قرى قبري حيوري تشهد عرس الأكيتو وسط حضور شخصيات وفعاليات مختلفة
بمناسبةِ حلولِ الأولِ من نيسان، ختامُ فعالياتِ رأسِ السنةِ البابليةِ “الآكيتو”، والتي بدأت في الحادي والعشرينَ من آذار، أقامَ الشعبُ السرياني الآشوري الكلداني، وبمختلفِ أحزابِه ومؤسساتِه، احتفالاتٍ في عددٍ من مدنِ وقرى شعبِنا في شمالِ شرقِ سوريا، ومن بينِها قريةُ “كرشيران” بريفِ “قبري حيووري”، والتي نظمَ الاحتفالَ فيها كلٌ من حزب الاتحادِ السرياني والمنظمةِ الآثوريةِ الديمقراطية، وحضرَ الاحتفالَ ممثلُ الخارجيةِ الأمريكيةِ في شمالِ شرقِ سوريا “ديفيد براونشتاين”
بدأ الاحتفالُ بالترحيبِ بالحضورِ وبمؤسساتِ وأحزابِ شعبِنا، وبأعضاءِ المجلسِ الملي للسريانِ الأرثوذكس، والإشارةُ لأهميةِ هذا العيدِ في تثبيتِ شعبِنا في أرضِه التاريخية.
تلاها الوقوفُ دقيقةَ صمتٍ على أرواحِ شهداءِ شعبِنا السرياني الكلداني الآشوري، أعقبتها لوحةٌ فلكلوريةٌ قدمتها فرقةُ “أورنينا”
بعدَها ألقى الرئيسُ المشتركُ لحزبِ الاتحادِ السرياني في سوريا “سنحريب برصوم”، كلمةً رحّبَ فيها بأبناءِ شعبِنا وبالضيوفِ الذين أبدوا رغبةً بالمشاركةِ بهذا الاحتفال، الذي يُعتبرُ عيداً لكافةِ السوريين، واضافَ بأنّه رسالةٌ لنشرِ ثقافةِ العيش المشتركِ بين كافة المكونات، مشيراً بأنّ الهدفَ من هذا الاحتفال، هو توحيدُ شعبِنا وتثبيتِ حقوقِه المشروعةِ في الدستورِ السوري، ولتمكينِه من لعبِ دورٍ في بناءِ سوريا المستقبل، ووجه تهانيه لقوى الأمن والقوات العسكرية، التي استطاعت الحفاظَ على أمنِ المنطقة، وأن تخلقَ بيئةً مناسبةً لتطورِ الإدارةِ الذاتية، التي تُعتبرُ ضامناً لحقوقِ كافةِ المكوناتِ والأحزاب في المنطقة، وأعربَ عن أملِه بأن تكونَ تجربتُها مطبقةً على كاملِ الأراضي السورية.
من ثم، ألقى مسؤولُ المنظمةِ الآثوريةِ الديمقراطيةِ “داؤود داؤود”، كلمةً رحب فيها بممثلي كافةِ الأحزابِ السياسيةِ الفاعلةِ في المنطقة، ووجه تهانيه لكافةِ أبناءِ شعبِنا، من ثم تطرق لتاريخِ الاحتفالِ بهذا العيد وطقوسِه ومعانيه، والذي يُعتبرُ أهمَ الأعيادِ القوميةِ لشعبِنا، وأشارَ لدورِ المنظمةِ وأحزابِ شعبِنا الأخرى وتضحياتِهم، في سبيلِ إحياءِ هذا العيد، الذي جرت بحقِه محاولاتٌ كثيرةٌ لطمسِه وإنكارِه، وفي ختامِ كلمتِه، قال “داؤود” أنّ الاحتفالَ بهذا العيد له أهميةٌ بالغة، وخاصةً في ظلِ ما تشهده الساحةُ السوريةُ من انسدادٍ لآفاقِ الحلِ السياسي، وتدهورٍ للوضعِ الاقتصادي، وانتشارٍ لفيروس كورونا.
وبدورِه، ألقى “ديفيد براونشتاين” كلمةً اعربَ فيها عن امتنانِه لدعوتِه لحضورِ الاحتفال، الذي يعبر عن التقاليد والاستمرارِ والتجدد، وأعربَ عن فخرِه بالمشاركةِ ضمن الاحتفالِ الذي عانى شعبُنا صعوباتٍ كبيرةً سابقاً لإحيائِه، وقالَ أنّ رؤيتَه للعديدِ من الأحزابِ ورؤسائِها مشاركةً ضمنَ الاحتفال، تحملُ بوادرَ الأملِ في استمرارِ مشروعَ الإدارةِ الذاتيةِ بشمالِ شرقِ سوريا مستقبلاً، ويدلُ على قدرةِ الأحزابِ على إزاحةِ خلافاتِها، وزيادةِ الأُلفةِ والتعاونِ فيما بينَها، لتحقيقِ مصالحِ شعوبِها، وبناءِ وطنٍ مشتركٍ للجميع.
وتعبيراً عن قيمِ العيشِ المشتركِ بينَ مكوناتِ شمالِ شرقِ سوريا، أُلقيت كلمةٌ للإدارةِ الذاتيةِ الديمقراطية، من قبلِ “عبد الكريم عمر” الرئيسُ المشتركُ لدائرةِ العلاقاتِ الخارجية، وجّه خلالَها تهانيه لعمومِ شعبِنا بحلولِ رأس السنةِ البابلية، وأشارَ إلى أنّ شعبَنا كان يحتفلُ بهذا العيدِ تزامناً مع احتفالِ الشعبِ الكردي بعيدِ النوروز، وأعربَ عن أملِه بأن يكونَ العامُ القادمُ عامَ سلامٍ لسوريا ولشعبِها عامةً، ولتحقيقِ مطالبِه ببناءِ سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية، وأشارَ إلى أنّ هذا الاحتفالَ يأتي بعدَ مرورِ عشرِ سنواتٍ على الحربِ السورية، التي تحولت من حراكٍ سلميٍ لاقتتالٍ داخلي، أدى لدمارِ البنيةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ في سوريا، ولتهجيرِ الملايين من السوريين وتشريدِهم، وتطرّقَ لأسبابِ ديمومةِ الاقتتالِ وعدمِ التوصلِ لحلٍ سياسي.
تلا كلمتَه لوحةٌ فلكلوريةٌ راقصةٌ لفرقةِ “يرثوثا”، هذا وكان للجنةِ المرأةِ الآثوريةِ كلمةٌ خلالَ الاحتفال، ألقتها “سارة برصوم” وقالت فيها: “إن هذا الاحتفالَ يحملُ معاني وملامحَ الحضارةِ الآشورية” وأشارت لدورِ المرأةِ في كافةِ مجالات الحياة، واستشهدت ببعضِ الشخصياتِ الفاعلةِ والمؤثرةِ بتاريخِ شعبِنا.
أعقبتها لوحةٌ فلكلوريةٌ أخرى لفرقةِ “لاميتا”، تلتها كلمةُ تهنئةٍ من قبلِ “الياس حنا”، مؤسسُ جمعيةِ “الياس حنا” الخيرية، أعربَ فيها عن دعمِه لكافةِ أحزابِ شعبِنا في عملِهم الدؤوبِ لتحقيقِ مطالبِه وحقوقه، وتثبيتِه في أرضِه التاريخية، ومن بعدِها كانت كلمةُ الاتحادِ النسائي السرياني، ألقتها “جورجيت برصوم” مسؤولةُ الاتحاد في “القامشلي”، أشارت فيها إلى الرسائلِ الإيجابيةِ التي يحملُها هذا العيد، المتمثلةِ بتشبثِ شعبِنا في أرضِه، وتطرقت للأصولِ التاريخيةِ لهذا العيد، وأشارت لدورِ المرأةِ في تطويرِ حضارةِ شعبِنا والحضارةِ الإنسانية، بالإضافةِ لدورِها البارزِ في الإدارةِ الذاتية، وشددت على ضرورةِ الاستمرارِ بالعملِ لضمانِ حقوقِ شعبِنا المشروعة في أرضِه التاريخية.
وقبيلَ اختتامِ الاحتفال، قدّمت فرقةُ “يرثوثا” لوحةً فلكلوريةً أخرى، من ثم اختُتِمَ الاحتفالُ بتوجيهِ التهاني والشكرِ لكلِ من شاركَ بإنجاحِه، بالإضافةِ لقواتِ الأمنِ الداخلي، التي قامت بتأمينِ الحمايةِ للاحتفال.
منظمة أمريكية تلمح إلى احتجاز صحفي أمريكي في منزل بسوريا
عادت قضية الصحفي الأمريكي أوستن تايس المختفي في سوريا منذ سنوات إلى دائرة الضوء مجدداً مع …