هي قضيةُ المعارضِ الروسي المعتقل “أليكسي نافالني”، والذي فرضت أمريكا بسببِه عقوباتٍ على النظامِ الروسي، وشجعت الاتحادَ الأوروبيَ على أن يحذو حذوَها، وأن يفرضَ هو الآخرُ عقوباتِه على مسؤولينَ روس.
ومن جانبٍ آخر، وفيما كانت الإداراتُ السابقةُ تُخطرُ روسيا بموعدِ شنِ غاراتِها قبلَ ساعاتٍ من التنفيذ، فإنّ الهجومَ الأمريكيَ الأخيرَ على مواقعِ الميليشياتِ الإيرانيةِ على الحدودِ السوريةِ العراقية، جاءَ بعدَ دقائقَ معدودةٍ فقط من إبلاغِ القواتِ الروسية، هذا وإن دلَ على شيء، فإنّما يدلُ على عزمِ “بايدن” تقويضَ النفوذِ الروسي في سوريا والمنطقةِ بشكلٍ عام.
تعلم اللغة الآرامية عبر الإنترنت: شريان حياة للغة مهددة بالانقراض
برلين — في فصل دراسي رقمي هادئ تستضيفه جامعة برلين الحرة، يجلس عدد قليل من الطلاب من مختلف…