جهودٌ دوليةٌ وأمميةٌ مستمرةٌ لإنهاءِ الصراعِ الإسرائيلي

أسبوعٌ كاملٌ لم تهدأ فيه صافراتُ الإنذارِ وأصواتُ الانفجاراتِ والصواريخُ والغاراتُ الجويةُ بينَ إسرائيلَ وحركةِ “حماس” الفلسطينية، نتيجةً للحربِ التي اندلعت بينَ الطرفين، والتي أشعلَ فتيلَها الاشتباكاتُ بينَ الفلسطينيينَ والشرطةِ الإسرائيليةِ في منطقةِ “الشيخ جراح” في “أورشليمَ” الشرقية، على خلفيةِ القرارِ الذي أصدرته المحاكمُ الإسرائيلية، والذي قضى بأحقيةِ مجموعةِ مستوطنينَ في المنازلِ التي بنيت على أراضِ الحيِ المذكور، والتي كان يملكها يهودٌ قبلَ حربِ عامِ ألفٍ وتسعِمائةٍ وثمانيةٍ وأربعين.
وأسفرت الحربُ التي تُعتبرُ الأعنفَ في تاريخِ الطرفين، عن مقتلِ أكثرَ من مئةٍ وتسعينَ شخصاً وجرحِ آلافٍ آخرين من الجانبِ الفلسطيني، فيما أسفرت عن مقتلِ وجرحِ العشراتِ من الجانبِ الإسرائيلي.
وبهذا الصدد، بذلت عدةُ دولٍ ومنظماتٍ دوليةٍ وأمميةٍ جهوداً لعقدِ مفاوضاتٍ بين الطرفينِ وإنهاءِ الصراع، كان منها الصين وتونس والنرويج التي أصدرت بياناً مشتركاً دعت فيه لوقفِ كل الاعتداءاتِ وحمايةِ المدنيينَ واحترامِ الوضعِ القائمِ في “أورشليم” والأماكنِ المقدسة.
ووجهت الدولُ الثلاثُ دعوةً لعقد جلسةٍ مفتوحةٍ طارئةٍ لمجلسِ الأمنِ الدولي يومَ الأحد بهذا الخصوص، غيرَ أنّ المجلسَ فشلِ في تبني بيانٍ مشتركٍ يدعو لوقفِ إطلاقِ النارِ بين الطرفين، بسببِ رفضِ الجانبِ الأمريكي الذي بررَ رفضِه بضرورةِ تركِ مزيدٍ من الوقتِ لجهودِه الدبلوماسيةِ لحلِ النزاعِ بينَ الطرفين، حيث قالت المندوبةُ الأمريكيةُ لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس غرينفيلد”، وفي تأكيدٍ لتصريحاتِ الرئيسِ الأمريكي “جو بايدن”، إنّ بلادَها تدعو كل الأطرافَ لحمايةِ المدنيين واحترامِ القانون الدولي الإنساني، وإنّها مستعدةٌ لدعمِ الوساطةِ في حال سعيِ الأطرافِ لتحقيقِ الهدنة، مضيفةً بأنّ “واشنطن” مقتنعةٌ بأحقيةٍ الإسرائيليين والفلسطينيين بالعيشِ في أمنٍ وسلام.
الموقفُ الروسيُ لم يكن مخالفاً للرأيِ الأمريكي، غير أنّ نائبَ وزيرِ الخارجيةِ الروسي “سيرغي فيرشينين”، نوّه لضوروةِ عقدِ جلسةٍ طارئةٍ لرباعيةِ الوسطاءِ الدوليين لتسويةِ الصراع، كما عرض مبادرةً لتنظيمِ لقاءٍ بين زعيمَي فلسطين وإسرائيل في “موسكو”
وفي السياق، أعلن وزيرُ خارجيةِ الاتحادِ الأوروبي “جوزيب بوريل” أنّه سيعقد مؤتمرًا استثنائيًّا عبر الفيديو لوزراءِ خارجيةِ الاتحادِ الأوروبي يومَ الثلاثاء، لمناقشةِ الطريقةِ الأمثلِ للعبِ الاتحادِ الأوروبي دوراً في إنهاءِ الصراع.
كما أعلن “بوريل” إجراءَه محادثاتٍ مع قادةٍ إسرائيليين وفلسطينيين وكبارَ الدبلوماسيين من الدولِ المجاورة.