27/03/2021

تباينٌ بين السياساتِ الأمريكيةِ والإسرائيلية بخصوصِ الملفِ النووي الإيراني

لا تزالُ مسألةُ المُضي بالاتفاقِ النووي الإيراني مُعلقةً ودونَ أي آفاقٍ للحل، وذلك بسببِ إصرارِ كلٍ من الولاياتِ المتحدةِ وإيران، على التشبثِ بمواقفهما الرافضةِ للقيامِ بالخطوةِ الأولى للعودة، فمؤخراً، أعلن مكتبُ رئيس الوزراءِ البريطاني “بوريس جونسون”، أنّ الأخيرَ والرئيسَ الأمريكيَ “جو بايدن”، اتفقا على ضرورةِ عودةِ إيرانَ للالتزامِ بالاتفاقِ النووي.
ويأتي هذا تأكيداً لتصريحاتِ وزير الخارجيةِ الأمريكي “أنتوني بلينكن”، خلال مشاركته في اجتماعِ وزراء خارجيةِ دولِ حلفِ شمالِ الأطلسي في “بروكسل”، حيث قال: “أكدنا بكل وضوحٍ أنّ السبيلَ أمامَ الدبلوماسيةِ أصبحَ مفتوحاً الآن، وعندما اقترحَ الاتحادُ الأوروبيُ جمعَ كلِ أطرافِ خطةِ العملِ الشاملةِ المشتركة، لبحث طرقِ عودتنا إلى تطبيقها، وافقنا على ذلك، لكن حتى الآن، فضلت إيرانُ عدمَ المشاركة”
ومن جانبٍ آخر، ومع إصرارِ “واشنطن” على سلوكِ الطرقِ الدبلوماسيةِ مع إيران، بيدَ أنّ إسرائيل قررت اتباعَ الطرقِ العسكريةِ والاستخباراتيةِ بهذا الخصوص، حيث أكد رئيسُ الشعبةِ الاستراتيجيةِ والدائرةِ الثالثةِ بالجيش الإسرائيلي “طال كالمان”، وفي لقاءٍ مع صحيفةِ “إسرائيل اليوم”، أنّ لدى بلادِه القدرةَ على تدميرِ برنامجِ إيرانَ النوويِ بالكامل، وأضافَ بأنّ عامَ ألفينِ وعشرين كان عاماً جيداً في مجالِ الحربِ ضدَ إيران، مستشهداً باغتيالِ “قاسم سليماني” والأحداثِ المتسلسلةِ التي تلت الاغتيال.
وحول طبيعةِ الصراعِ مع إيران، قال “كالمان” إنّها منافسةٌ استراتيجيةٌ طويلةُ الأجل، تتطلب منا أن نفكرَ بشكلٍ مختلفٍ عما هو عليه أمام بلدٍ ما، على حدودنا، وأشار إلى أنّ السلاحَ النوويَ بالنسبة لإسرائيل، هو قضيةٌ وجودية، وكذلك فإنّ الشرقَ الأوسطَ سيدخل في سباقِ تسلحٍ نووي، حيث قد تنضم دولٌ أخرى إلى إيران، وتسعى للحصول على قدراتٍ نووية.
واعتبر “كالمان” أنّ “تل أبيب” نجحت حتى الآن في منعِ إيرانَ من امتلاكِ سلاحٍ نووي.
وفي الختام، قال “كالمان” إنّ الشعبَ الإيرانيَ يدفعُ ثمناً باهظاً للغايةِ مقابلَ اهتمامِ النظامِ بالذهابِ إلى البرنامجِ النووي، لكنني أعتقد حقاً أنّ هذه ليست مشكلةَ إسرائيل، وإنّما مشكلةُ المجتمعِ الدولي بأسره.

‫شاهد أيضًا‬

حزب الخضر الفيكتوري في أستراليا يتراجع عن اقتراح الاعتراف بالسيفو

بعد دعواتٍ أمميةٍ للاعتراف بالإبادة الجماعية “السيفو”، التي وقعت أحداثُها عام …