لبنان.. اندلاع الحربِ الكلامية بعد توقف الحربِ العسكرية

رغمَ الهدوءِ النسبيِ الذي سادَ الشارعَ اللبناني، غداةَ التوتراتِ الأمنيةِ والعنفِ والبلبلةِ التي خلقَها “حزب الله” و”حركةُ أمل” على خلفيةِ قضيةِ انفجارِ مرفأ “بيروت”، إلّا أنّ مشاداتٍ كلاميةً وتراشقاً للاتهاماتِ وقعَت بينَ الأحزابِ السياسية.
وبدأت تلكَ المشاداتُ بتوجيه “جبران باسيل” رئيسُ “التيارِ الوطني الحر”، اتهاماتٍ لحزبِ “القوات اللبنانية” بقتلِ المتظاهرينَ في منطقةِ “الطيونة”، ما دعا “سمير جعجع” رئيسُ حزبِ “القوات اللبنانية”، للردِ على تلكَ الاتهاماتِ باتهاماتٍ أخرى لـ “باسيل” ورئيسِ الجمهوريةِ “ميشيل عون”، كالارتهانِ لـ “حزب الله” والنظامِ السوري، والسعي للحكمِ على حسابِ الشعبِ ومقدراتِ الدولة.
ومن جهةٍ أخرى، قال “جعجع” إنّ توجيه نائبين من “حزب الله” اتهاماً لـ “القوات”، ما هو إلّا محاولةٌ للاختباءِ وراءَ دماءِ الأبرياء، واختلاقٌ للقصصِ والرواياتِ لمجردِ الهجومِ على “القوات”، مضيفاً بأنّ “حزب الله” وبعد أن فشلَ بإزاحةِ القاضي “بيطار” قانونياً، لجأ لوسائلِه الأخرى يوم الخميسِ الماضي، والتي انتهت بوقوعِ الحزبِ في حرجٍ كبير.
ومن جهتِه، قال البطريركُ السريانيُ الماروني الكاردينال “مار بشارة بطرس الراعي”، إنّه لا يجوز لأيِّ طرفٍ التهديدُ أو اللجوءُ للعنف، وإنّ ما من أحدٍ فوقَ القضاء والقانون، داعياً لتحريرِ القضاءِ من التدخلِ السياسيِ والطائفي، وعبّر “الراعي” عن دعمِه لدورِ الجيشِ اللبناني في حصرِ مواقعِ الاشتباك، وشدد على ضرورةِ اتخاذِ الحكومةِ القراراتِ اللازمةِ للنهوضِ بلبنان، وأنّ على الجميعِ إيجادُ حلٍ سياسيٍ وليسَ عسكري.
وفي سياقٍ آخر، قالَ رئيسُ الوزراءِ الإسرائيلي “نفتالي بينيت”، إنّ النفوذَ الإيرانيَ هو وراءَ الأحداثِ الأخيرةِ في لبنانَ والعراق، وإنّ كلَّ مكانٍ يذهب إليه الإيرانيون، يدخل في دوامةِ العنفِ والفقرِ والفشلِ وعدمِ الاستقرار، وأعربَ عن أمله في تمكن شعوبِ تلكَ الدولِ من تحريرِ أنفسها من القبضةِ الخانقةِ للحرسِ الثوري، وبناءِ مستقبلٍ أفضل