أفغانستان.. طالبان تتقدم وأطراف دولية تندد

يوماً بعدَ يوم، تزدادُ رقعةُ الأراضي الأفغانيةِ التي تستولي عليها حركةُ “طالبان”، وذلك عبرَ الترهيبِ والقتلِ والاختطافِ والتهديد وقوةِ السلاح، وتتمُ السيطرةُ على الولاياتِ بوتيرةٍ متسارعة، إذ أنّه وبعدَ مرورِ ساعاتٍ على سيطرتِها على عشرِ ولاياتٍ أفغانية، أعلنت الحركةُ عن سيطرتِها على ثماني ولاياتٍ أخرى، وبذلك تكون قد سيطرت على ثماني عشرةَ ولايةً من أصلِ أربعةٍ وثلاثين ولايةً أفغانية، وباتت أقربَ لتطويقِ العاصمةِ “كابل” وعزلِها.
حيث قال “لوكا لو بريستي” رئيسُ منظمةِ “بانجيا” الإغاثيةِ الإيطاليةِ التي تعملُ في أفغانستان، إنّ الحركةَ اقتربت لمسافةِ خمسينَ كيلومتراً عن العاصمةِ “كابل”، وأكد أنّها قطعت الكهرباءَ عن المدينة.
ومن جانبٍ آخر، نقلت صحيفةُ “وول ستريت جورنال” الأمريكيةُ في تقريرٍ لها، إنّ الأفغانَ الذين لا يزالون في المناطقِ التي تسيطرُ عليها الحركة، قالوا إنّهم شهدوا هجماتٍ غيرَ مبررةٍ على المدنيين، وعملياتِ إعدامٍ للجنودِ الأسرى، وإنّ قادةَ “طالبان” طالبوا الأهالي بتسليمِ النساءِ غيرِ المتزوجات ليصبحن زوجاتٍ لمقاتليهم.
وعليه، ضم الأمينُ العامُ لحلفِ شمالِ الأطلسي “ينس ستولتنبرغ” صوتَه لأصواتِ الولاياتِ المتحدةِ ومجلسِ الأمنِ الدولي، الذين رفضوا الاعترافَ بحركةِ “طالبان” كسلطةٍ شرعيةٍ في أفغانستان، في حالِ استولت على الحكمِ بالقوة.
وشدد “ستولتنبرغ” على استمرارِ الحلفِ بدعمِ الحلِ السياسي للنزاع، وأنّ هدفَ دولِ الحلفِ لا يزال يتمثلُ بتقديمِ أكبر قدرٍ ممكنٍ من الدعم للحكومةِ والقواتِ الأمنيةِ الأفغانية، مشيراً في ذات الوقت إلى أنّ ضمانَ أمن عسكريي وموظفي دولِ الحلف، على سلم الأولويات.
وبموازاةِ ذلك، أمرت السفارةُ الأمريكيةُ في “كابل” موظفيها بإتلافِ الوثائقِ الحساسةِ والرموزِ والأعلامِ الأمريكية، لمنعِ استخدامِها من قبلِ “طالبان” لأغراضٍ دعائية.
وأكد متحدثٌ باسمِ الخارجيةِ الأمريكية، أنّ هذا إجراءٌ روتينيٌ في حالة تقليصِ الوجود الدبلوماسي للولاياتِ المتحدة في أي بلدٍ كان.