“مجلس بيث نهرين القومي يهنئ شعبَنا بأعياد آكيتو، ويدعوه للمشاركة في إحتفالات رأس السنة القومية”

في بيان أصدره بحلول الأول من نيسان آكيتو، أشار مجلس بيث نهرين القومي إلى وجود مقومات عدة لتشكيل هوية شعبنا، في مقدمتها أرضُ وطن آبائنا بيث نهرين، إضافة إلى القيم والحضارات القوية التاريخية والثقافية، وأضاف “قبل آلاف السنين من الآن ظهرت إلى الوجود أولى المعالم الحضرية متجلية في تراب بيث نهرين والشرق الأوسط الذي كان يمتلك الأرضية المواتية لتنظيم الحياة البشرية، حيث تقاطعت فيه جهود وعلوم الناس مع بركة تراب هذه الأرض، لتبدأ مرحلة النمو الحضري. إن مسؤولية شعبنا القومية تحتم عليه الحفاظ على الجذور والأصول الحضارية التي إنبثقت من بيث نهرين مهد الحضارات، لتنتشر فيما بعد في أفريقيا وآسيا وأوروبا”.
وتابع البيان إن “الأولَ من نيسان آكيتو رأسَ السنة وعيدَ الربيع، يرمزون إلى الغنى الحضاري والثقافي للسكان الذين يقطنون أرضاً ترتوي من نهري دجلةَ والفرات، ويرمزون أيضاً إلى قيم ومعاني الفرح والعطاء والتجدُّد، سيما وأن الأول من نيسان آكيتو يجسد مهرجاناً شعبياً تتجلى فيه ثمار الحياة، وأساطيرُ الميثولوجيا والإرادتان السياسيةُ والإجتماعية، كما يتجلى فيه جمال الطبيعة والثمر الذي تهبه للبشرية جمعاء. وفي إحتفالات الأول من نيسان يتم عرض الأعمال اليدوية والأدبية والثقافية، لتعكس مدى أهمية الحفاظ على القيم التنظيمية والحياتيَّة، ذلك لأن الأول من نيسان في جوهره يعكس قيمة الحياة مقابل الموت، والنور مقابل العَتَمة، والخير مقابل الشر. إن شعبنا عبر مراحل التاريخ فقَدَ العديد من القيم التي تُعظِم الحياة وكانت تشكل مصدراً لقوته، وبذلك فقد جزءاً كبيراً من معاني وقيم الأول من نيسان. وكان السبب في ذلك يعود إلى موجات الإحتلال وسياسات التخريب والتذويب التي مارسها الحكام الغرباء المتعاقبون على المنطقة. إن الحضارة العظمى المنبثقة من بيث نهرين، تنفث الآن روح الحياة، ومسيرتَها تشبه قدَرَ شعبنا، لذا فإنه من واجب كل فردٍ من أبناء شعبنا التخلص من كل الشرور والخيارات القاتلة. فالأفراد المنظمون يجب أن يقودوا الحياة الجديدة وفق ما إكتسبوه من خبراتٍ ومعارف، كما ينبغي علينا إخراج شعبنا من قعر الهاوية إلى النور، وحثُّ جميع فئاته للحفاظ على قيمه التاريخية والثقافية والتي تمثل أهمية كبرى لوجوده القومي”.
هذا وعبَّر مجلس بيث نهرين القومي، عن إيمانه الراسخ بقدرة شعبنا على إحياء هويته من جديد، من خلال حفاظه على أرض آبائه وثقافته وحضاراته المتاقبة وأسمائه التاريخية. وأضاف أنه “إنطلاقاً من هذا الأساس، سنحيي الأولَ من نيسان آكيتو، رأسَ السنة وعيدَ الربيع في كل مكان من أماكن تواجد شعبنا، وسنعرف العالم من جديد بمدى غنى نراثنا الثقافي التليد. وبإسم مجلس بيث نهرين القومي نقدم أحرَّ التهاني لعموم شعبنا السرياني الآشوري الكلداني الآرامي دونما أي تمييز بين أسمائه ومذاهبه التاريخية ومناطقه الجغرافية، وندعو أبناء شعبنا للمشاركة في إحتفالات آكيتو كرد فعل على محاولات كل القوى التي تستهدف محوَ قيمنا”.