25/08/2021

طالبان تضع حجر الأساس لحكومتها رغم عدم الاعتراف الدولي

رجح مسؤولون أمريكيون وبريطانيون استمرار عمليات إجلاء المواطنين لما بعد الفترة المحددةِ مسبقاً، فيما أفادت مصادرٌ ببدءِ "طالبان" بتأسيس مجلسٍ لقيادةِ البلاد، على الرغمِ من عدم اعترافِ المجتمعِ الدولي بالحركة، واعتبارِها حركةً إرهابية.

عقبَ تلويحِ الرئيسِ الأمريكي “جو بايدن” بإمكانيةِ استمرارِ عملياتِ إجلاءِ وخروجِ المواطنين والقواتِ الأمريكيةِ من أفغانستان، لما بعدَ الحادي والثلاثينَ من آبَ الجاري، قال رئيسُ لجنةِ الاستخباراتِ في مجلسِ النوابِ الأمريكي “آدم شيف” في تصريحٍ صحفي، إنّ هنالك احتماليةً كبيرةً لعدمِ قدرةِ “واشنطن” على إتمامِ الانسحابِ في الوقتِ المحدد، نظراً لوجودِ عددٍ كبيرٍ من الأمريكيين في أفغانستان.
ومن جهةٍ أخرى، قال وزيرُ الدفاعِ البريطاني “بين والَس”، إنّ بلادَه تأخرت لساعاتٍ وليسَ لأسابيعٍ في خطتها لإجلاءِ رعاياها من “كابل”، وإنّه يتوجبُ على القواتِ استغلالُ كلِ لحظةٍ تضطر فيها لإخراجِ الناس من مطار “كابل”
وأضافَ “والَس” بأنّه في حالِ مددت “واشنطن” جدولها الزمنيَ ليومٍ أو يومين، فسيمنحنا ذلك يوماً أو يومينِ آخرين لإجلاءِ الأشخاص، وعلينا التأكدُ من أننا نستغلُ كل دقيقةٍ لذلك.
تلك التصريحاتُ قوبلت برفضٍ من قبلِ “طالبان”، حيث قال المتحدثُ باسمِ الحركة “سهيل شاهين”، إنّ تمديدَ الجدولِ الزمني يعني تمديدَ الاحتلال، وسيكون له تبعات، مضيفاً بأنّ الحركةَ بصددِ تشكيلِ حكومةٍ لها، إلّا أنّها لن تبصرَ النورَ حتى رحيلِ آخرِ جنديٍ أمريكيٍ من البلاد.
ويُشارُ إلى أنّه ورغمَ عدمِ توضيحِ أيِ دولةٍ موقفَها من الحكومةِ التي ستشكلُها حركةُ “طالبان”، والتي تُعتبرُ إرهابيةً بنظرِ المجتمعِ الدولي وتمارسُ أفظعَ الجرائمِ بحقِ الأقلياتِ وخاصةً المسيحيينَ وتنتهك حقوقَ النساء، فقد ذكرت وكالةُ “نوفوستي” أنّ الحركةَ أسست مجلساً يتكون من اثنَي عشرَ عضواً لقيادةِ البلاد.
إلّا أنّه تمت الموافقةُ على سبعةِ مرشحين، وهم كلٌ من الرئيسِ الأفغانيِ السابق “حامد كرزاي” ووزيرِ الخارجية “حنيف أتمار”، ورئيسِ مجلسِ المصالحةِ الوطنية “عبد الله عبد الله” و”قلب الدين حكمتيار” زعيمِ الحزبِ الإسلاميِ الأفغاني، بالإضافةِ لـ “عبد الغني برادار” و”الملا يعقوب” و”خليل الرحمن حقاني” كممثلين عن حركةِ “طالبان”
وأفاد مصدرٌ بأنّ المفاوضات جاريةٌ لاختيارِ أعضاءِ المجلسِ الخمسةِ المتبقين، وأنّ المجلسَ استبعدَ ترشيحَ الرئيسِ الهارب “أشرف غني” وأيضاً الجنرال “عبد الرشيد دوستم” و”محمد نور”
يأتي هذا فيما أفادت وكالةُ “باجهوك نيوز”، بأنّ الحركةَ عينت وبشكلٍ مؤقتٍ وزيراً جديداً للماليةِ ورئيساً للمخابرات ووزيراً للداخلية.
ومن جانبٍ آخر، وتحديداً في ولايةِ “بنجَشير”، تستمرُ جبهةُ المقاومةِ الأفغانيةِ بشن هجماتٍ على مواقعِ حركةِ “طالبان” لتحريرِ مزيدٍ من الأراضي التي سيطرت عليها، إذ تمكنت المقاومةُ بزعامةِ كلٍ من نائبِ رئيسِ الدولة السابق “أمر الله صالح” و”أحمد مسعود” نجلِ القائدِ الميداني الراحل الشهير “أحمد شاه مسعود”، من قطعِ الطريق الاستراتيجي عبر نفقِ “سالانج”، الذي يربط العاصمةَ “كابل” بمدينةِ “مزار شريف”، أكبرِ مدينةٍ في شمالِ البلاد.

‫شاهد أيضًا‬

الإدارة الأمريكية تشترط عدة طلبات لرفع العقوبات جزئياً عن سوريا

بهدف بناء الثقة بين الإدارة الأمريكية والإدارة السورية الانتقالية، كشفت صحيفة “واشنط…