أفغانستان.. قرب تشكيل الحكومة وعودة الاشتباكات بين طالبان والمقاومة الأفغانية

بعدَ إعلانِها عن قربِ تشكيلِ حكومتِها في أفغانستان، وذلك عقب سيطرتِها على البلاد، أكدت حركةُ “طالبان” وعلى لسانِ المتحدثِ باسمِها “ذبيح الله مجاهد”، الذي صرح لصحيفةِ “لا ريبابليكا” الإيطالية، بأنّ الحكومةَ ستكونُ حكومةَ وحدةٍ وطنية، لكن دون منحِ النساءِ أيةَ حقائبَ وزارية، وذلك يتنافى مع الوعودِ التي سبقَ أن قطعتها الحركةُ بإشراكِ النساءِ في الحكومة.
وفيما يتعلقُ بعلاقاتِ الحركةِ الدولية، أوضح “مجاهد” أنّ الصينَ أبدت استعدادَها للاستثمارِ في أفغانستان والمشاركةِ بإعادةِ الإعمار، ووصفَ العلاقاتِ مع روسيا بالجيدة، خاصةً في المجالِ السياسي والاقتصادي.
غيرَ أنّ الخارجيةَ الروسيةَ أبدت بعضاً من التحفظِ إزاءَ العلاقاتِ مع “طالبان”، حيث قالت المتحدثةُ باسمِ الخارجيةِ “ماريا زاخاروفا”، إن “موسكو” ستدرسُ احتمالَ الاعترافِ بسلطةِ حركةِ “طالبان” بعد تشكيلِ حكومةٍ تشملُ جميعَ الأطرافِ في البلاد، في إشارةٍ للقيادي “أحمد مسعود” قائدِ جبهةِ المقاومةِ الأفغانية.
لكن التوقعاتِ الروسيةَ غيرُ قابلةٍ للتحقيقِ في المستقبلِ القريب، إذ تداول نشطاءٌ ووسائلُ إعلامٍ في أفغانستان، بياناً لـ “أحمد مسعود”، أفادَ بفشلِ الاتفاقِ ومحادثاتِ السلامِ بين الجبهةِ و”طالبان”، بسببِ إصرارِ الأخيرةِ على منحِ حقيبةٍ أو حقيبتينِ على الأكثر للجبهةِ في حكومتِها المستقبلية، الأمرُ الذي أدى لعودةِ الاشتباكاتِ بين الطرفين، وبدءِ “طالبان” بشنِ هجماتٍ لاقتحامِ مراكزِ الجبهةِ في “بنجَشير”
وتأتي هذه التطوراتُ بعدَ رفضِ وزيرِ الخارجيةِ الروسي “سيرغي لافروف” لعبَ بلادِه دورَ الوساطةِ في المفاوضاتِ بين الطرفين، واكتفائِه بدعوتهما لحلِ الخلافِ سلمياً، دون استئنافِ العملياتِ العسكرية.
ومن الجانبِ الأمريكي، أكدَ المتحدثُ باسمِ البنتاغون “جون كيربي” وفي ردٍ على أسئلةِ الصحفيين، أنّ الإدارةَ الأمريكيةَ أنهت مهمتَها العسكريةَ في أفغانستان، ولذلك فهي لا تنوي مساعدةَ قواتِ المقاومةِ لحركةِ “طالبان”
وبموازاةِ ذلك، وفيما يتعلقُ بقيةِ اللاجئينَ الأفغان، وبعدَ رفضِ عددٍ من دولِ الجوارِ الأفغاني استقبالَ المزيدِ من اللاجئين، قال السفيرُ الباكستاني لدى روسيا “علي خان”، بأنّ نحوَ أربعةِ ملايينِ أفغانيٍ دخلوا الأراضي الباكستانية، إلّا أنّ مواردَ الحكومةِ محدودةٌ لرعايتِهم.
وبهذا الصدد، أعلنت بريطانيا أنّها سترصدُ ثلاثينَ مليونَ جنيهٍ استرليني لمساعدةِ دولِ جوارِ أفغانستان، لمعالجةِ قضيةِ المهاجرين، وتوفيرِ الخدماتِ والمستلزماتِ الأساسيةِ لهم.