تعاقب الحوادث والمشكلات يؤرق الحكومةَ العراقية فيما تستعد لإجراء الانتخابات

مع اقترابِ موعدِ إجراءِ الانتخاباتِ النيابيةِ العراقية، كثفت القوى الأمنيةُ من احتياطاتِها وعملياتِها لمنعِ العبثِ أو التأثيرِ في سيرِ الانتخابات، وأسفرت تلكَ العملياتُ مؤخراً عن إلقاءِ القبضِ على شخصين كانا يمزقان صورَ المرشحين عن مدينةِ “الفلوجة” في محافظةِ “الأنبار”، وذكرت مصادرٌ مسؤولةٌ أنّ الشخصين ينتميانِ لأحدِ الأحزابِ المشاركةِ في الانتخابات، وسيتمُ اتخاذُ الإجراءاتِ القانونيةِ بحقهما.
وفي ظلِ انشغالِ الحكومةِ بتنظيمِ الانتخابات، كشفَ أحدُ موظفي مكتبِ رئيسِ الوزراء “مصطفى الكاظمي”، عن وثيقةٍ سريةٍ تضمنت المبلغَ الذي تم إنفاقُه من قبلِ الحكومةِ لاستضافةِ مؤتمرِ “بغداد” للتعاونِ والشراكةِ الذي أُقيمَ منذُ أسابيع.
وكشف مصدرٌ حكوميٌ أنّ تحقيقاً فُتِحَ مع موظفيِ مكتبِ “الكاظمي”، للكشفِ عن ملابساتِ ذلك التسريب، والموظفِ الذي أقدمَ على نشرِ الوثيقةِ في وسائلِ الإعلام.
ومن جانبٍ آخر، كشف عضوُ لجنةِ مكافحةِ الفسادِ السابق “سعيد ياسين”، عن حجمِ الأموالِ المنهوبةِ والمهربةِ من البلاد، وأعلن عن انعقادِ مؤتمرٍ لمناقشةِ كيفيةِ استردادِها، مضيفاً بأنّ الاستردادَ سيتمُ من خلالِ دائرةِ استردادِ الأموالِ في هيئةِ النزاهة، وصندوقِ استردادِ الأموال، الذي يضمُ الهيئةَ المذكورةَ ووزاراتِ الماليةِ والخارجيةِ والعدلِ والقضاءِ والبنكَ المركزي وجهازَي المخابراتِ والأمنِ الوطني، فضلاً عن ديوان الرقابةِ المالية.
وأوضحَ “ياسين” أنّ حجمَ الأموالِ المنهوبةِ يقدرُ بنحوِ ثلاثِمئةٍ وستينَ مليارَ دولار.
تلكَ المشكلاتُ والتحديات، تأتي فيما تستمرُ عملياتُ تعقبِ وملاحقةِ عناصرِ “داعش”، حيث أعلنت خليةُ الإعلامِ الأمني القبضَ على ثلاثةِ إرهابيين في قضاءِ “الرطبة” بـ “الأنبار”، وذلك خلالَ عمليتينِ منفصلتين.
ولفتت الخليةُ إلى أنّ الإرهابيينَ الثلاثة مطلوبونَ للقضاءِ وفقَ أحكامِ المادةِ الرابعةِ للإرهاب.
وفي السياق، استقبلَ “الكاظمي” وفداً عسكرياً أمريكياً برئاسةِ قائدِ القيادةِ المركزية الأمريكية “كينيث ماكنزي”، وبمرافقةِ السفيرِ الأمريكي لدى العراق “ماثيو تولر”
وخلالَ اللقاء، أعربَ “الكاظمي” عن فخرِه بالشراكةِ مع قواتِ التحالفِ الدولي التي ساهمت في القضاءِ على تنظيمِ “داعش”، وثمّنَ الدعمَ والإسنادَ والتدريبَ الذين قدمَتهم قواتُ التحالفِ للقواتِ العراقية.
ومن جانبه، أثنى “ماكنزي” على التنامي المستمرِ لقدراتِ القواتِ الأمنيةِ العراقية، والذي يأتي فيما تستعدُ قواتُ التحالفِ للخروجِ من العراق في نهايةِ العامِ الجاري، مع إبقاءِ قواتٍ للمشورةِ والتدريبِ والتعاونِ الاستخباراتي.
وشدد على أنّ تخفيضَ التواجدِ العسكري لن يضعف من التزامِ “واشنطن” بالعلاقةِ الاستراتيجيةِ الأوسعِ مع العراق.
هذا واتفقَ الجانبانِ على عقدِ اجتماعٍ جديدٍ للجنةِ العسكريةِ التقنيةِ العراقيةِ ونظيرتِها الأمريكية، لتنفيذِ الخطواتِ المتبقيةِ من مخرجاتِ الحوارِ الاستراتيجي.