ساعاتٌ تفصلُ تحول أفغانستان من بلدٍ ديمقراطي لبلدٍ إسلاميٍ متشدد

في ظلِ التقدمِ السريعِ لحركةِ “طالبان” الإرهابية، وسقوطِ الولاياتِ الأفغانيةِ واحدةً تلوَ الأخرى تحت سيطرتِها، سواءً بقوةِ السلاحِ أو باستسلامِ قياديي ومسؤولي تلكَ الولايات، باتت الحركةُ أقربَ للسيطرةِ على العاصمةِ “كابل”، حيث سيطرت الحركةُ على أكثرَ من تسعينَ بالمئةِ من الولاياتِ والأراضي الأفغانية، كما سقطت عدةُ ولاياتٍ ومدنٍ مهمةٍ واستراتيجيةٍ مثلَ “مزار شريف” و”جلال آباد”، والتي كانَ قياديوها يعولونَ على صمودِها أمامَ زحفِ “طالبان”
وعن سقوطِ “مزار شريف”، قال السياسيُ الأفغاني “أتو محمدي نور”، إنّها سقطت نتيجةَ مؤامرةٍ كبيرة، إذ أنّه وعلى الرغم من مقاومتنا الحازمة، تم للأسف تسليمُ جميعِ معداتِ الحكومةِ وقواتِ الدفاعِ والأمنِ الأفغانيةِ إلى “طالبان”، وتابعَ بأنّ الهدفَ من المؤامرةِ كان لإيقاعِه في فخٍ مع المارشال “عبد الرشيد دوستم”، إلّا أنّهما وعدداً من المسؤولين الحكوميين الآخرين في مكانٍ آمن.
وإلى هذا، أعلنت الداخليةُ الأفغانيةُ صباح اليوم، أنّ مسلحي “طالبان” بدأوا بدخول العاصمةِ من جميعِ الاتجاهات، واستولوا على جامعةِ “كابل” ورفعوا أعلامَ حركتهم فوق أحدِ أحياءِ العاصمة، فيما وجه المسؤولون الحكوميون بإخلاءِ المباني الحكوميةِ على وجه السرعة.
وبدورِها، أعلنت “طالبان” أنّها أمرت قواتها بالوقوفِ عند أبوابِ “كابل” دون محاولةِ دخولِها بهدفِ تفادي العنف، مشددةً على أنّها لا تريد دخولَ المدينةِ بالقوةِ والحرب، كما أشارت إلى أنّ التفاوضَ جارٍ على إطلاقِ عمليةٍ انتقاليةٍ وتسليم “كابل” إليها.
ونقلت وكالةُ “أسوشييتد برس”، أنّ الحركةَ سيطرت على كافةِ المعابرِ الحدودية، ولم يعد بالمقدورِ الخروجُ أو الدخولُ للبلادِ إلا عن طريقِ مطارِ “كابل”
وتأتي هذه التطوراتُ فيما تواصلُ الولاياتُ المتحدةُ عمليةَ إجلاءِ طاقمِ سفارتِها من العاصمة، حيث ذكر مسؤولٌ أمريكيٌ أنّ الأعضاءَ الرئيسيين في الطاقمِ الأمريكي، يعملون من مطارِ العاصمة الآن، موضحاً أنّ أقل من خمسينَ موظفاً سيبقون في المدينةِ في الوقتِ الحالي.
هذا وكان الرئيسُ الأمريكيُ “جو بايدن” قد هدد “طالبان” بشنِ هجومٍ قاسي وسريع، في حالِ تعرضِ أي مواطنٍ أو موظفٍ أمريكيٍ للتهديد.
كما أفادت صحيفةُ “نيويورك تايمز” بأنّ “زلماي خليل زاد” المبعوثُ الأمريكيُ الخاص لأفغانستان، دعا “طالبان” إلى عدمِ دخولِ “كابل”، حتى تنتهي “واشنطن” من إجلاءِ مواطنيها وموظفيها الأفغان من المدينة، فيما ردت “طالبان” بالمطالبةِ بضرورةِ وقفِ الضرباتِ الجوية.