دور المؤسسات المحلية في تعزيز المرونة المجتمعية

تلعب المؤسسات المحلية دورًا مهمًا في تعزيز المرونة المجتمعية. وتشكل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية منها آليات توفر إمكانات إيجابية لمنع الصراع. وتؤثر هياكل الحوكمة المحلية الرسمية وسياساتها على بيئة المرونة المجتمعية. ويعتمد التماسك الرأسي بشكل طبيعي على عمل مؤسسات الحكم المحلي ومساءلتها وأدائها، حيث أنها تشكل لبنة الثقة والعلاقة بين الناس والدولة. لكن هياكل الحوكمة الرسمية تؤثر أيضًا على التماسك الأفقي. وعلى سبيل المثال، إنها تؤثر على كيفية تنفيذ الإدماج في الممارسة العملية في تطوير السياسات وخطط المجتمع والتنفيذ المحلي. ويخلق النطاق الواسع للخدمات العامة التي تقدمها الدولة وتنفذها الهياكل المحلية واجهة مباشرة مع الجمهور، وتؤثر بالتالي على المرونة المجتمعية بطرق مهمة وعملية. إن التوزيع العادل والفعال للخدمات أمر أساسي إذا أراد المواطنون أن ينظروا إلى الدولة على أنها تعامل الجميع على قدم المساواة. ويُعدّ المستوى المحلي ساحة طبيعية يمكن من خلالها إعادة بناء العلاقات والروابط بين المجموعات، ومكافحة الإقصاء وإعادة بناء العلاقات بين الدولة والمجتمع في المجتمعات الهشة والمتأثرة بالصراعات. وتعتبر المقاربة المحلية لتعزيز المرونة المجتمعية مهمة بشكل خاص لأن الحكم المحلي:
1 – يسهل رسم الخرائط، والتحليل، وحل التفاوتات الأفقية المحتملة ) وبعضها موضعي للغاية(.
2 – يبين أن بعض المشاكل التي تؤثر على حياة الأفراد اليومية يمكن حلها بطريقة مباشرة من خلال العمل الجماعي.
3 – يقدم فرصة للتثبيت أن الدولة قادرة على الاستجابة بفعالية للاحتياجات المحلية، كالأمن، وتقديم الخدمات الأساسية، كالمياه والصرف الصحي، واحتياجات التنمية الأساسية، كالتعليم والرعاية الصحية.
4 – يعزز تطوير هوية محلية مشتركة تتجاوز أي خطوط عرقية أو دينية، بما في ذلك من خلال اقتراح نماذج التنمية المحلية التي يمكن أن تثبت تفوّق قيمة المصالح المشتركة على الاستراتيجيات التنافسية.
5 – يتطلب عقد مجموعات للعمل معاً على السياسات العامة من خلال العمليات التمثيلية، وكذلك من خال أشكال جديدة من المشاركة الديمقراطية، وبالتالي رعاية التسامح والاحترام عبر الانقسامات الاجتماعية.
6 – يوفر منصة لتطوير البنى التحتية من أجل السلام ( كلجان السلام المحلية( داخل المجتمعات وفيما بينها يمكن أن تدعم عمليات المصالحة.
7 – يسهل اندماج العاطلين عن العمل والمستبعدين في الاقتصادات المحلية.
8 – يجسد الدور الجسر الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات عندما تكون على مسافة أقرب من المجتمعات
ومن المهم الملاحظة أن زيادة الاستقلالية في الحكم المحلي، وتفويض السلطة للجهات الفاعلة المحلية يمكن أن يخففا أو يزيدا من تفاقم الانقسامات الاجتماعية. ومن المهم إجراء تحليل متعمق للمرونة المجتمعية والمقاربة الحساسة للنزاع، بما في ذلك، على سبيل المثال، النظر في مستويات المرونة المجتمعية قبل الصراع، ونقاط قوة المؤسسات (الاجتماعية والرسمية (وطبيعة التنوع في المجتمع.
ويجب أن تأخذ برمجة دعم تعزيز الحكم المحلي في الاعتبار، مخاطر الانقسامات المتزايدة. وترتبط المستويات الأعلى من المرونة المجتمعية بشكل إيجابي بمشاركة أكبر للنساء والشباب في الحياة السياسية. هذا ما يتم التركيز عليه في العديد من برامج برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المتعلقة بالحكم المحلي والمرونة المجتمعية.

صليبا شابو.