“ريتشارد غزال” ينتقد تراخي الإدارة الأمريكية في ردع تركيا

في انتقادٍ للإدارةِ الأمريكيةِ حولَ عدمِ اتخاذِ وزاراتِها ومجلسِ النوابِ موقفاً موحداً إزاءَ تركيا وسياساتِها المزعزعةِ للاستقرارِ الدوليِ والإقليمي، نشرَ المديرُ التنفيذيُ لمنظمةِ “الدفاع عن المسيحيين” وضابطُ المخابرات الأمريكي “ريتشارد غزال”، مقالاً على موقعِ “ذا هيل”، قال فيه إنّ الكونغرس بحزبَيه الجمهوري والديمقراطي، أظهرَ قلقاً عميقاً بشأنِ دور تركيا في العديد من بؤرِ التوترِ الإقليميةِ والدولية، وبشأنِ انتهاكاتِها السافرةِ لحقوقِ الإنسان، في حين تواصلُ الخارجيةُ الأمريكيةُ غضَ الطرفِ عن العديدِ من أعمالِ تركيا السيئة، والتي تُعتَبَرُ حليفةً للولاياتِ المتحدةِ في حلفِ شمالِ الأطلسي.
وأوضحَ “غزال” أنّ لجنةَ العلاقاتِ الخارجيةِ بمجلسِ الشيوخ، عقدت جلسةَ استماعٍ لاستكشافِ سياسةِ وزارةِ الخارجيةِ الأمريكيةِ تجاه تركيا، من خلال شهادةِ وكيلةِ الوزارة “فيكتوريا نولاند”
وأضافَ “غزال” أنّ اللجنةُ ضغطت على “نولاند” بخصوصِ قضيةِ شراءِ تركيا منظوماتِ صواريخٍ روسية، فيما أكدت “نولاند” أنّ العلاقةَ الأمريكيةَ التركيةَ معقدة، لكن الإدارةَ الأمريكيةَ ملتزمةٌ بالحفاظِ على عقوباتِ “كاتسا” ضد تركيا، واستبعادِها من برنامجِ طائراتِ “إف خمسةٍ وثلاثين، مضيفةً بأن الإدارةَ ستضغط من أجل مزيدٍ من العقوبات، في حال اشترت تركيا أسلحةً روسيةً أخرى.
وتطرقَ “غزال” في تقريرِه إلى الهجماتِ التي تشنُها تركيا ضد المسيحيين والأكرادِ والأقليات الأخرى بطائرات مسيرةٍ في شمالِ شرقِ سوريا وشمالِ العراق، وقال إنّ النائبين “ديفيد سيسلين” و”جوس بيليراكيس” طالبا الخارجيةَ الأمريكيةَ بالتحقيقِ في تطويرِ ونشرِ وانتشار الطائرات بدون طيار التركيةِ كتهديدٍ دولي.
ومن بين تصريحاتِ “نولاند” الأكثرِ إثارةً للقلق، هو تأكيدُها أنّ تركيا هي المنقذُ للشعبِ السوري وخاصةً المسيحيين والأكراد، من بطش النظامِ السوري، إذ أنّه ومنذُ عامِ ألفينِ وستةَ عشر، ركزت تركيا ومرتزقتُها على تدمير الإدارةِ الذاتيةِ الديمقراطيةِ لشمال وشرق سوريا، وهي التجربةُ الناجحةُ الوحيدةُ في المنطقةِ في مجالِ الحريةِ العرقيةِ والدينية، كما أفادت تقاريرٌ أنّ تركيا اختطفت أكثرَ من مئتي عنصرٍ من عناصرِ قوات سوريا الديمقراطية، بما في ذلك جنودُ المجلسِ العسكريِ السرياني الذين تم نقلُهم بشكلٍ غيرِ قانونيٍ إلى تركيا، وعوملوا معاملةَ الأسرى، في انتهاكٍ للمادةِ التاسعةِ والأربعينَ من اتفاقيةِ “جنيف” الرابعة، كما تعرضوا للتعذيب وحوكموا بشكلٍ غير قانوني، وحُكم عليهِم بالسجن المؤبد.
واختتم “غزال” تقريرَه بالقول، إن جلسةَ الاستماعِ في مجلسِ الشيوخِ أكدت على حاجةِ الكونغرس لمواصلةِ تحميلِ إدارةِ “بايدن” المسؤوليةَ عن إنشاءِ وتنفيذِ نهجٍ واضحٍ وأكثرَ صرامة، لمعالجة تجاوزاتِ حكومةِ “أردوغان”، لأنّه وإن بقيت تركيا دون رادعٍ في مسارِها الخطير، فسوف تتضررُ المصالحُ الإقليميةُ للولاياتِ المتحدة.