تركي الفيصل يحذّرُ من التسرع في إحياءِ الاتفاقِ النووي الإيراني

تماشياً مع الموقفِ الإسرائيلي الأخيرِ الرافضِ لعودةِ الدولِ الأطرافِ في الاتفاقِ النووي لإقامةِ مباحثاتٍ من أجلِ إعادةِ إحياءِ الاتفاق، وحثِّ كلٍ من “واشنطن” و”طهران” للالتزامِ به، أكد الرئيسُ السابق للاستخباراتِ السعوديةِ الأمير “تركي الفيصل”، أنّ محادثات “فيينا” لن تزيل مخاوفَ بلادِه من خطرِ برنامجِ إيرانَ النووي، مشدداً على ضرورةِ إشراكِ دولِ الخليجِ في صلبِ المفاوضاتِ حولَ الاتفاق النووي، وأن تتمَ مناقشةُ كلِ الهواجسِ بشأنِ الصواريخِ الباليستية لإيران وتدخلاتها الإقليمية.
ونوّهَ إلى أنّ قرارَ الرئيسِ الأمريكي السابق “دونالد ترامب” بالانسحابِ من الاتفاقِ النووي، كان بغرضِ الضغطِ على إيران لكبحِ تدخلاتها في المنطقة ومعالجةِ هواجسِ دولِ المنطقة، لكنّ الرئيسَ الأمريكي الحالي “جو بايدن” يعود إلى الاتفاق اليوم، وبقاءُ الاتفاقِ على حالِه سيؤججُ النزاعات، وسيدفعُ دول المنطقة إلى البحثِ عن بدائل، بما في ذلك الاستعدادُ لليوم الذي تمتلك فيه إيرانُ القنبلةَ النووية.
ولفت “الفيصل” إلى أنّ أمنَ الخليجِ ليسَ قضيةً إقليميةً فحسب، وإنّما قضيةٌ دولية، وذلك لما تحملُه المنطقةُ من أهميةٍ استراتيجيةٍ ومالية.
وأضاف “الفيصل” أنّ المنطقةَ قد سلمت من تداعيات حروبٍ عدة، لكن عليها معالجةُ كلِ أوجه القصورِ والاستعدادُ لجميعِ السيناريوات، لا سيما أنّ خطرَ إيران ماثلٌ للعيان، عبر تدخلاتها ونشرِ أفكارِها الطائفيةِ وسعيها لامتلاكِ سلاحٍ نووي.
وأوضحَ أنّ قيادةَ إيران الحاليةُ تمثلُ خطراً حقيقياً، فكل المحاولات لترشيدِ سياستِها طوالِ العقودِ الأربعةِ الأخيرةِ قد فشلت، مشدداً على ضرورةِ تحقيقِ التوازن معها، إذ أنّ أيّ خللٍ في التوازن سيتم استغلالُه من قبلِ إيران.