فون دير لاين: “لا اعتراف أوروبي بشرعية حكومة طالبان”

في خضمِ التطوراتِ المتسارعةِ على الساحةِ الأفغانية، والتي تُختزلُ بتمكن حركةِ “طالبان” من السيطرةِ على مفاصلِ الحكمِ في البلاد، وإجراءِ بعضِ الدولِ اتصالاتٍ دبلوماسيةً مع الحركة، ما يُترجمُ كاعترافٍ بسلطتها وشرعيتِها، غيرَ أنّ الموقفَ الأوروبيَ لم يشبه مواقفَ الدولِ الأخرى، حيث أشارت رئيسةُ المفوضيةِ الأوروبية “أورسولا فون دير لاين”، إلى أنّ الاتحادَ أجرى اتصالات مع الحركة من أجلِ إنقاذِ الأرواح، لكن ليس هناك أي حوارٍ سياسيٍ معها، وبالتالي لا اعترافَ أوروبياً بشرعيةِ “طالبان”
ولفتت “فون دير لاين” في مؤتمرٍ صحافي، إلى أنّ ما يحدث في أفغانستان مأساةٌ وصفعةٌ كبيرةٌ بوجهِ المجتمعِ الدولي، مشددةً على ضرورةِ ضمانِ عدمِ وقوع اللاجئين الأفغان ضحيةً بيدِ تجارِ البشر، وضمانِ ممراتٍ قانونيةٍ وآمنةٍ للراغبين بالوصول إلى أوروبا، مؤكدةً استعدادَ المفوضيةِ لتوفيرِ التمويلِ لدولِ الاتحادِ الأوروبي التي تساعد في إعادةِ توطينِ اللاجئين، وإنّها تعتزم إثارةَ قضيةِ إعادةِ توطينِ اللاجئينَ باجتماعِ مجموعةِ السبعِ الكبار الأسبوعَ المقبل.
ورغمَ موافقةِ عدةِ دولٍ أوروبيةٍ على استقبالِ أعدادٍ قليلةٍ من الأفغان، وخصوصاً أولئك الذين ساعدوا جيوشَهم وتعاونوا معهم في محاربةِ الإرهاب، غيرَ أنّ دولاً أخرى أبدت مخاوفها من أنّ استقبالَ اللاجئينَ الأفغان، سيؤدي لتكرارِ الأزمةِ التي خلّفها استقبالُ اللاجئين السوريين عامَ ألفينِ وخمسةَ عشر.
وذكرت صحيفةُ “فايننشال تايمز” أن ألمانيا وفرنسا كانتا على رأس قائمةِ تلكَ الدول، إذ أنّ استقبالَ اللاجئين برأيِ هاتين الدولتين، سيُعزز من نفوذِ اليمينيين قبل الانتخاباتِ الحاسمةِ المقبلةِ في ألمانيا وفرنسا.
وإلى هذا، حذرت الولاياتُ المتحدةُ رعاياها في أفغانستان، من الذهابِ إلى مطارِ “كابل” والاقترابِ من بواباته، نظراً لتهديداتٍ أمنيةٍ محتملة، مضيفةً بأنّ الوضع سيستمرُ على ما هو عليه، حتى ورودِ تعليماتٍ شخصيةٍ من ممثلِ “واشنطن” في أفغانستان.
ومن جانبٍ آخر، عقد الرئيسُ الأفغانيُ السابق “حامد كرزاي” ورئيسُ المجلسِ الأعلى للمصالحةِ الوطنية “عبد الله عبد الله”، اجتماعاً مع “عبد الرحمن منصور” القائمِ بأعمالِ حاكمِ “كابل” المعينِ من قبل “طالبان”، وأكدوا الأهميةَ الأولويةَ لحمايةِ حياة وممتلكاتِ وكرامةِ وأمانِ سكانِ “كابل”