15/09/2021

دعمٌ ماليٌ ضخم لأفغانستان وانتقادات تنهال على حكومة طالبان

ستُمئةِ مليونِ دولارٍ أمريكي، هو المبلغُ الذي شددت الأممُ المتحدةُ على وجوبِ منحه لأفغانستان لتجنبِ أزمةِ الغذاءِ وانهيارِ الخدماتِ العامةِ في هذا البلد، وعليه، تم عقدُ مؤتمرِ المانحينَ في “جنيف” برعايةِ الأمينِ العامِ للأممِ المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، وبمشاركةٍ دوليةٍ واسعة.
وخلال مؤتمرٍ صحفيٍ على هامشِ المؤتمر، قال “غوتيريش” إنّ المؤتمرَ لبى بشكلٍ كاملٍ التوقعاتِ المتعلقةَ بالتضامنِ مع الشعبِ الأفغاني، إذ تقدمت الدولُ بتعهداتٍ ماليةٍ تخطت ستَمئةٍ وستةَ ملايينِ دولارٍ المطلوبةَ لتغطيةِ الاحتياجاتِ الإنسانيةِ العاجلةِ للأشهرِ الأربعةِ القادمة، وتخطت قيمةُ التعهداتِ الإجماليةُ مليارَ دولار.
غيرَ أنّ “غوتيريش” شدد على أنّه من غيرِ الممكنِ توفيرُ المساعدةِ في أفغانستان، دون التواصلِ مع حركةِ “طالبان” لضمانِ توريدِها.
يأتي هذا فيما خضعَ وزيرُ الخارجيةِ الأمريكي “أنتوني بلينكن” لجلستَي استماعٍ منفصلتين أمامَ مجلسِ النوابِ والشيوخِ الأمريكيَين، دافعَ خلالَهما عن الطريقةِ التي تعاملَت بها إدارةُ الرئيسِ “جو بايدن” مع الانسحابِ العسكري من أفغانستان.
وقال “بلينكن” إنّه ولو بقيت القواتُ الأمريكيةُ في أفغانستان لما بعدَ الموعدِ المحدد، كانت “طالبان” ستستأنفُ هجماتِها ضد القوات.
وأضاف أنّ أكثرَ التقييماتِ تشاؤماً لم تتنبأ بانهيارِ القواتِ الحكومية في “كابل” أثناء وجودِ القواتِ الأمريكية، مشيراً إلى أنّ “بايدن” ورث اتفاقاً توصل إليه سلفُه “دونالد ترامب” مع “طالبان”، لسحبِ جميع القواتِ بحلولِ الأول من أيارَ الماضي، إلّا أنّه تمكن من تمديدِ تلك المهلة، وضغطَ للإفراجِ عن خمسةِ آلافِ أسيرٍ من “طالبان” بمن فيهم بعضُ كبارِ قادةِ الحرب، وفي غضون ذلك، خفضَ وجودَ القوات إلى ألفينِ وخمسِمائةِ جندي، ما أجبرَ “طالبان” على وقفِ مهاجمةِ القوات الأمريكيةِ وشركائها، والامتناع عن تهديدِ المدنِ الرئيسيةِ في أفغانستان، غيرَ أنّها واصلت مساعيها للاستيلاءِ على نقاطِ التفتيشِ والقرى والمناطقِ النائية، فضلاً عن الطرقِ الرئيسيةِ التي تربطُ المدن.
وأردفَ “بلينكن” بأنّ “بايدن” كان أمامَ خيارَين، إما خيارُ إنهاءِ الحربِ أو تصعيدِها، ولو لم يتقيد بالتزامِ سلفه، لكان من الممكن استئنافُ الهجماتِ على قواتِنا، وهذا كان سيتطلب إرسالَ المزيدِ من القواتِ للدفاعِ عن أنفسِنا، ومنعِ استيلاءِ “طالبان” على البلادِ والتسبب في خسائرٍ بشرية.
ومن جانبٍ آخر، ورغمَ تعهدِ “طالبان” بالتعاملِ بمرونةٍ مع النساءِ والسماحِ لهن بالعملِ والتعليمِ وغيرِها من الحقوق، إلّا أنّ المفوضةَ العليا لحقوقِ الإنسان في الأممِ المتحدة “ميشيل باشليه”، انتقدت افتقارَ حكومةِ “طالبان” للتنوعِ وعدمِ إشراكِ المرأةِ فيها، وضمِها عدداً قليلاً من الأعضاءِ غيرِ “البشتون”، معربةً عن قلقِها من قمعِ المعارضةِ الذي يزدادُ عنفاً، على حدِّ تعبيرِها.
ومع تزايدِ الضغوطاتِ على “طالبان” من كلّ حدبٍ وصوب، قالت الأخيرةُ إنّه من الضروريِ إجراءُ وزيرِ خارجيتِها زياراتٍ إلى روسيا والصين وإيران، لكنّ الأمرَ يحتاجُ لإجراءِ مشاوراتٍ تحضيريةٍ مع هذه الدول.
غيرَ أنّه لم تصدُر أي تعليقاتٍ من الدولِ الثلاثِ المذكورةِ عن نيتِها إجراءَ علاقاتٍ دبلوماسيةً مع “طالبان”، أو حتى من قبلِ الدولِ الأخرى.

‫شاهد أيضًا‬

علماء آثار.. الآشوريون كانوا سباحين ماهرين

بريطانيا- نُقِلَ اللوح الطيني الذي يُقدر عمره بثلاثة آلاف عام، من مدينة “نمرود”…