24/10/2021

التربية والمواطنة في المرونة المجتمعية

تشكل المرونة المجتمعية صمام الأمان للمجتمع والداعم الأساسي لوحدته واستقراره واستمراره والضامن لتوازن شخصية مواطنيه ولذلك يؤكد أغلب علماء الاجتماع على ضرورته من أجل سلامة المجتمع واستمراره وحتى أولئك الذين أقاموا بنائهم النظري على فكرة الصراع الاجتماعي باعتباره الأصل في حياة المجتمعات وأن حياة المجتمع وتاريخه ماهي إلا محصلة لمجموعة من الصراعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين طبقات المجتمع المختلفة حتى هؤلاء كانت دراستهم للصراع بدافع البحث عن التماسك والتوافق المفقود في المجتمع في نظرهم.
فالمرونة المجتمعية هي عملية اجتماعية تؤدي إلى تدعيم البناء الاجتماعي وترابط أجزائه وتوحيد جماعاته المختلفة عن طريق عدة روابط وعلاقات اجتماعية مثل التوافق والتضامن والتعاون.
وبالتالي الترابط بين أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو الجنس.
إن المرونة المجتمعية ليس مفهوم نظري فحسب لذلك علينا أن ننظر إليه في إطار نظرة تكاملية تعيد التوازن للمجتمع على أرض الواقع من خلال تفعيل مجموعة من القيم مثل ربط المساواة بالعدالة .
تعزيز فكرة التعددية ـ فصل التعددية عن الامتيازات بمعنى عدم منح امتيازات معينة لفئة دون غيرها ـ تحقيق مبدأ المساواة في المجتمع.
يعد مصطلح المرونة المجتمعية أو البناء الاجتماعي والمعروف سياسياً الوحدة الوطنية أحد مصطلحات علم الاجتماع التي تستعمل في وصف الحالات التي يرتبط فيها الأفراد أحدهم بالآخر بروابط اجتماعية وحضارية مشتركة ويستعمل عادة في تفسير سلوك تماسك الجماعات الصغيرة التي يكون بدافع الإغواء أو بدافع المصالح والأهداف , ومن أكثر العوامل التي تؤدي إلى زيادة المرونة المجتمعية واستقرارها وتحقيق وحدة نسيجها هو تقبل كل فرد فيه للآخر المختلف عنه في الرأي السياسي أو اسلوب الحياة أو بعض الأفكار طالما أن هذا الاختلاف محصور في إطار التنوع داخل وحدة المجتمع ذاته. لأن الاختلاف نعمة للمجتمع يثري الحياة ولا يضرها وإن الحياة هي أنا وأنت وليست إما أنا أو أنت وإن الاختلاف في الرأي لا يعني الخلاف بين أبناء الوطن الواحد وإنما هو مصدر قوة للمجتمع.
فالتعددية تسهم في ثراء المرونة المجتمعية حين تؤسس على مفهوم التنوع وأحقية كل شخص في فرص متساوية وإكساب الناشئة فيها يعد من أهم الأدوات التي يمكن أن تحقق المرونة المجتمعية فالمواطنة هي الحصن الحصين ضد ثقافة التباين والتشاؤم والسلبية فضلاً عن ثقافة الإقصاء والتهميش.
تعد المرونة المجتمعية الأساس الذي ترتكز عليه الديمقراطية وهو يشير إلى العلاقات الطبيعية في المجتمع الواحد.
وإذا كانت الديمقراطية في أحد معانيها في نظام يضمن للمواطنين ممارسة حقوقهم في نظام سياسي على العدالة القانونية فإن المرونة المجتمعية تهدف إلى تحقيق المساواة الفعلية بين المواطنين.
وإذا تأملنا الأوضاع في مجتمعنا نجد أنه تعرض وما زال يتعرض لتغييرات كثيرة داخلية تعمل على تفكيك وهدم المرونة المجتمعية
وبذلك المطلوب كالتالي :
ـ الاهتمام بالأسرة كمؤسسة اجتماعية صغرى.
ـ الاهتمام بالمؤسسات التعليمية وأجهزة الإعلام باتجاه التأكيد على المواطنة باعتبارها الصيغة الأمثل لتحقيق المرونة المجتمعية لأنها الوحيدة التي تعمل على الولاء والانتماء للوطن وبالتالي الحفاظ على وحدة المجتمع ونسيجه الاجتماعي وقيمه الإنسانية فالمواطنة تعبر عن حركة الأفراد في اتجاه إثبات وجودهم في إطار جماعة بعينها بحيث تتجاوز هذه الحركة الانتماءات الضيقة الى الأرحب.
إذاً المواطنة تعد أحد أهم الجوانب في حياة المجتمع.
لقد أصبح مفهوم تربية المواطنة من أكثر المفاهيم شيوعا في الأدبيات التربوية وتباينت الآراء بين عدة مفاهيم.
الأول ـ المنهج الدراسي بشكل عام لما له من دور رائد في الحياة الاجتماعية والوحدة الوطنية.
الثاني ـ مادة دراسية ( مقرر دراسي يتعلق بذلك ).
وأهمية تربية المواطنة تكمن من حيث أنها عملية متواصلة لتعميق الحس والشعور بالواجب تجاه المجتمع وتنمية الشعور بالانتماء للوطن والاعتزاز به.
الحفاظ على المواطنة :
1 ـ الأسرة وصياغة شخصية الطفل منذ الولادة نحو حب الوطن.
2 ـ المؤسسة التعليمية بما في ذلك مؤسسات التعليم العالي.
3 ـ الإعلام ودوره الإيجابي في المرونة المجتمعية.
4 ـ تحييد الخطاب الديني المدمر للمرونة المجتمعية واعتماد الخطاب الديني التوفيقي تجاه المواطنة وقبول الآخر.
5 ـ الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني ودورها التعاوني في إرساء الإخاء والألفة والتعاون بين أفراد المجتمع.

وردة كورية.

‫شاهد أيضًا‬

في اليوم العالمي للغة الأم.. اللغة السريانية حية لا تموت

في الحادي والعشرين من شباط من كل عام، تحتفي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة &#…