18/05/2021

نهر الخابور بين الماضي والحاضر

التفاصيل:
هو من أهم الأنهار في الشمال السوري ويُطلق عليه خزان الحنطة في الجزيرة، هو نهر الخابور الذي استمد اسمه من قوة جريانه سابقاً ومعناه باللغة السريانية الحفر أو الثقب.
يبلغ طوله 320 كيلو متراً وينبع من جنوب تركيا بالقرب من الحدود السورية، ثم يعبر الحدود جنوباً إلى سوريا من ناحية رأس العين، وتصطف على ضفافه القرى الآشورية قبل أن يندمج مع نهر جغجغ ويصبان معاً في نهر الفرات.
تبلغ مساحة وادي الخابور أربعة ملايين فدّان من الأراضي الزراعية، حيث تنتشر زراعة القمح بشكلٍ كبير في السهول الخصبة فيه، هو نهرٌ يعتبر بمثابة خزان مياه للمدنيين، فلطالما كان مصدراً للمياه ومورداً للعديد من الزراعات على ضفافه.
ولكن يشهد نهر الخابور هذا العام شحاً كبيراً في مستوى منسوب المياه بفعل تعديات جيش الاحتلال التركي وتحكمه في حصة سوريا من المياه في النهر، تعدي تسبب في عدم نجاح آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية المزروعة على ضفافه ولاسيما في بلدة تل تمر والقرى المحيطة بها، فمن تبقى في تلك القرى بعد هجوم تنظيم داعش الإرهابي عليها بات بقائهم مرهوناً بمستوى مياه الخابور الذي يعتبر مصدر الحياة لهم.
أحد مواطني البلدة والذي يسكنها منذ أكثر من خمسة عقودٍ مضت تحدث لنا عن الفوارق التي يشهدها الخابور اليوم مقارنة بالماضي، قائلاً:
“اسمي محمد طاهر مواليد 1946 من سكان بلدة تل تمر، سابقاً كنا في منطقة زركان وفي سبعينات القرن الماضي قدمنا إلى تل تمر بسبب نهر الخابور الذي يدر الكثير من المياه الصالحة للشرب، حيث كان حوض الخابور ملجأً للعمل وكانت منطقة الخابور فريدةً من نوعها بأشجارها وبساتينها، من العام 1970 وصولاً إلى ما قبل ثلاث سنوات كان الخابور مصدراً للرزق والعيش حيث كنا نزرع كافة المحاصيل الصيفية والشتوية على ضفافه.
على ضفاف الخابور سابقاً كان يسكن الآشوريون ثم قدم كلاً من الكرد والعرب، ومع مرور السنين بدأت تركيا في التلاعب بمستوى المياه وصولاً إلى يومنا هذا الذي يشهد فيه الخابور انقطاعاً تاماً وأصبح فقط مكاناً للرعي، قبل خمسين عاماً ومقارنةً باليوم الخابور لم يعد كما كان في السابق.”
وأشار المواطن محمد طاهر إلى أن دولة الاحتلال التركي هدفها من قطع المياه، تهجير من تبقى في حوض الخابور لاسيما القرى الآشورية الممتدة على ضفاف النهر ابتداءً من رأس العين ووصولاً للحسكة.
وناشد المواطن طاهر كافة الجهات المسؤولة والتي ترعى حقوق الإنسان ودول العالم أجمع، بالضغط على حكومة أردوغان، لأن حياة سكان تلك المنطقة باتت على المحك نتيجة القطع المستمر للمياه، راجياً أن يكون هناك صدىً لصوته المطالب بالحياة السليمة على هذه الأرض.

‫شاهد أيضًا‬

أجهزة الأمن السورية تعلن عن اعتقال وقتل المسؤولين عن هجوم كنيسة مار إلياس

دارمسوق (دمشق) — أفادت أجهزة الاستخبارات السورية أنها فككت خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلا…