أطراف لبنانيةٌ تسعى للوحدة وأخرى تسعى لتقسيم لبنان

بمناسبةِ حلولِ عيدِ القديس “مار شربل”، والذي جاءَ تزامناً مع تدهورِ الوضعِ السياسي والاقتصادي في لبنان، ترأس البطريركُ السرياني الماروني الكاردينال “مار بشارة بطرس الراعي” القداسَ الاحتفاليَ في “بقاع كفرا”، وألقى عظةً سلط فيها الضوءَ على ضحايا الظلمِ والاستبدادِ المُمارَسِ من قبلِ الإداراتِ والسلكِ الدبلوماسي والقضاءِ والوزاراتِ اللبنانية، قائلاً: “كم يؤلمنا أن نشاهد ذلك كل يوم وفي كلِ قطاع، والأكثرُ إيلاماً هو تسييسُ الطائفةِ والمذهبِ في القضاءِ والإدارةِ والسلكِ الدبلوماسي، تسييسُ كلِ شيءٍ بالظلمِ وبشريعةِ القوي الذي يحكم الضعيف، وقاعدةِ الأقوى هو دائماً على حق”
ودعا البطريركُ “الراعي” الشعبَ اللبنانيَ للتحلي بالصبرِ وبذلِ التضحياتِ والتشبثِ بأرضِ الوطن، مستذكراً نجاحَ اللبنانيينَ الأوائلِ في بناءِ دولةٍ مميزةٍ عن كلِ بلدانِ المنطقة، بدستورِها وميثاقِها الوطنيِ وخبرةِ العيش المشتركِ بتعدديةٍ ثقافيةٍ ودينية.
وعادَ البطريرك “الراعي” ليجددَ دعوتَه إلى حيادِ لبنان وإرساءِ قواعدِ الوحدةِ الوطنية، دون انحيازٍ إلى مكونٍ لبنانيٍ ضدَ آخر إلا من أجلِ الصلحِ والوئام، كما دعا لاحترامِ الدستور والاستحقاقاتِ الدستوريةِ ومؤسساتِ الدولة.
وتأتي دعواتُ البطريرك “الراعي” تزامناً مع ورودِ أنباءٍ تفيد بنيةِ بعضِ المجموعاتِ في “طرابلس”، تشكيلَ جمهوريةِ “شمال لبنان”، الأمرُ الذي قوبلَ برفضٍ شعبيٍ واسع، حيث أكد السياسيُ والناشطُ الاجتماعي “خلدون الشريف”، أنّ مجموعةً من أبناءِ “طرابلس” أعدت إخباراً للنيابةِ العامةِ في الشمال، حول مقطعٍ مصورٍ نشرَه أحدُ المواقعِ الإخباريةِ حولَ الجمهوريةِ المزعومة.
وأكد “الشريف” أنّ ذلك جريمةٌ منصوصٌ عليها ضمن قانونِ العقوباتِ اللبناني، مضيفاً بأنّه ومنعاً من أن تكون “طرابلس” منطلقاً لضربِ وحدةِ لبنان وزعزعةِ الأمنِ الاجتماعي، سيقوم الموقعون على الدعوى بمتابعتِها لدى الجهاتِ القضائيةِ المختصة، لمنعِ تكرار هكذا محاولات فتنوية