30/06/2021

المجلس العسكري السرياني… القلعةُ التي اوقفت زحف الاحتلال

مع اتساع رقعة الحرب التي اندلعت شرق الفرات جراء الاجتياح التركي ومرتزقته لمناطق الشمال السوري وصولا إلى مشارف بلدة تل تمر، من قتل وتهجير نهب ودمار نشروه في كل رقعة سيطروا عليها، إلى أن تولت قوات المجلس العسكري السرياني مسؤولية الدفاع عن منطقة تل تمر عموما وقرى شعبنا الممتدة في حوض الخابور على وجه التحديد.
دفاع أثمر إيقاف التوغل التركي ومرتزقته، ليرتقي عدد من أعضاء قوات المجلس إلى مرتبة الشهادة في رحلة الدفاع عن بلدة تل تمر وريفها في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر من العام ألفين وتسعة عشر.
ورغم إعلان وقف إطلاق النار المبرمة مع الاحتلال التركي، لم يلبث جيش الاحتلال ومرتزقته في ابتزاز المدنيين الأبرياء باستهداف نواحي بلدة تل تمر بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، ولتستمر لحد اللحظة بارتكابها لأفعال تنذر بحدوث كوارث بشرية، لعل أبرزها القطع المستمر للمياه عن مدينتي تل تمر والحسكة اللتان تاويان مئات الآلاف من اللاجئين، فيما لاتزال قوات المجلس العسكري السرياني تستبسل في الدفاع عن المنطقة وحفظ مكوناتها المتعايشة.

اجرى مراسلنا احمد سمعيلة مقابلة بهذا الصدد مع ارام حنا الناطق الرسمي للمجلس العسكري السرياني حيث قال : “فيما بعد مرحلة توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار مع الطرف الضامن الروسي، فكان من المفروض خلق حالة من الهدوء والاستقرار في عموم خطوط الجبهة والتماس, لكن لم يحترم العدو التركي هذه الاتفاقية، بل واستمر في انتهاكاته شبه اليومية التي وصلت حد استهداف المرافق التعليمية والبنى التحتية في عموم المنطقة.
نحن كقوات مجلس عسكري سرياني قمنا بالانتشار في عموم مناطق تل تمر وخاصة في المناطق الشمالية والشرقية، وذلك في في إطار سعينا لحفظ أمن وأمان شعبنا واستقرار قرانا والدفاع عن مقدساتنا في تلك المنطقة.”
واضاف الناطق الرسمي : “نتيجة لذلك الانتشار تصدت قواتنا لمحاولات العدو التركي في التقدم باتجاه قرانا في كل من تل طويل وتل جمعة والمناطق الشمالية تل تمر, ارتقى العديد من رفاق الشهداء الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والفداء، وكانوا جسرا ينقل شعبنا إلى الأمان والنور.
حتى اليوم قوات المجلس العسكري السرياني تتخذ الإجراءات الدفاعية اللازمة لوقف أطماع العدو التركية تجاه مناطقنا, وتنتشر في عموم المناطق المصابة التي ذكرناها وتتخذ كل الإجراءات الدفاعية في إطار حماية المنطقة, وتقوم بالرد على كل الانتهاكات التي ينتهجها العدو التركي باستمرار باتجاه قرانا.”
وعن تعديات الاحتلال التركي وتاكيدا على انتهاجها سلوكا متطرفا بعيدا عن القوانين الدولية وحقوق الانسان والمدنيين في الحروب قال “حنا”: “تعدت انتهاكات تركيا السياق العسكري، وسياق استهداف تشكيلاتها العسكرية المنتشرة في عموم منطقة تل تمر حتى طالت بيوت وممتلكات المدنيين, وهذا ما حدث مؤخرا في اليومين الفائتين، فقامت مدفعية العدو التركي باستهداف مدرسة “الكوزلية” مما أسفر عن تخريب المدرسة ووقوع عدد خسائر مادية في ممتلكات المدنيين، ونفوق العشرات من الاغنام والمواشي في المنطقة, هذه الانتهاكات تأتي في سياق سياسة العدو التركي في خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
تستمر قوات العدو التركي في انتهاج سياستها المعادية لمناطقهم أو شعوب مناطقنا ككل، فهي تستمر بقطع مياه الشرب عن مقاطعة الحسكة التي يسكنها ما يزيد عن مليون نسمة خط المياه هذا الذي يمر من منطقة تل تمر يصل إلى مدينة الحسكة عبر مخيم “واشوكاني” الذي يتضمن العديد من أبناء شعبنا الذين نزحوا جراء العملية العسكرية الاحتلالية التي قامت بها القوات التركية مؤخرا في رأس العين, وهذا ما ينذر فعلا بمشكلة إنسانية.”
وفي ختام حديثه اردف بالقول :”بطبيعة الحال نحن ندعم كل جهود المجتمع الدولي والمؤسسات وأي جهود أخرى رسمية كانت أم غير رسمية في إطار تحييد محطة مياه “علوك” عن الصراع الدائر في المنطقة لكونها تخدم ما يزيد عن مليون نسمة منتشرين في الحسكة وريفها, كذلك أيضا نجدد دعوتنا لعموم المجتمع الدولي والحكومات لإيجاد أي أفق لحل سياسي

‫شاهد أيضًا‬

ملتقى “نحو سوريا الغد” في دارمسوق يجمع شخصيات سياسية وقانونية متنوعة: الهوية، الدستور، والتمثيل الانتخابي في صلب النقاشات

دارمسوق — شهدت العاصمة السورية دارمسوق (دمشق)، في مبنى البطرياركية الأرمنية الأرثوذكسية، ا…