توترات محلية وإقليمية ودولية إزاء الوضع في أفغانستان

في مساعيٍ منها للسيطرةِ على كافةِ الأراضي الأفغانية، بعد توليها زمامَ السلطةِ في البلاد، أقدمت حركةُ “طالبان” على شن هجومٍ على ولايةِ “بنجَشير” شمالي البلاد، والتي تُعتبرُ معقلَ جبهةِ المقاومةِ الأفغانيةِ بزعامةِ “أحمد مسعود”، إلّا أنّ الهجومَ قوبلَ بمقاومةٍ من قبلِ قواتِ “مسعود”، التي قالت إنّها تمكنت من قتلِ عددٍ من عناصرِ “طالبان”، واعتقالِ تسعةَ عشرَ آخرين.
وكان “أحمد مسعود” قد صرّح بأنّه لن يلقي سلاحَه إلّا في حالِ اعتزمت “طالبان” تقاسمَ السلطةِ مع الجميع، وإقامةَ حكومةٍ شاملةٍ لامركزيةٍ في أفغانستان، وتحقيقَ العدلِ والمساواةِ والحريةِ للجميعِ في أفغانستان، خاصةً للنساء.
ومن جانبٍ آخر، وبعدَ ورودِ أنباءٍ عن سيطرةِ “طالبان” على عتادٍ وأسلحةٍ أمريكية تركَها الجيشُ الأمريكيُ أثناءَ انسحابِه من البلاد، أكد المتحدثُ باسمِ وزارةِ الدفاعِ الأمريكية “جون كيربي”، أنّ الأسلحةَ والطائراتِ التي تم تركُها قد تم تعطيلُها وأصبحت غيرَ صالحةٍ للاستخدام، أي أنّ “طالبان” لن تتمكن من تشغيلِ الأسلحة.
ومن الناحيةِ السياسية، قال المتحدثُ باسمِ الخارجيةِ الأمريكية “نيد برايس”، إنّ الإدارةَ الأمريكيةَ لن تلغي عقوباتِها المفروضةَ على “طالبان”، ولازالت تعتبرُها تنظيماً إرهابياً، مضيفاً بأنّ الوضعَ لن يتغير في المستقبلِ القريب، وأنّ تغييرَ الموقفِ إزاءَ “طالبان”، مرهونٌ بسلوكِها وبوفائِها بالتزاماتها.
وفيما يتعلقُ بوضعِ الدولِ المجاورةِ لأفغانستان، قال وزيرُ الخارجيةِ الألماني “هايكو ماس” عقب محادثاتٍ في العاصمةِ الباكستانية “إسلام آباد”، إنّ باكستان تتأثرُ بشكلٍ مباشرٍ بالأزمةِ الأفغانية، وأكد أنّ بلادَه ستواصلُ دعمَ المنطقة.
وتأكيداً لتصريحاتِ “ماس”، أعلنت الشرطةُ الباكستانيةُ القضاءَ على أحدَ عشرَ عنصراً من “داعش” في اشتباكاتٍ مع وحداتِ مكافحةِ الإرهابِ في إقليمِ “بلوشستان”، وذلك بعدَ قتلِ الإرهابيينَ ضابطَي شرطةٍ في الإقليمِ المذكور.
وبهذا الصدد، وتفادياً لوصولِ الإرهابيين إلى أوروبا، ومنعِ اندلاعِ موجةِ نزوحٍ جديدة، تعهدَ وزراءُ العدلِ والداخليةِ في الاتحادِ الأوروبي، بدعمِ دولِ جوارِ أفغانستان لمساعدتها على استقبالِ اللاجئين الهاربين من نظامِ “طالبان” الجديد.