انتقادات دولية لحكومة طالبان تنسف الآمالَ بنيلها الاعتراف الدولي

رغمَ انقضاءِ نحوِ أسبوعٍ على إعلانِ “طالبان” عن حكومتِها المؤقتةِ الجديدة، غيرَ أنّها لم تحصل بعدُ على الاعترافِ الدولي، بل على العكس، فقد وجهت عدةُ دولٍ انتقاداتٍ شديدةً لها، ومن بينِها بريطانيا التي قال رئيسُ مخابراتِها الداخلية “كين مالكوم”، إنّ سيطرةَ “طالبان” على أفغانستان يمكن أن تؤدي إلى عودةِ مؤامراتٍ لشنِ هجماتٍ كبيرةٍ كتلكَ التي شنّها تنظيمُ “القاعدة” ضد الدولِ الغربية، إذ أنّ تغييرَ التهديداتِ لا يتغيرُ بينَ ليلةٍ وضُحاها، مشيراً إلى أنّ المخابراتِ البريطانيةَ ومنذُ عشرينَ عاماً وحتى الآن، كانت تحبطُ هجماتٍ متطرفةً بعددٍ أكبرَ من ذي قبل، لكنها كانت أقلَ خطورة.
ومن جانبٍ آخر، استبعدَ وزيرُ الخارجيةِ الإيطالي “لويجي دي مايو” وجودَ اعترافٍ دوليٍ بحكومةِ “طالبان”، حتى من قبلِ الدولِ غيرِ المتحالفةِ مع إيطاليا، وذلك بسببِ استمرارِ العنفِ والتمييزِ ضد النساءِ والصحفيين، ووصفَ “دي مايو” تلكَ الحقائقَ بالمحبطةِ إلى حدٍ كبير.
وزيرُ الخارجيةِ الإسباني “خوسيه مانويل ألباريس” هو الآخرُ عبرَ عن قلقِهِ إزاءَ حقوقِ الإنسانِ وحريةِ الحركةِ والمعاملةِ السيئةِ للنساءِ من قبلِ “طالبان”، مضيفاً بأنّ هذا ما يدفعُ الدولَ للامتناعِ عن الاعترافِ بحكومةِ “طالبان”
غيرَ أنّ روسيا كانَ لها رأيٌ مخالف، حيث قال وزيرُ الخارجيةِ الروسي “سيرغي لافروف”، إنّ حركةَ “طالبان” أكدت أنّها لا تعتزمُ احتكارَ السلطةِ في البلاد، وتسعى لتشكيلِ حكومةٍ تعددية، مضيفاً بأنّه وحتى الآن، لم تظهر أدلةٌ على عدمِ سعيِها لمحاربةِ الإرهابيين الذين ينشطون على الأراضي الأفغانية، كـ “داعش” و”القاعدة”
لكن ورغمَ تصريحاتِ “لافروف” المؤيدةِ لأعمالِ “طالبان”، أعلن الكرملين أنّ روسيا لن تحضرَ مراسمَ تنصيبِ حكومةِ “طالبان”، دون توضيحِ الأسباب.
وتلكَ التطوراتُ تأتي فيما لا تزالُ الحربُ مستعرةً بينَ “طالبان” وجبهةِ المقاومةِ الأفغانية في “بنجَشير”، حيث أعلنت الأخيرةُ أنّها استعادت ثلاثَ مناطقَ من “طالبان”، بعدَ سيطرتِها الكاملةِ على “بنجَشير”
وفي الجانبِ المقابل، أعلنت “طالبانُ” عن سيطرتِها على مستودعٍ كبيرٍ مليءٍ بالأسلحةِ والعتاد، كما تداولت أنباءً عن مقتلِ “روح الله صالح” شقيقِ نائبِ الرئيسِ السابق “أمر الله صالح”، وذلك خلالَ محاولتِه الهربَ من “بنجَشير”