حكومة طالبان تباشر أعمالها وسط استنكار دولي وأممي
باشرت حكومةُ "طالبان" المُشَكَلَةُ حديثاً بأعمالِها وإصدارِ القرارات، اعتبرَتها أطرافٌ دوليةٌ خرقاً لالتزاماتِ "طالبان" ووعودِها بالتغيير، يأتي هذا فيما أعادت "طالبان" فتحَ مطارِ "كابل"، وأعادت تسييرَ الرحلاتِ منهُ وإليه.
من دونِ أيِ تأخيرٍ أو تأجيل، سارعت حكومةُ “طالبان” المؤقتةُ التي شُكلت حديثاً، لإصدارِ قراراتٍ وفرضِ نظامِ حكمٍ مماثلٍ لما كان عليه منذُ عشرينَ عاماً، وأولُ تلكَ القراراتِ كانَ إعادةَ وزارةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر، ويبداُ نطاقُ مهامِها من تطبيقِ التفسيرِ المتشددِ للشريعةِ الإسلامية، وفرضِ قيودٍ صارمةٍ على النساءِ والإجبارِ على الصلاة، وصولاً لحظرِ الطائراتِ الورقيةِ والشطرنج وغيرِها من وسائلِ الترفيه.
وفي تغييرٍ لمسارِ الحكوماتِ السابقةِ لأفغانستان، لم تنشئ “طالبان” وزارةً لشؤونِ المرأة، وتلكَ القراراتُ أعطت إشارةً لبعضِ الأفغان، بأنّ “طالبان” لا تسعى للتغييرِ كما وعدت.
وفيما يتعلقُ بوعودِها بالسماحِ بإقامةِ المظاهرات، أصدرت “طالبان” قراراً يحظرُ التظاهراتِ غيرِ المرخصة من قبلِ وزارةِ العدلِ وبدونِ علمِ الأجهزةِ الأمنية، وغيرِها من الشروطِ التعجيزية، وحذرت “طالبان” المخالفينَ من تحملِ العواقبِ وتطبيقِ القوانينِ الصارمةِ بحقِهم.
أما فيما يتعلقُ بأعضاءِ الحكومةِ المُدرجينَ على القائمةِ السوداءِ للولاياتِ المتحدةِ والأممِ المتحدة، على غرارِ وزيرِ الداخليةِ “سراج الدين حقاني” المطلوبِ من مكتبِ التحقيقاتِ الفيدرالية، فقد طالبت الحركة بشطبِ أسمائِهم من تلكَ القوائمِ السوداء، ووصفت الموقفَ الأمريكيَ بهذا الخصوصِ بأنّه انتهاكٌ للاتفاقيةِ المبرمةِ بين الطرفين في العاصمةِ القطريةِ “الدوحة”، وطالبت بتغييرِ الموقفِ الأمريكي بأسرعِ وقتٍ إلى علاقاتٍ دبلوماسيةٍ حسنة، على حدّ تعبيرِ الحركة.
تلكَ القراراتُ أثارت حفيظةَ عددٍ من الدولِ والتكتلاتِ العالمية، ومن بينِها الاتحادُ الأوروبي، حيث قالت هيئةُ الشؤونِ الخارجيةِ للتكتل إنّ تشكيلةَ الحكومةِ لا تلبي تطلعاتِ المجتمعِ الدولي، ولا تعكسُ التزاماتِ الحركة.
الأممُ المتحدةُ كذلك، كانت من ضمنِ تلكَ الأطراف، حيث أعلنت المبعوثةُ الأمميةُ الخاصةُ إلى أفغانستان “ديبوراه لايونز”، عن تعرضِ كواردِ البعثةِ الأمميةِ من الأفغانِ للمضايقات والترهيبِ من قبلِ “طالبان”، مضيفةً أنّ الأممَ المتحدةَ لن تكون قادرةً على العمل، إذا كان موظفوها يتعرضون للترهيبِ ويخافون على حياتهم ولا يستطيعون التنقلَ بحرية.
وبهذا الصدد، دعا الأمينُ العامُ للأممِ المتّحدة “أنطونيو غوتيريش” المجتمعَ الدولي، لإجراءِ حوارٍ مع “طالبان”، لمنع حدوثِ انهيارٍ اقتصاديٍ قد يؤدّي إلى ملايين الوفياتِ في أفغانستان، ومنعِ تحولِ البلادِ لمركزٍ للإرهاب.
وأبدى “غوتيريش” استعدادَه للذهابِ إلى أفغانستان، حالَ توفرِ الشروطِ اللازمةِ والمناسبةِ لذلك.
تلكَ التطوراتُ تأتي فيما عادَ مطارُ “كابل” للعملِ واستقبالِ وإرسالِ الرحلاتِ الجويةِ منهُ وإليه، إذ انطلقت أولُ رحلةٍ من المطارِ إلى “الدوحة”، حملت على متنِها عشراتِ الأجانبِ والأمريكيين، الأمرُ الذي لقيَ ترحيباً كبيراً من قبلِ وزيرِ الخارجيةِ الأمريكي “أنتوني بلينكن”
وفي المقابل، هبطت في المطار طائرةٌ باكستانيةٌ وأخرى بحرينية، تحملان مساعداتٍ إنسانيةً وطبيةً لمحتاجيها في أفغانستان.
ممثلو الاتحاد السرياني الأوروبي يعقدون جلسة مع نائبة في البرلمان النمساوي
فيينا — أجرت كل من مسؤولة العلاقات الخارجية لمجلس “بيث نهرين” القومي “أ…