07/08/2021

شعبُ لبنان وأحزابُه ترفض جر لبنان لحرب مع إسرائيل من قبل حزب الله

شهدت منطقةُ الحدودِ اللبنانيةِ الإسرائيليةِ في الساعاتِ الماضيةِ تصعيداً خطيراً بين الجيشِ الإسرائيلي وميليشياتِ “حزب الله”، وتمثلَ بتبادلِ الطرفينِ لإطلاقِ الصواريخِ والقذائفِ الصاروخية، وهذا التصعيدُ ساهمَ بانقسامِ الأحزابِ والسياسيين اللبنانيين لقسمين، أحدُهُما عارضَ الانجرارَ للتصعيد ودعا للتهدئةِ والتعقلِ وعدمِ تحويلِ لبنانَ لأرضٍ لتصفيةِ الحساباتِ ومنطلقاً لحربٍ إقليمية.
إذ ضم القسمُ الأولُ العقلانيُ كلاً من “تيارِ المستقبلِ” و”حزب الكتائب اللبنانية” و”حزب القوات” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، فيما انضم للقسمِ الداعي للردِ على الهجماتِ كلٌ من “حزب الله” و”حركة أمل” و”الحزب الديمقراطي اللبناني” و”كتلة التنمية والتحرير” و”حزب التوحيدِ العربي” و”الحزب السوري القومي الاجتماعي”
فيما لم ترد أي تعليقاتٍ أو تصريحاتٍ من بقيةِ الأحزابِ والمسؤولينَ اللبنانيين.
وعلى الرغمِ من غلبةِ كفةِ الأحزابِ الداعيةِ للتصعيد، إلّا أنّ أرضيتَهم الشعبيةَ ومؤيديهم من الشعبِ اللبناني، أقلُ بأشواطٍ من أرضيةِ الأحزابِ الداعيةِ لوقفِ التصعيد، وكان هذا واضحاً وجلياً حين أوقفَ سكانُ بلدةِ “شويّا” الدرزيةِ عناصرَ “حزب الله” الذين نفذوا الهجومَ الصاروخيَ على إسرائيل، سارعوا إلى تعنيفِهم والتهجم عليهم وعلى “حزب الله”، وحطموا الآليات التي كانوا يستعملونها، وصادروا مركبتَهم واعتقلوهم.
وما قامَ به أهالي “شويّا”، يعني أنّ السكوتَ عما كان يفعلُه “حزب الله” في حرب تموز، لم يعد من الممكن أن يمر بسهولة، وأنّ جهات كثيرةً قد لا تقبلُ أن تُستخدَمَ مناطقُها للقيامِ بأعمالٍ حربية، وهذا التحولُ يدلُ على أنّ “حزب الله” لم يعد يتحرك في مناطقٍ صديقةٍ أو ضمن بيئته، ولم يعد قادراً على فرضِ السكوتِ والتسليم بدورِه وبحربِه المفتوحةِ التي خاضَها دون إذنٍ أو طلبٍ أو استشارةٍ من أحد، والتي لم تجلب سوى الدمارِ والخرابِ للبنانَ وشعبِه.
وجهةُ النظرِ الإسرائيليةِ لم تكن مختلفةً عن وجهةِ نظرِ أحزابِ لبنانَ وشعبِه، إذ وجه سفيرُ إسرائيل لدى الأممِ المتحدةِ “جلعاد إردان” شكوىً لمجلسِ الأمنِ دان فيها هجمات “حزب الله” على أراضي بلادِه، وقال إنّ الهجماتِ ستقود إلى كارثةٍ ودمارٍ كبيرٍ في لبنان، إذ أنّ “تل أبيب” لن تترددَ في الردِ وتدميرِ بنيةِ “حزب الله” التحتيةِ لحمايةِ مواطنيها.
ومن جهتِه، قال وزيرُ الدفاعِ الإسرائيلي “بيني غانتس” أنّه ليس لدى إسرائيل أي مصالحٍ في لبنان سوى الأمنِ والهدوء، متعهداً بأنّ الهدوءَ سيقابل بالهدوء، لكننا ننصحُ “حزب الله” والحكومةَ والجيشَ اللبنانيَ بعدمِ اختبارِ دولةِ إسرائيل.

‫شاهد أيضًا‬

أحزاب سورايي (الكلدانية-السريانية-الآشورية) تطالب باستحداث محافظة سهل نينوى في العراق

نينوى، العراق — دعا أربعة أحزاب سياسية كلدانية سريانية آشورية في العراق يوم أمس، إلى استحد…