ميشيل جسري.. العجوز السرياني الأخيرُ في ادلب
خلالَ سنواتِ الحربِ السوريةِ العشر، عانت محافظةُ “ادلب” شمالَ سوريا من القصفِ والتدميرِ والتهجيرِ الممنهجِ من قبلِ أطرافٍ وجماعاتٍ مسلحةٍ عدة، ما دعا معظمَ أهاليها وخاصةً المسيحيينَ لمغادرتِها، سواءً لمحافظاتٍ سوريةٍ أكثرَ أماناً، أو لدولٍ أخرى عربيةٍ وأوروبية.
إلّا أنّه ورغمَ مغادرةِ معظمِ المسيحيين، لم يقبل العجوزُ “ميشيل بطرس جسري” البالغُ من العمرِ تسعينَ عاماً، والمنتمي لكنيسة السريان الملكيين الأرثوذكس مغادرةَ وتركَ منزلِه المتواضع، ما يمثلُ حالةً استثنائيةً لدى الشعبِ المسيحيِ والسرياني في المنطقة.
عائلةُ “جسري” كغيرِها من العائلاتِ المسيحية، غادروا المحافظةَ هرباً من القصفِ والمعاركِ العنيفةِ التي اندلعت بين النظامِ السوري والمعارضةِ السوريةِ التابعةِ للاحتلالِ التركي، حيث توجه ثلاثةٌ من إخوتِه لمحافظةِ “حلب”، فيما هاجرَ شقيقُه الرابعُ للولاياتِ المتحدة.
وبحسبِ “جسري”، فإنّ أبناءَ إخوتِه استقروا في “حلب” ولا يعلمُ عنهم شيئاً، كما أنّ شقيقَه في الولاياتِ المتحدةِ لا يتواصلُ معه مُطلقاً، أي أنّه بقيَ وحيداً دونَ أي معيل.
ويقضي “جسري” وقتَه في رعايةِ الطيورِ في منزله، أو مع أصدقائِه من الباعةِ وأصحابِ المحلاتِ في أسواقِ المدينة، أما عن تأمينِ معيشتِه، فيعتمدُ “جسري” على المساعداتِ والمعوناتِ التي تقدمها المنظماتُ الإنسانيةُ الفاعلةُ في المنطقة، أو مما يقدمه له جيرانُه من طعامٍ وشراب.
“جسري” ورغمَ كل ما يعانيه، لم ينقطع عن أداءِ طقوسِ الصلاةِ والصومِ وقراءةِ الإنجيلِ المقدس، ويتبادلُ مع جيرانِه المسلمينَ التهاني سواءً في الأعيادِ المسيحيةِ أو الإسلامية.
لقاء الشرع وأرياس يمهد لتدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية
بعد لقائِه برئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، اعتبر المدير العام لمنظمة حظر الأ…