تصدع داخلي في حكومة طالبان ومزيد من الضغوطات الدولية
على الرغمِ من مرورِ أسبوعين فقط على تشكيلِ “طالبان” حكومتَها الانتقاليةَ في أفغانستان، وعدمِ انتهائِها من توزيعِ الحقائبِ الوزاريةِ على أعضائِها بشكلٍ كامل، ظهرت خلافاتٌ كبيرةٌ بينَ قادةِ الحركةِ بشأنِ التشكيلةِ الوزارية، وحولَ من يجبُ أن ينسب إليه الفضلُ في انتصارِ “طالبان”، حيث نقلت وكالةُ “بي بي سي” عن مسؤولين في “طالبان”، بأنّ نائبَ رئيسِ الحكومةِ وممثلَ الشقِ السياسيِ في الحركة “المُلا عبد الغني برادار”، ووزيرَ شؤونِ اللاجئين وممثلَ الشقِ العسكري في الحركة “خليل الرحمن حقاني”، تبادلا كلماتٍ قويةً في القصرِ الرئاسي، بينما تشاجر أتباعُهما في مكانٍ قريب.
من جانبٍ آخر، وتعليقاً على المطالبِ الدوليةِ والضغوطاتِ على “طالبان”، قال وزيرُ خارجيةِ الحكومة “المولوي أمير خان متقي”، إنّه لا يعرف معنى حقوقِ الإنسانِ التي تتحدثُ عنها الدول، مشيراً إلى أنّ الحركةَ وطبقاً لعاداتِها وللشريعةِ الإسلامية، لم تمنع المرأةَ من ممارسةِ أيِ نشاط، وأكدَ أنّ الحركةَ ملتزمةٌ بتنفيذِ كافةِ وعودِها والتزاماتِها.
غيرَ أنّ تقريراً لصحيفةِ “تايمز” البريطانية، أثبت عدمَ جديةِ “طالبان” بالتزاماتِها، ونقضَ أقوالَ “متقي”، إذ أفاد التقريرُ بأنّ عناصرَ الحركةِ أعدموا قناصاً أفغانياً عملَ سابقاً مع القوات البريطانيةِ في أفغانستان.
وبناءً على ما سبق، وبهدفِ ممارسةِ مزيدٍ من الضغوطِ على “طالبان”، نشر وزيرُ الخارجيةِ الأمريكي “أنتوني بلينكن” تغريدةً توعدَ فيها بمحاسبةِ الحركة، في حالِ تحوّلت أفغانستانُ إلى مصدرِ تهديد، حيث قال إنّ الحركةَ التزمت بمنعِ الجماعاتِ الإرهابيةِ من استخدامِ أفغانستان كقاعدةٍ لعملياتٍ قد تهدد الولاياتِ المتحدةَ أو حلفائَها.
وتصريحاتُ “بلينكن” لم تأتِ من فراغ، بل جاءت استناداً على تقاريرٍ استخباراتيةٍ أمريكية، أفادت بأنّ تنظيمَ “القاعدة” عادَ ليستجمعَ قواه، ومن الممكن أن يشنُ هجماتٍ على الولاياتِ المتحدةِ في غضونِ عامٍ أو عامَين.
وفي جانبٍ آخرَ من الضغوطاتِ الأمريكيةِ على الحركة، قدم كلٌ من السيناتورِ الجمهوري “ليندسي غراهام” والنائبِ الجمهوري “مايك والتز”، مشروعَ قرارٍ للخارجيةِ الأمريكية، طالبا من خلالِه بإعادةِ تصنيفِ “طالبان” كمنظمةٍ إرهابيةٍ أجنبية.
وبموازاةِ ذلك، أكد المستشارُ النمساوي “سيباستيان كورتس” وفي حديثٍ صحفي، أنّ بلادَه لن تستقبل أيَ لاجئٍ جديدٍ من أفغانستان، طالما كان موجوداً في السلطة، إذ أنّ النمسا لديها رابعُ أكبرِ جاليةٍ أفغانيةٍ في العالم.
وعزا ذلك إلى أنّ اندماجَ الأفغانِ في المجتمعِ النمساوي سيكون صعباً، نظراً لاختلافِ القيمِ الإنسانيةِ لديهم، وانخفاضِ مستوياتِ تعليمِهم.
“نادين ماينزا”… سوريا أمام مفترق طرق خطير بعد مجازر الساحل
واشنطن – في مقالة لها عبر موقع “ويلسون سنتر“، قالت رئيسة الأمانة العامة …