18/09/2021

صفقة الغواصات تتسببُ بأزمة سياسية بين باريس وواشنطن

فشلت كلُ محاولاتِ التهدئةِ والتطميناتِ التي أطلقتها الإدارةُ الأمريكية، في استيعابِ الغضبِ والسخطِ الفرنسي، الذي نجمَ عن صفقةِ الغواصاتِ النوويةِ التي قدمتها الولاياتُ المتحدةُ لأستراليا وبدعمٍ بريطاني، وإلغاءِ اتفاقِ توريدِ الغواصاتِ الفرنسيةِ للبلدِ المذكور، والذي كان قد أُبرِمَ قبلَ خمسِ سنوات، كما لم ينجح النفيُ الأمريكيُ لوجودِ أي خلافاتٍ أو انقسامٍ أوروبيٍ حول اتفاقِ “واشنطن” مع “لندن” و”كانبيرا”، في ترميمِ العلاقاتِ التي كُسِرَت.
ولم يقتصر الردُ الفرنسيُ على الرفضِ والشجبِ فحسب، بل عمدَ الفرنسيونَ لإلغاءِ احتفالٍ كان مقرراً عقدُه في السفارةِ الفرنسيةِ في “واشنطن”، لاستذكارِ ذكرى معركةِ الرؤوس التي ساهمت فيها فرنسا بتحقيقِ الاستقلالِ للولاياتِ المتحدة، ووصفَ المسؤولونَ الفرنسيونَ صفقةَ الغواصاتِ تلك، بأنّها طعنةٌ في الظهر، وأنّها قرارٌ سياسيٌ متهورٌ ومفاجئ، مشبهين إياها بقراراتِ الرئيسِ الأمريكي السابق “دونالد ترامب”
وزيرُ الخارجيةِ الفرنسي “جان إيف لودريان” لم يُخفِ غضبَه واستياءَه إزاء ما حصل، ونددَ بسياسةِ الأمرِ الواقعِ الأمريكيةِ والأسترالية، في ظل غيابِ أي تشاورٍ مسبق، حيث قال إنّ الأمورَ لا تجري بتلكَ الطريقةِ بينَ الحلفاء.
ومن جانبٍ آخر، ونظراً للشراكةِ بين الاتحادِ الأوروبي والولاياتِ المتحدة، أعلن مسؤولُ السياسةِ الخارجيةِ بالاتحاد “جوزيب بوريل”، أنّ التكتلَ يشعرُ بالأسفِ لعدمِ إبلاغِه بشأن الاتفاقِ الأمني لمنطقةِ المحيطين الهندي والهادئ، مضيفاً بأنّ اتفاقاً بهذا الحجمِ يستغرقُ وقتاً طويلاً لإعدادِه، ولم يتمَ بينَ ليلةِ وضحاها، ومع هذا فلم يتمَ إبلاغُنا أو حتى التشاورُ معنا بخصوصِه.
ورغمَ شجبِه للاتفاق، إلا أنّ “بوريل” نوّه إلى أنّ ذلك لن يؤدي إلى إعادةِ النظرِ في العلاقةِ مع “واشنطن”

‫شاهد أيضًا‬

الحمام: بشائر ولادة جديدة لسوريا المستقبل

تفرض التطورات الميدانية الأخيرة في سوريا نفسها على المشهد المتغير في كل لحظة، ليضع مستقبل …