20/08/2021

معوقات داخلية وخارجية تقف بطريق طالبان نحو السلطة

ظهرت معوقاتٌ عديدةٌ أمام حركةِ "طالبان" في طريقِها نحوَ تسلمِ مقاليدِ الحكمِ وتشكيلِ إمارةٍ إسلاميةٍ في أفغانستان، وذلك على الصعيدِ السياسي والعسكري والاقتصادي والشعبي والدولي.

على الرغمِ من سيطرةِ حركةِ “طالبان” على معظمِ الأراضي الأفغانية، واقترابِها من تسلمِ زمامِ الأمورِ في البلاد، إلّا أنّ معوقاتٍ داخليةً وخارجيةً سرعان ما بدأت تطفو على السطح، وأولى تلكَ المعوقاتِ كانت توجيهَ نائبِ الرئيسِ الأفغاني “أمر الله صالح” دعوةً للشعبِ الأفغانيِ للوقوفِ بوجهِ الحركةِ ومقاومتِها لاستعادةِ الحكمِ الديمقراطي في البلاد، إضافةً لولادةِ جبهةِ مقاومةٍ أفغانيةٍ في ولايةِ “بنجَشير” غيرِ الخاضعةِ لسيطرةِ “طالبان”، والتي وجه زعيمُها “أحمد مسعود” دعوةً للولاياتِ المتحدةِ وحلفِ شمالِ الأطلسي بالوقوفِ لجانبِ المقاومةِ الأفغانية، عبرَ إرسالِ السلاحِ والعتاد، مضيفاً بأنّ جنودَ الجيشِ الأفغاني ووحدات القواتِ الخاصةِ والجماعاتِ المسلحةِ التابعةِ للجنرال “عبد الرشيد دوستم” الذين لم يستسلموا لحركةِ “طالبان” قد استجابوا لدعوتِه، وأنّهم يتجهون حالياً بالأسلحةِ والمعداتِ العسكرية إلى ولايةِ “بنجشير”، وأنّ عددَهم يُقدرُ بنحوِ عشرةِ آلافِ مقاتل.
وعلى الصعيدِ الاقتصادي، فقد سبق وأن كشفَ محافظُ البنكِ المركزي الأفغاني “أجمل أحمدي” الذي فرّ من البلاد، أنّ أفغانستان لديها احتياطياتٌ في الخارجِ بقيمةِ تسعةِ ملياراتِ دولار، لكنها لا تملكُ سيولةً ونقداً داخلَ البلاد، إذ أنّها لم تتلقَ شحناتٍ نقديةً كانت مقررةً الأسبوعَ الماضي.
وما زادَ من صعوبةِ موقفِ الحركةِ مالياً، هو إعلانُ صندوقِ النقدِ الدولي تعليقَ المساعدات المرصودةِ لأفغانستان، بسببِ الضبابيةِ المحيطةِ بوضعيةِ القادةِ في “كابل” بعد سيطرةِ “طالبان” على البلاد، حيث قال متحدّثٌ باسمِ الصندوق إنّ الهيئةَ الماليةَ تتبع رؤى المجتمعِ الدولي، الذي لم يوضح موقفَه بعدُ حولَ الاعترافِ بحكومةِ “طالبان”
وعلى الصعيدِ الشعبي، شاركَ العديدُ من المواطنين في وقفاتٍ رمزيةٍ في عددٍ من المحافظاتِ والمناطق، ورفعوا العلمَ الأفغاني متحدّين علمَ “طالبان”، ما دفعَ بعضَ عناصرِ الحركةِ إلى إطلاقِ الرصاصِ في الهواء، ومنهم من ضربَ المواطنين بغيةَ تفريقهم.
هذا ولم تكن النساءُ مستثنياتٍ من تلكَ الوقفات، حيث رفعت بعضُهن لافتاتٍ طالبنَ فيها الحركةَ بالحفاظِ على حقوقِهن.
وعلى الصعيدِ الدولي، وضعت فرنسا خمسةَ شروطٍ صعبةً لـ “طالبان”، من أجلِ حصولِها على الاعترافِ الدولي، وهذا قبلَ ساعاتٍ من عقدِ مجموعةِ “السبعِ الكبار” اجتماعاً حولَ الوضعِ في أفغانستان.
وتلك الشروطُ أعلن عنها وزيرُ الخارجيةِ الفرنسي “جان إيف لودريان”، الذي قال إنّ ما تدلي به الحركةُ من وعودٍ وتصريحاتٍ معتدلةٍ ليسَ كافياً ولا قيمةَ له إن لم يقترن بأفعالٍ على أرضِ الواقع، ويجبُ أن تسمحَ الحركةُ بخروجِ الأفغانِ الذين يريدون مغادرةَ البلاد، وأن تمنعَ تحولَ البلادِ لمرتعٍ للإرهاب، وأن تثبتَ ذلك بشكلٍ ملموس، كما يجبُ أن تسمحَ بدخولِ المساعداتِ الإنسانيةِ وأن تحترمَ حقوقَ الإنسانِ وخاصةً المرأة، والشرطُ الخامسُ والأخيرُ هو أن تشكلَ الحركةُ حكومةً انتقالية.
وحذّر “لودريان” الحركةَ من أنّ عدمَ تلبيةِ تلكَ الشروطِ الخمسة، سيؤدي لنبذِها من المجتمعِ الدولي.

‫شاهد أيضًا‬

“نادين ماينزا”… سوريا أمام مفترق طرق خطير بعد مجازر الساحل

واشنطن – في مقالة لها عبر موقع “ويلسون سنتر“، قالت رئيسة الأمانة العامة …