كنيسة تل نصري…اصبحت من المعالم التي تدل على ظلامية ووحشية تنظيم داعش

“تل نصري” أو كما يطلق عليها باللغة الآشورية “والطو” والتي تقع بين قرية “الحفيان” وبلدة “تل تمر”، كانت تضم هذه القرية إحدى الكنائس ذات الجمال العمراني الباهر، وتمارس فيها كافة الطقوس الدينية المسيحية, وفي العام ألفان وخمسة عشر وبدخول تنظيم داعش الإرهابي إلى القرية واستيلائه على كنيسة مريم العذراء، سرعان ما أقدم التنظيم على تفجيرها، لتتحول الكنيسة من صرح ديني إلى مكان مهجور.
قام مراسلنا باجراء مقابلة مع أحد أبناء هذه القرية والذي يسعى جاهدا إلى إزالة بقايا الدمار ويعمل لإعادة إعمارها من جديد, وتحدث عن تاريخ الكنيسة وحقيقة ما حدث لها, وقال : “بعد قدومنا الأشوريين ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين على ضفاف نهر الخابور وإستقرار في على سرير نهر الخابور، قمنا ببناء المنازل الحديثة وقمنا بتشييد كنيسة مريم العذراء سنة ألف وتسعمائة وأربعين، وكانت تمارس الطقوس الدينية في الكنيسة المشيدة, كما قمنا سابقا منذ عام ألف وتسعمائة واربعين بممارسة الاعياد الدينية والطقوس فيها, ارتأى أهل القرية تشييد كنيسة جديدة لأن عدد السكان كان في تزايد.”
واضاف : “اتفق أهل القرية سنة ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين على بناء كنيسة حديثة وكبيرة, بدأ العمل في تشييد هذه الكنيسة سنة ألفين بجهود شخصية من أهالي القرية وشعبية ومن ثم بدعم من المغتربين الآشوريين في الخارج, استغرق بناء الكنيسة خمس سنوات من ألفين إلى ألفين وخمسة كانت جاهزة وتم افتتاحها بحضور كافة رجال الدين في المنطقة من إسلام ومسيحيين.
وعن احداث الخابور ودخول الدواعش لمناطق شعبنا لفت بالقول: “تعرضنا لهجمة بربرية في ألفين وخمسة عشر من قبل الدواعش وأعوانهم, تم تفجير الكنيسة يوم عيد الفصح المجيد الساعة الثامنة والربع صباحا, وباعتقادي كانت رسالة للمسيحيين الموجودين والآشوريين خاصة في الخابور أنه لازالوا مظلومون في هذه الأرض, اي انها كانت رسالة مبطنة لتهجير الآشوريين.
وصرح ايضا : “عدنا إلى الكنيسة القديمة المشيدة عام ألف وتسعمائة وأربعين, نحن نمارس كافة الطقوس الدينية والمناسبات الدينية فيها والأعياد, طبعا هذا كان بإرادة وتصميم شديدين من أهالي القرية الموجودين والمغتربين, وبانه يجب ان يكون لدينا كنيسة لممارسة جميع الطقوس.”
ويامل اهالي القرية وجميع ابناء الشعب السرياني الاشوري بان يتم ترميم هذه الكنيسة وازالة الخراب والدمار واحيائها من جديد.